غادرتَ يا بدرُ والأوجاعُ أطنانُ
تستهلكُ العمرَ والأيامُ أعوانُ
.
غادرتَ يا بدرُ والظلماءُ فاغرةٌ
فاها، وفي مقلتي ينهارُ بركانُ
.
أضرمتَ في نشوةِ الأيامِ فاجعةً
والذكرياتُ بها الآهاتُ تزدانُ
.
يا هامةَ الحُسنِ يا روحَ الشبابِ ويا
نهجَ الوفاءِ لمن ناموسَهم خانوا
.
يا منْ معانيكَ للإنسانِ مدرسةٌ
فيها من الدرِّ ياقوتٌ ومرجانُ
.
يا من تسرّبَ في الشريانِ نبعَ هوى
حتى ارتقى في بَوارِ الروحِ ريحانُ
.
يا من بهِ فازَ دهري واحتفى أملي
وغرّدَ السعدُ والحسّادُ خِلاّنُ
.
من لي إذا ما تمادى الشوقُ في ألمي
إني بلا أنتَ أعلالٌ وأحزانُ
.
من لي إذا نادتِ الأطيافُ أَخْيِلَتي
أنسيتَ أنَّ حسامَ الجرحِ هجرانُ؟
.
قدْ قيلَ أنَّ لكسرِ العظمِ جابرهُ
فهلْ لكسرِ زجاجِ القلبِ جبرانُ؟
.
يا موتُ كم فيكَ من درٍ قد ائتلقتْ
منه القبورُ وحضنُ اللحدِ نشوانُ
.
يا موتُ كم فيكَ من قلبٍ بهِ علِقتْ
أحلامهُ، ولسانُ الصبرِ ظمآنُ
.
يا موتُ خذني فأجفاني تـؤرّقني
كمْ أشتهي الطيبَ في أعناقِ مَنْ كانوا
.
وكنْ على الوصل معواناً لذي شغفٍ
هلْ يهتدي لسبيلِ الوصلِ إخوانُ؟
.
.
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 02-17-2016 في 04:55 PM.
رحمهُ الله واسكنه الفسيح من جناته
صبراً فاضلتي فكلنا عما قريبٍ اليه منتقلون
قد يخفى المعنى ..قد يظهر
ولكنه واقع لمن عاشه ..
وددتُ ان ارد بابياتٍ لكن آليتُ ان لا اكتب الا أملا
والموتُ فقدانُ
احسنتِ وابدعتِ
حنان لقلبك مايشتهي
عاطفة مشبوبة
ودمع عين لا يكف ولا يجف
وتنهيدات وآهات وأنات-ووجع مطل من بين الحروف قدْ قيلَ أنَّ لكسرِ العظمِ جابرهُ
فهلْ لكسرِ زجاجِ القلبِ جبرانُ؟
وقفت طويلا في محراب هذا البيت والذي أراه بألف قصيدة
ولا يقول هذا شاعر عادي لا ورب الكعبة
أنت شاعرة ملهَمة ملهِمة
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
ولك الصبر والسلوان شاعرتنا الكبيرة القديرة
ولي عودة ان شاء الله
أثبتها لما فيها من روعة شعر ومتعة معنى وبعد مرمى-
.
وقفت طويلا في رحاب هذا البيت --
وقد استوقفني كما استوقف اخي من قبلي
واقتبسته لما له في الروح من معنى ...
أخيتي الكريمة ليس لدينا الكثر لنقول في هذا المقام وقد وصفه الله " بالمصيبة "
ولم يصف ربنا سبحانة شيئا آخر بهذا الوصف لشدته على النفس والروح ..
ولكن لا بد من يكون ايماننا بهذا بانه هو العدل الذي لا يمكننا ان نختلف عليه
فالموت حق وليس امامنا الا الصبر ودمعة الحزن
اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله
واقذغ الصبر في قلوبكم اهله وخاصته
شكرا على القصيد الذي لامس الشغاف