العاشق المهزوم ...

العاشق المهزوم

ربيع عمري : كلما كتبتُ شعراً بعدكِ أبْكتني أشعاري .

هنا أنا ..وهنا أنتِ
وبين هنا وهنا
نتقمَّصُ الحروف
ونسافر في سفينة الجملة ...
مجدافنا أشواقنا
وبوصلتي قلبي
لكِ بوحي وصدقُ إحتراقي ...




كوني بالقرب

هامش :

منْذُ بدء التكوين ...
وما قبل التَمدُّن والحضارة ..
وقبل ترتيب الفصول ...
وقبل معاهدة الليل والنهار ...
كنتِ تتجولين في مساماتي ..
وكنتُ بدأتُ رحلةَ البحثِ عنك ..

حروف ...

لستُ أنحتُها ...
لستُ أخطفها من قواميس المهرولين نحو مدائن الجملة ...
هي قَطَراتٌ من دمي ..

تحليق ...

ضعي حزامَ الشوق ...
تَشَبّثي في مقعد الحبّ جيدا ...
سنبدأ الرحلة ..

سأمنحُكِ كُلَّ شيء ..
لُغَتي وألواني وريشتي وقَلَمي ..
سأمْنَحُكِ حُروفي وعلاماتِ التَّرقيم ..
سأمْنَحُكِ أوْراقي ومَفاتيحَ خَزْنَتي ..
أنتِ يا سرّي ويا عشقيَ الأزلي ...
يا وجهَ مَدينَتي المُتَحَضّر ..

كجدولٍ ينسابُ في براري الروح أنتِ
كزهرةٍ تنمو على ضفاف النفس أنتِ
يا زنبقتي الجميلة
يا لغتي المُبتكرة
ولوحتي الزاهية
كيف أدنو منكِ أكثر ..وأنت مُحاصرة
والأشياءُ حولك في الحضور وفي الغياب

كنتُ أتخيّلُ الأشياء ..
كنتُ أرسم الجميلات وروداً في حدائق الروح ..
كانت تحرّكُ قلمي وريشتي عاطفةٌ مسافرةٌ بي ..
واليوم ...
أبحثُ عن أبجدية ...
وأفتّشُ عن ألوان ...
حتى أعيدَ صياغة الأشياء من جديد

كلُّ القوارب مُحطّمة ..والأشرعة بالية
وأنتِ هناك ..وبيني وبينك بحرٌ عميق ...

دعيه يخرج هذا المتمرد ...
ويعانق العيون ..
دعيه يخرج من صمته
ويحلّقُ في فضاء الشوق

غاليتي :

ما مرَّ من زمن قبل لقائنا ..
دعيه للنسيان ..
وكوني مثلي ..فأنا جعلتُ تاريخَ حبّك لي
عنوانَ مشواري ...
العامُ الأول لحبك
العام الثاني لحبك ..
العام الألف لحبك ..