"التجبيه والتشرذم من خصائص المشهد الأدبي من قديم ، ربما لأن الكلمة حمالة ... والناس في استكناه معناها واستحلاب فوائدها صنوف شتى ..
فبينما يرى البعض الالتزام بحد الكلمة وقطعيتها ونصاعة دلالتها التصاقا بصوارم اللغة كوسيلة تعبير رئيسية عن عوالم مكنونة من الرؤى والأحاسيس والضمائر، يرى آخرون ان التماهي لا التناهي ينبغي أن تتوشح به المفردة الأدبية حتى تكون أكثر عطاء وأوسع تفسيرا من دلالة ظاهرها ..والوقوف عند آثارها المعجمية..
ولا يزالون مختلفين ..
لكن أن ينسحب هذا الاختلاف وبنفس الزخم - وربما أكبر - على الواقع السياسي الذي تمر به دول ما يسمى بالربيع العربي ؛فهذا مما لا يتسع له الوقت، ولا تنهض لاحتماله السواعد الغضة التي تكونت لتوها بعفوية تامة ، والتي ما زالت ضريبة إزاحة الفساد ترتسم خطوطا واهنة متعرجة على صفحتها المناط بها إصلاح فساد عقودٍ متراكمة..
الأمر بات مضحكا حد البكاء عند البعض .. (ومقرفا) حد الانزواء عند آخرين..
ما كنت أتخيل أن تقوم لحاكم مستبد قائمة بعد موته الحقيقي أو السريري في عالم السياسية،
فبينما يرى البعض أن الأنظمة القديمة البالية بلغت من الفساد والطغيان درك الشقاء ما أوجب انهيارها كسُنّة كونية ماضية؛ يرى آخرون أن رؤوس هذه الأنظمة كانت الأولى بالقيادة والريادة والسيادة.. وربما عدُّوهم في زمرة الأبطال الأبدال الذين قلما يجود بهم الزمان ..!
فإذا ذهبت تكتب لهم - بسهولة - قائمة سوداء طويلة بأعمالهم المخزية التي ألحقوا بها العار لأنفسهم ولبلادهم وللبشرية ، وتسببوا بها في كوارث إنسانية ، نفسية وصحيّة .. لوّوا رؤسهم .. ونطقوا - كما القنوات الحكومية - بأن هذا كله أكاذيب ومحض افتراء ..
فإذا قام لهم الدليل القاطع الذي يثبت الكثير الظاهر من هذه الكوارث بما لا يبقى بعده شك ،ولا يحول دون تصديقه أدنى ارتياب ؛ وجدتهم سادرون في غيهم .. بل لم يزدهم ما بدا لهم من حجج بينات إلا إصرارا واستكبارا .. تماما كما المثل العربي الذائع :
حيث اختلف اثنان على سوادٍ بادٍ من بعيد ، فبينما يراه أحدهم عنزا، رآه الآخر طيرا‘
حتى إذا احتد واشتد الخلاف بينهما (عنز ام طير )..طار ذلك الشيء ، وبدا واضحا وقاطعا أنه طائر،
فما كان من الآخر المعاند إلا أن قال : هي (عنز وإن طارت)
وصدق الله :
وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2)
وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) .. القمر"
__________
(*) المنشور اعلاه كان ردا على مداخلة لاحدهم علي احد موضوعاتي ..
المشكلة في الكرسي
وهم يجلسون عليه يتصورون إن لهم الحق في كل شيء حتى وإن كان ذلك مخالفاً للواقع وغير مقبول
المهم هم وما يريدون ومن أجله يخططون
دمت بخير
تحياتي
الاختلاف أمر أساسي في مبدأ الفكر البشري وهو قائم من أزل التكوين في شتى المجالات التي تحتويه وتتسع إليه
بتعدد الرؤى ووجهات النظر بحسب الشخصيات ومدى تعقلها ووعيها
وتارة بحسب المصالح المجحفة التي قد توجه الفكرة وتصوبها عند البعض بعيدًا عن الإنصاف الموضوعي الذي بات ضبابيًا لا يكاد يُرى
قل كلّ يعمل على شاكلته!
دمتم والمداد عذبًا غنيا