منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   دواوين شعراء النبع (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=73)
-   -   ديوان الشاعر/ محمود عثمان (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=4423)

وطن النمراوي 11-29-2010 09:55 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
أرجوكِ لا تتأسفي


أرجوك ِ لا تتأسفي
نـــَزفُ الشعور ِبمقلتيكِ
لمقلتيَّ رسائلٌ من صدق قلبك ِ قد تــَـفـي
- ما الأمر ُأمرك يا أكاليلَ الندى -
حتى لقلبي تحزنين
وتأسَـفـين لمَوْقِــفـيْـكِ وموقفي
تتنزلُ الأحكامُ عكسَ طريقـِنا
فـَـتـَـقـُدُّنــا
وتـَهـُـدُّنـا،
نرتاحُ
بعد فواتِها،
وعلى رَماد فراقِها
نجثو ونلهو
نحتفي
فتردُّنا جنباتـُهـا
مثل الصغار لإن يردُّوا
من ملاعبهم
يـُردّوا كالحيارى
في زحام تأفـّـف ِ

***

ما فاعلٌ فينا الأسف ْ
عَــزَفَ الفِراقُ
وحلـَّـتِ اللـُّــقـيـا
فهيا ودِّعي ماقد عَـزَفْ
أنظل ُ نأسف ُ للزمان ونشتكي
حتى تذوب ُحياتـُـنـا ما بين باق ٍ هالك ٍ
ولـَدَى هشيم ٍ ساقطٍ من رحْـم ِ فرْح ٍ
في شواطئ علقم ٍقد صارَ كأسًا يـُـرتـَـشَف
كم ظل في العمر القصير لكي نقدِّمه متاعًا للأسى ...
ونروحُ (1) نشحذ ُ سعدَنا من كل قلب ٍ
من سعادته يُودَّع ُ يـُنـتــَـزَف

***

النوم ُ فينا قد غفا
والعهدُ فينا قد وفا
وأنا و أنتِ بغفوة ٍ
لكنْ حلاوة َأنسِنا
نفتَ النعاسَ من العيون
فمن حوالينا انـتـْـفى
وأتى الصقيعُ يدبُّ
في جسدِ الظلام
فحِكتُ من نسْج المشاعر مِعطـفـَا
أرسلتـُه دفئـًا وشوقـًا
ثم قالت: ويـْـكأنْ حلـَّت بنفسي نشوة ٌ
ثــُــمَّ اسْتقامت ثم قالت: إنَّ قلبي قد دفا
قلتُ : الفِدى نفسي إليك ِ
فأنت من أدخلتِه جو َّ الـصـَّـفـا
دومي بقلبي شمعة ً
تـَهـَبُ الضياءَ إليه وقت الانـْطفا
أرجوك لا تتأسفي
ما قد عفا منا عفا









لثمان وعشرين خلوْنَ من شهر ذي القعدة لعام ألف وأربعمئة ٍ وواحدٍ وثلاثين من الهجرة


الموافق : 5/11/2010 غير عربي





1) الشحاذة : هي بعينها الشحاتة .

وطن النمراوي 12-02-2010 11:12 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
موغل في شواطئ الأمل


في دوحة النفس ِ آمال ٌ بها تقف ُ

حيـْرى المسافات والأيام تــُـنــتــَـزفُ

ما ملَّ ساعدها يومـًا ولا شرَعَـتْ

في غيهب ِ اليأس ِ تهوي ثـَمَّ تنجرفُ

بين النــَّـوَائِبِ تـَسري والسبيلُ دجـًى

إنْ عـُدَّ عـُـدَّتها للمرء ِ تنكشفُ

تــَـحَــجَّــبَـتْ بحجاب ِ العـِـنـْدِ أتعبني

عاندتها، أسْــفــَـرَت فالوجه لي ورفُ

ورُحْت ُ أزْجِي تـَجاريبي لها لــُـجُــبــًـا

والصبرَ درْعـًا به قد قامتِ الكــَـتِــفُ

وكلما قام سـَـدٌّ راحَ يـُعجِـزُني

وَجَدتــُهُ في بحَار الفأل ِ يـَنخسفُ

لا وَجْه َ ألمَحُ في الأصحاب ِ يـُـشــْبـِـهُـني

بعضٌ إلى اللهو ِ، بعضٌ بالهوى شـَـغِــفُ

ما رُمْـت ُ أمنية ً إلا وقد سـَـكـَنـَتْ

بيت َ الأماني الذي بالقلب ِ يعتكفُ

قــَـوَاربي كلُّ عـَـزْم ٍ راح في جـِـهـَـة ٍ

وكـــلُّ مجـــتهـــد ٍ للمجد ِ ينعطــفُ

وكلُّ فِـكـْر ٍ حـَيــِـيٍّ في الـنـُهَــى سـَـهــِــرَتْ

أحلامُُهُ من بحار الصِّـدْق ِ تــَـغـْـتــَرِفُ

في ساحة ِ الوَقتِ أوقات ٌبأوردَتي

جميعها من مـَعِـين ِ الـجَــدِّ تــَـرْتــَشــِفُ

لا يصدقُ القولُ حتى الفعل يـَـتــبـَـعُــهُ

بذا الليالي بماضي الدهْر ِ تــَـعــترفُ

أسماؤنا في زوايا الكون ِ مـُنــْـكـَـرَة ٌ

على فِراش ٍ من النسيان ِ تلتحفُ

حتى إذا لـَبــِسـَـتْ هام َ العـُـلا بـَـقـِـيَــتْ

فوق النجوم تسيرُ ثم تــَـتــَـصِـــفُ

غدًا سـَأفــْـنى وقـيدُ الدَّهْـر ِ يـَـذكـُـرُني

أنــِّي إلى كلِّ مـَـجـد ٍ كنت ُ أنـْصَرفُ


تموز 2010

وطن النمراوي 12-25-2010 11:23 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
صباح البعد




صباح البـُعد ِ يـُـتـعِبني
ويقتلني ويسحقني
ويمحو ما سعدتُ به بأيام ٍ
كما الأحلامُ في عيني
محوت ِ البؤسَ عن قلبي
وطيرَ سآمة ٍ في النحر ِ يلزَمُني
فكنت ِ المن والسلوى
وكنت النشوة الكبرى
وكنت ِ النور والأزهارَ
والقنديلَ والإلهام َ
كنتِ النعمة َ الكبرى
وما زلت ِ لدى قلبي
فما نكرانُ سيدتي أقدمه ولا كـُرها،
يدُ الأقدار تنفيكِ وتنفيني
يدُ الأقدار قاسية ٌ
فما انفكت سعادتنا لتشقيني
يدُ الأقدار نازلة ٌ على قلبي
كسلب الروح بين الأهل
والأصحاب والجيران
تـُؤخذ ُ عنوة ًوالعين ُ مُسْـبــلـَــة ً
كأنْ عن طيب خاطرها
فلا والله ما طيب ٌ
ولكنْ عنوة ً أخِذتْ
فلو مـَـلـَكت لزاحت سالبَ الأرواح عنها بل أماتته،
كذا روحي لديك تموت ُ
لاهـِجـَـة ً و مـُـنــْـهَــكــة ً
ومـَـسـْـلـَـبَــة ً
وحـُـبك فيَّ نخبُ الروح ِ
إكسيرُ الحياة ِ
سواه سوف أموت في تعبي
وفي لـَهـَجي
وفي شعري
وفوق الفـُرْش ِ
آه الفـُرْش ِ
يا من كنتِ مرتـَعـُـنـَا
ونشوتنا
وهمستنا التي للآن ما برُدَت
فآه ٍ آه ِ همستنا
ذبـِـحـْـت ِ وفيك مرتعنا
ونشوتنا
وبهجتنا وما نزلت،
فما حَـلـّـت لتهجرني ...
***
أتاك ِ البعدُ يا نفسي
فهيا فاسفكي دمعِكْ
وأطوي الليل في قلبك
فما سهرٌ
ولا همسٌ
ولا ضحكٌ
ولا طربٌ
ولا أحدٌ عليك ِ يطوف طولَ الليل
يسأل فيك ِ
يأنسُ فيكِ
يهمسُ فيكِ
يلمِسُ فيكِ
يلثمُ فاك
أنتِ الآن معْ شأنِك
فموتي إن أردتِ
وإن أردتِ العيْشَ
عيشي في دموع ٍ
يا صفاءَ الكون ِ في قلبـِك

***

رهيفُ القلب في الدنيا
مآتـِـمُه ُ الجفاءُ المرُّ
والتكدير ُ والآهات ُ
والأحزان يا قلبي
رهيف القلب عصفورٌ هزيلٌ
في شتاء ٍ قارس ٍ يهوي على قش ٍ
فما يغنيه ذاك القشُّ
من جوع ٍ ولا دفءٍ
ولا في البردِ آواه ُ إذا ما ابْتلَّ في مطر ٍ
أرح ياربُّ ذا العصفور ِ
وامْـنحه السعادة َ والجمال
وخذ لأساه ُ ما يشفيه من قلبي

***

أيا قلبي: على مـَـهَـل
أحِبَّ الناسَ في مـَـهَـل ِ
كذا تــُـقـضى الحياة ُ على وصال ِ الناس
في حب ٍ وفي وَجـَـل ِ
لنفسك لم تجدْ شيئا
تقدِّمُهُ إلى ما ظلَّ من أجَل ِ
أريحـُــكَ؟
عانق ِ الدنيا
ولا تبك ِ على طـَـلـَل ِ
وعشْ كالناس تقضيها
على أمل ٍ لدى أمـَـل ِ
أأنت القائد الأعلى؟
أأنت مليكُ هذي الأرض ِ
يأكل روحك الملل ُ
أريُحـُـكَ ؟
بدِّدِ الشكوى
كذا تــُـقـضى الحياة ُ على وصال ِ الناس
في حب ٍ وفي وَجـَـل ِ
لنفسك لم تجدْ شيئا
تقدِّمُهُ إلى ما ظلَّ من أجَل ِ


وطن النمراوي 01-17-2011 01:35 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 

اطلع على هذه القصيدة الإرتجالية أحد الأصدقاء التونسيين فقال لي هو لا يستحق كل هذا فحذفت جزءا من المقطع الأول نزولا عند رغبته وهو بلا شك أمين وليس بتابع لهذا أو ذاك ...



ببضع ٍ وعشرين عامًا
لدى الحـُـكم ِ تأمرُ تنهى
تجوبُ تصولُ تنيل ُ وتمنع تقضي
وفي آخر الدَّرْبِ تجري وتهوي لقاع ِ الحـُـفــرْ
ألا قـَـبـَّـح َ الله ُ نفسًا إليها الرعودُ
ِ إلى مـسـْـمَــعيها حفيفُ الشجر
- ومن يـَـتـَـهيَّـبَ * صوتـًـا كهذا عليه فـكـبِّــر بإحدى عـَشر -
...
...
...

***

أنا الآن صدقت ُ ما قيل عنكم
وماذا فعلتم بدار ٍ لدى القلب ِ تحيا
بحب ٍ يـُـنـَـبِّيك عنه الرِّفاقُ
إذا ما أتتهم رواة ُ الخـبر
أمـِن عصبة ٍ يا رئيسُ فررتَ إلى ما جمعتَ ؟
أمـما جنيتَ من الظلم ِ "زين ٌ" أمما جنيت َ ؟
هروبُك لا زينَ فيه ولا شينَ فيه
جنيت َ لنفسك واسمك حظـًـا عـثر
تركتَ صعودَ الجبال ِ لغيرك
أنت الذي كنت فوق الصعود
تتيهُ فلله ِ كيف نزلت الحفر ؟
فأين شموخُ السلاطين
أين السماءُ وأين الرقيُّ
وأين الكرام ُ إذا أنت منهم رماك القـدر؟

***

أما كنت َ يوما تنادي بحبٍ
لذاك الذي قد تركت َ، وممن تركت
تركته ممن ينادون مثلك:
يا " تونس ٌ ...
لك المجد في عاليات السماء ِ
لأجلك يا تونس ٌ نستعر
نخوض البحار
ونمحو التأفف وقت الضجر
نلملم صدرك فينا
ونطوي غصونك فينا
نبوس عيونك يا تونسٌ
أما كنت يومًا تنادي :
" حماة َ الحِمى يا حماة َ الحمى
هلموا هلموا لمجد " البلاد ِ
لقد صرخَت في عروقي الدِّما
نموت ُ نموتُ وتحيا " البلادُ
"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد للشعب أن يستجيبَ القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد ِ أن ينكسر"
فأين كلامك أين اليمينُ التي قد حلفت
فهل أنت صنت
فهل أنت صنت
فهل أنت صنت أيا زين ُ هل أنت صنت
أطَبَّبْتَ ثكلى
أألبست َ طفلا يتيما
جديدا ليبسم ثغرا
بـِـعـِــيــد ٍ جديد ٍ
أصُنتَ التي قد أعـفـَّتْ ثمينـًا
لتحيا لتونسَ آيُ الكرامةِ
في كل عصر ٍ
وفي كل مـِـصـر ٍ
فإن كنت صنت
فها قد محوت َ الذي كنت صنت
فيا خـُسر نفس ٍ تسامت تسامت
وفوق الرَماد ِ عليها الرمادُ طغى وانـْهمر

***

يقولون َ : ضاقت عليك البلادُ
وضاقت عليك السماء فأين المـفَــر
تـُحلـق في الجو حيران تبلع ريقا مريرًا
تنادي أيا أيها الأصدقاءُ أغيثوا رئيسا
أضاع بلادًا تلادًا ومالا
وتاريخ مجد ٍ
أغيثوا رئيسا لقد ضاق ذرعا
من الجو هلا أغثتمْ أيا أصدقاءُ
لبئس الرئيس الذي راح ليلا
كلص ٍ يـُـلـَـقــَــن ُ درسَ الحذر
كأنك في حال ِ رعدٍ وبرقٍ تقول:
أغيثوا رئيسا رفاقي من العصف هذا ووقع ِ المطر

***

لك الله يا شعب ُ إنا بـُلينا
بهذي الرعاة فأين المفر
إلى الله يا شعبُ عودًا حميدا
تـُقيم الحدود لتصفو العهودُ
ويرضى الإله
وتصفو الحياة ُ
وفيها يفوح الكلام ُ العطِر
هو العدلُ صوت الإله فهيا
إليه نلوذ ومن حادثات الدُّنى نعتبر
هو النورُ يا تونسٌ رددي :
"إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات
وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر"




* تم تحريك الفعل المضارع المجزوم لضرورة الوزن

لأحد عشر يوما خلوْن من صفر لعام ألفٍ
وأربعمئةٍ واثنين وثلاثين من الهجرة المجيدة (11/2/1432)
15/1/2011 غير عربي

عواطف عبداللطيف 03-20-2011 10:34 AM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
صــــوتُ الــشـــــعـــــوب




شــَــيـِّـــدْ فـِــعـَـالـَـكَ في رُؤى الأزمـــان ِ
فــالـــعــمـــرُ يــمــضي للمَـقــام الـثـانــي

إمـَّـا تـُشيــِّـــدُ تـــــاج َ مَجـــد ٍ في العـــلا
أو أن تــُـــقـــيـــمَ بعــالـــم ِ الـنـِّــسْــيــان ِ

نامتْ بـلادُ الـعـُـرْب ِ عن رَكـْـب ِ المُنـى
فـَـجَــثــَـتْ أسيــرة َسـَـطــوة ِ السّـجَّــــإن ِ

هـا قـد بَــقـِــيـنــا لـُعــبــة ً وتـَـقـَطـَّـعَــتْ
أوصـــالـــنـــا فـــي ذلـَّـــــةٍ وهـَــــــوان ِ

أمـسـى عــــدوُكِ يــا بــلادي بعض مـَـن
مـِنــكِ عــلــيــــه صــنــائــعُ الإحـســان ِ

من كان يـَـخطبُ في الجُـمُـوع ِ مُذكـِّـــرًا
حِـفـــظ ُ الـمــواطـــن ِ قـمــة ُ الإيــمــان ِ

هــو أولُ الـنــاســيـــن َ هـــادم ُ ما بـنــى
هـــو أولُ الأعـْـــداء فــي الــحـــســبــان

الشـَّـعـــبُ محكـمـة ُ الطـُّـغــاة ِ وما بهــا
غـيــــرُ القَـَـصَــاص ِ لدولـة ِ الطـُّـغـيـان

هـــذا نــذيــــرٌ يا بــلادي فاسْْــــمـــعـــي
صــوتَ الشـُّـعـــوب ِ ولا لصـوت ٍ ثــان ِ

صــوتِ الخــيـانــة ِ والضلالــة والهــوى
صــوت ِ الكــراسـي سارقـي الأوطــان ِ

مـهــمــا ســمــوتــــم أو ظـنـنــتــم أنـكــم
فـي مـَــفـْـــرِق ِ الـعــَــلــيـاء ِ والتـيجــان ِ

نـَــارُ الشُّـعـــوبِ طــويــــلــــة ٌ أنـيـابهــا
سـتـــطـــالُ كــلَّ مـُـــبــَــعَّــــــدٍ أو دان ِ

هي تمنحُ المـَــلِِكَ الـمــُــظـَــفــّـرَ تــاجَــهُ
وتــَــرُدُّهُ إن تــَـبــــتــــغــــي بــِثــَــوان ِ

وتــُــعِــــزُّ من كان القـديـــدُ طـعــامــَـــهُ
وتــُـذلُ من أمــْــســى عـظــيــــمَ الشــان

هي حـِـكمـة ٌ في الكــون ِ أيــَّــة ُ حكمة ٍ
هــي حكـمــة ٌ نـَـزَلـَـتْ مــن الرَّحـمـــن ِ

تـأبى الحـقــيـقــة ُ أن تــُـزيِّــف َ وجهَـها
فابـعــدْ بـِـنــَفـسك ِ ساعــة َالـطــُّــوفــان

يا شعــبُ ما الحـُـكــَّــام ُ تـحــكـم ُ وحدها
أنـتـــم وهــم في الـــدار ِ تحـــتــكــمــان ِ

فـَإن ِ اسـْــتــَــقامــوا قــد أتــتْ آمالـُــنـــا
وشمـوسُــنـــا طـَـلــَــعَـــتْ بـكــل مكــان ِ

وإذا مـَـــشــَوْا في غــَـيـــِّهــِـمْ سـُـحقـًا لهمْ
سـُـحــــقـًــــا لِكـلِّ مـُـضــلــِّــل ٍ خـَـــوَّان ِ

وإذا الشـُّـعوبُ إلى الفـَساد ِ تــَوَجـَّـهـَــتْ
فـَجزاؤهــا هو باهِــــــظـُ الأثــْـــمــــان ِ

لكـنـني والــحــُــزنُ يـــمـــلأ ُ إخـْــوَتـــي
مـُـتــَـفــَـائِـــلٌ بـمـَـكاسِـــبِ الـمَــيْــــدان




آذار 2011

عواطف عبداللطيف 04-24-2011 11:42 AM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
احتفال الجالية المصرية بالكويت بمناسبة أعياد مدينة جـُهـينة وهي مدينة بمحافظة سوهاج يوم دحر الفرنسيين من على أطراف المدن وهي الذكرى 202 وقد خُصصت بثورة يناير


كل الود

مـِـصــرُ يـنـــايـــر

رابط القصيدة لسماعها

https://www.youtube.com/watch?v=QFcw93lM-a4


بـَــلـِّـــغْ بـــلادي أنـَّـنـا نَـتـَـمــتـَّــعُ

حين اسْـمُـها بين الخلائـقِ يـُـرْفـَـعُ

مُـتـفـاخريـن بمجدها فـيما مضـى
وعلى الجـديـد ِ مسبحيـن ونـركــعُ

من كان مصريَّ الدماءِ قد انتـمـى
للمجد بل عـن كــلِّ مجـــدٍ أرفـــعُ

نـُسيت عصورُ الراحلين وذكرُهم
وعصورنــــا للعالميـــن تشــعشــــعُ

سيــروا على درب الزمـان فإنكـم
جئتـم إليه كنور ِ صُبح ٍ يلـمــعُ

حَــيـُّـوا رجالَ يـنايـر ٍ ونـســاءَه ُ
فهـُـمُ النجـومُ على بـلاديَ تسطــعُ

حَـيـُّوا جموعَ يـنايـر ٍقولوا لهـم
أنتم لآلـىءُ فـي الـرؤوس تـُرصَّـــعُ

قالـوا جميعًـا قـولـــة ً وتحـقـقـَّـتْ
لابدَ شمـسُـك ِ يـا بـلادي تـَطـْـلـُــعُ

من ذا الذي يـُخفي ضياءَكَ مـرة ً
أو من لـناركِ مـُطـْـفِيءٌ إن تـُوْلـَـعُ

قالوا تجمعتِ الهمومُ تـوسَّـعـــتْ
قـلـنـا التـفــاؤلُ فـي دمـانـا أوســعُ

مِـصْـرٌ إذا قامت تـقـوم لها الـدُّنـا
مِـصْـرٌ إذا أمَرَتْ تـُطـاعُ وتـُسمـعُ

هي منـبـعُ التاريخ خطـَّــتْ بـَـدءَهُ
هي ما تـَزالُ تـزيـدُ فـيـه وتصنــعُ

قل للذين تـَرحلوا عن مـِصـرنا
ما مصرُ يومًا بالأحبة تقطعُ

هي إبنة ُ الدنيا الكريمة ِ ما بها
لؤمٌ وفيها المحسنونَ تجمعوا

وجهُ الأصالة قد تجلى باسمًا
وجه الشهامة نابضٌ ومـُـشرّعُ

فبأيِّ حق ٍ يا شقيُّ ضرَرْتـَها
إن المُضر لمصرنا لا ينفعُ

من هاهنا حـَـيوا شجاعـة َ جيشِنـا
فخر ِ البلادِ له الـنـُّـفوسِ ُتـُطــوَّعُ

خير ِ الجنود وما جنودٌ بعدهم
مهما أولئك في العتاد ترعرعوا

مـَن قام يحرسُ ثورة ً مشروعـة ً
ويَـردُّ عـنها ما يـُعــيــق ُ ويـدفـــعُ

هي ثـورة ٌمـثـل التي بـجُـهَـيـْـنـَة ٍ
ضَربـتْ فلولَ الإحتلال ِ فـأقـلعـوا

راحوا فرنسا يضربون خـدودهـمْ
وعيـونـُهــم مـــن كــلِّ ذلٍّ تدمــعُ

سُوهَـاجُ يا دارَ العـلـوم ِ تـبسَّـمـي
فـيـك ِ رجـالُ الـعـلـم دومًا ترتــعُ

كوني مــدادًا للعلوم ِ لمصرنا
فبلادنا فوق العوالم ِ توضعُ

يا ربِّ عذرًا إن تمادى مدحنا
فأنا بمصري مُوْلـَعٌ ومولـِّـعُ


لخمسة أيام خلوْن من جُمادى الأولى
لعام ألف وأربعمئة ٍ واثنين وثلاثين من الهجرة المعطرة
الموافق 8/4/2011 غير عربي

عواطف عبداللطيف 06-06-2011 04:23 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
إن الموقفين السوري واليمني متشابهان في أشياء كثيرة، لذا عندما هممت بنظم قصيدة لليمن الحبيب وجدت مشاعري واحدة ً تجاه درعا وكذلك تعز ووجدت الموقفين موقفا واحدا ومترادف حبهما، كل هذا وجدته في قصيدي " إلى درعا وشعب سورية الحبيب " فاستغنيت عن أخرى لا أدري كيفيتها كيف ستكون وكذلك تشابه الكلمات مع إيماني الشديد أن الإبداع ليس له نهاية كما لم تعرف متى كانت بدايته، هي نفس القصيدة خلا اسمي المدينتين وبعض قليل

شعب تعز



لكَ الفخرُ يا شَعبَ " تَعز ٍ " بعُجْب ِ=لك التِّيه ُ في كلِّ شِعْـب ٍ ودرْب ِ
فَتقت َ حواجـز َ خـوفٍ بِكبـر ٍ=فكبِّرْ تَكبرْ علـى كـلِّ صـوْب ِ
لتعزَ ابتهاجـي وروحـي وقلبـي=لتعـزَ دعائـي سلامـي وحبـي
بوجـه ٍ صَبـوح ٍ أطلَّـتْ علينـا=مَطَالِبُ حقٍّ ومـن دون حُجْـب ِ
عَلَتْ في نَدى الليل مثلُ النجـوم ِ=عَلَتْ في اللياليَ فـي زاه ِ ثـوْب ِ
ونادتْ بمصرَ : هنا شعبُ تعـز ٍ=فيا شعبَ مصر َ: لَقُلبُـك ِ قلْبـي
ونبضك نبضـي وأهلـك أهلـي =وثـورة ُ شعبِـك ثـورة ُ شعْبـي
إذا آهـة ٌ فيـك مصـرُ تعالـتْ =تئنُّ " تَعِـزُّ " بحُـزن ٍ وكَـرْب ِ
ويـا تونـسٌ هلِّلِـي قـد قَدِمْنـا=فقومي وضُمـي قـدومَ المُحـب ِ
كذلـك روح الأخــوة تبـقـى=ألا حبَّذا الطبعَ فـي كـلِّ قُطْـب ِ
هـو الجسـدُ العربـيُّ فقـومـوا=أيا عُرْب ُ نَقُّوهُ مـن أيِّ عَطْـبِ
فحـقٌ يُصـانُ وحـق ٌ علينـا،=لنحفـظ َ خيـرَه مـن أيِّ نَهْـب ِ
أيا نجمة ً فـي سمـاء الخليـج ِ=أزاحتْ دُجى الليل من كلِّ حـدْبِ
وسـدّدْت ِ دينًـا قديمـا لـحـق ٍ=هو الصمتُ في الحقِّ، أقبح ُ ذنب ِ
كأنـيَ أنــتِ وأنــتِ كـأنـي=صريحان لم نأتزرْ وجه َ كِـذب ِ
فقـد عاتبـوك ِ وسـوف ألاقـي=عتابًـا مريـرًا وحبُّـك حسْبـي
فمـاذا جنينـا بهـذي الحيـاة ِ ؟=كأنَّـا جنينـا قناطيـرَ ذنْــب ِ
كلانا يعانـي أيـا "تعـزُ " تلكـم=فخلِّـصْ بـلاديَ منهُـمُ ربــي
إذا ما حوى الجبنُ بعضَ النفوس ِ=حرامٌ تعيـشُ علـى أيِّ جَنـب ِ
تُريـدُ الرئاسـة َ يـا للرئـاسـة ِ =خذها الرئاسـة َ لكـن بُحـب ِ
إذا مـا أردتَ الرئـاسـة َحـقـاً=إلى أمـل ِ الشعـب ِ هيـا فَلَـبِ
وإلا ستـنـزلُ مـثـلُ الـذيـن=أطاح َ بأمجادهـم مجـدُ شعبـي
ـرعى الله شعبي علاءُ النجـوم ِ=وقـرَّبَ بينهُـمُ كـلَّ قُــرْب ِـ
ـ أبَاهي بهم كـلَّ إنـس ٍ وجـن ٍ=كنوزي التي أحتويهـا بقلبـي ـ
أ ُرِحْكَ تنـازلْ عنهـا الرئـاسَ=ـة َ، دعْها ورتِّقْ هوى كـلِّ رَأب ِ
فـإن الشهامـة َحفـظ ُ الدمـاء =ِونخـبُ الشهامـةِ أجمـلُ نَخْـبِ
أرِحْـكَ ستنـزلُ عمـا قـريـبٍ =فقول الشعـوب عزائـمُ عَضْـب ِ
أرحْـكَ تنـازلْ عنهـا الرئـاس=ـة َ إنَّ الرئاسـة بستـانُ غُلْـب ِ
كفانـا كلامًـا سئمنـا الـكـلام =َفما عادَ يُجـدي كلامًـا بشجْـب ِ
شبعنـا نحيبًـا شبعنـا رجــاءً=علامَ نخـافُ أيـا دورَ عُـرْب ِ؟

عواطف عبداللطيف 08-08-2011 12:15 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
عندما أقامت مصر الصلح بين حماس وفتح في وقت كربتها واللحظات الفارقة في تاريخها أو في أحلك ظروفها ابتهجت كثيرا عندما أقامت الصلح وهي مازالت حينئذ تنزف فترنم لساني بمطلع القصيدة : الله كم بلدي كبيرة، وما هو باندهاش ولا بشده ولكن تأكيدا قالها لساني، إن استرداد عافية مصر هو شفاء لكل الدول العربية، وكم أعجبتني الجموع الغفيرة في القاهرة الجمعة الفائتة عندما جالت على الثلاث سفارات السورية والليبية واليمنية حينها قلت أيضا: الله كم بلدي كبيرة ...
غير أن الحلم الأكبر مازال يرتجى من بلادي فهي لم تقدم المرجو منها وستقدم إن شاء الله غير آبهة بأصحاب المواقف غير الأصيلة لأن الله جعلها هكذا


الله كم بلدي كبيرة

اللهُ كم بلدي كبيرَة
في جُرحها حملت همومـًا
واستجابت للبلاد المستجيرة
هو طبعُ مصر يعود كالشمس المنيرة
لا غبتِ يا مصر العظيمة
يا ضمير الأنقياء
ويا وفاء الأوفياء
بأعصر ٍ نـَـضبت دماء الأوفياء
وزاد فيها إفك ُ مَنْ خلـَّـى ضميره
عودي لمنزلة القيادة
ما بها الدنيا أحقٌ منك أو بلدٌ جديرة
هي أنت يا بلدي جديرة
بك شِرعة ٌ قامت على عدلٍ
وأبناءٌ هنالك منهمُ دولٌ فقيرة
وعزائمٌ لم تؤتَ أرضٌ مثلها
وعلى ربوع ِ بلادنا ظلت وما زالت وفيرة
أبحرتُ في كتب العصور موجها فكري
وبحثي لم أجدْ سطرًا يشدُّ شراع قلبي نحوه
أو أوْقِفَ المجدافُ ثانية ً
لكي يرتاح من تجديفه المنهوك ِ
من جهد ٍ وأبحاثٍ عسيرة
عرّجتُ في أفق العلوم فلم أجدْ
إلا علوم أولئك العُـرْب الذين على ضفاف النيل
مِن راحت بهم تسمو الأباعدِ والعشيرة
نـَبّـثتُ في الأرضـِــيــِــن لم أرَ غير ما خفروه أجدادي
ويا كـُثرَ الذي تركوه أجدادي
فها شعرٌ
وها علمٌ
وها فنٌ "1"
وها نصرٌ
وها كرَمٌ
وها أصلٌ
وها حسَبٌ
وها عدلٌ
وها تقوى
وها زخرٌ إلى الإخوان
كالزخر الذي لليوم ِ فوق الأرض ِ
يرعاه البنون َ المخلصون ابْناءُ مصر
القائمون على براءات السريرة
ووجدتُ جدي من به الأكوان قامت قائلاً :
أتعبتَ نفسك يا حفيد بني بني أبنائنا
مَـن هشموا كل الصعاب وكل ما استعصى على أمم ٍ كثيرة
ها جدتي هزجاءَ أهلا يا حفيدَ المُرْبيات رجالـَـنــا
خيرَ الرجال ِ أولئك الهممُ الذين لهم في كل دربٍ حكمة ً
وهمُ على الكون الكبير لهم بصيرة
للآنَ أنتم يا حفيدي منبعٌ للنور
يا ولدي لـَـكـَـمْ حقا أنا بكمُ فخورة
قـَـبـَّـلـتـُها قبلاتِ شعبي،
شوقـَهم
وسلامَهم
وشكرتها عما وجدنا من ضخام فعالهم،
نهضت وقالت:
عدْ يا بني بذلتَ نفسكَ
لم تجد مجدا كمجد ذويك عدْ
ولقاؤنا عند الذي خلقَ النفوس
ومجدهُ مجدٌ تعاظم فوق مجد ٍ
صانعوه من التراب
جميعنا سيضم خالقنا مصيرَه


1- الفن هنا ليس الفن الساذج الآثم الماثل في الأفلام الماجنة التي ادعت لعبا أنها تقدم فكرا وحلا فأنا بريءٌ من هذا الفن كما قومي الذين يخافون الله والذين يحبون دينهم وبلادهم وعلى إصرار فإن شعبنا يرفض كل هذا الفن خلا الديني والوطني، ولكن قصدت العلوم الهندسية التي أدهشت العالم وغيرها من الإبداعات وما زالت وباعتقادي أنها ستبقى تدهشهم

بعد الثورة وتوابعها 2011

عواطف عبداللطيف 08-13-2011 04:16 PM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
عرفته محبًا ومخلصًا وأمينًا للغته، ما كان مجاملا ألبتة، بل كان صادقا وودودا تشعر في كلامه بجلال لغتنا العربية وبأهميتها العظيمة في حياتنا وكأنك حين تحدثه تحدث سيبويه وأهل اللغة المخلصين، ومما رأيت من خبرته فإنني أراه من أكبر علماء عصره في النحو ويا حسرتا على زماننا هذا وعلى بنيه فإنه يبرز الهابطين ويهبط البارزين إلا ما رحم الله، جزى الله خيرا الشاعر الكبير عبد الرسول معله عما قدمه للغتنا العربية وعن لطفه معنا وسعة صدره وإنها لتمثل في خاطري هاته الأبيات لابن زيدون في قصيدته الشهيرة فإليك أهدي:

بنتم وبنا، فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم، ولا جفت مآقينا

نكاد حين تناجيكم ضمائرنا،
يقضي علينا الأسى لو لا تأسينا

حالت لفقدكم أيامنا، فغدت
سودا، وكانت بكم بيضا ليالينا

لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا،
أن طالما غير النأي المحبينا!

وقد قلت لك يا أبي لما تمنيتُ رؤيتك:

أتمنى أن أراك فإنني أشتاق إليك فقلت: سيكون قلبي وعيناي لك فرشا وغطاء ، لله كرمك وأدبك

وأقول لك وأنت في ذمة الله :

إن كان قد عز في الدنيا اللقاء بكم
في موقف الحشر نلقاكم وتلقونا


رحمك الله أيها الشاعر الكبير وجمعنا وإياك والمسلمين في مقام أمين في جنة المأوى في مقعد صد عند مليك مقتدر

إلى روحك الطاهرة قصيدتي التي تخضبت حروفها بالدموع:


أبي إلى أين تذهَب = تركت قلبا معـذبْ
ما بال فرحي قصيٌّ = ما بال حزنيَ أقرب
كأنني فيه عبدٌ = كأني الصديق المحبب
قمْ حِلَّ عني وغادر = فالبيْن عنّك مكسب
دع قلبي إني ضعيفٌ = ما حِمل حالٍ مُقلب
سلبت خلا وفيا = هل أنت للسلبِ تـُطرب ؟
أما وجدت عدوا = أو فيه أوجدتَ مَهرب
يا ناعي الأمر مهلا= أصبحتُ شخصا مُغرب
فكم يعز علينا = هذا الأديبُ المُغيب
عبد الرسول مثالٌ = إن شئتَ حُسنا فاصحبْ
عبد الرسول أديب = نعم الأديب المؤدب
عبد الرسول نقاءٌ = عن كل طِيب ٍ أطيب
عبد الرسول خلوقٌ = كبيت شعر مشّذب
عبد الرسول إمام = لكل ناسك مطلب
رأس النحاة وطود = كم للخواطر طبّب
ما كان يخفي شيئا = يوما وما قال أتعب
يا ليت عمرك دهرا = كي عمرنا لا يـُجدّب
يا ليت عمري يُهادى = أهديكه دون مأرب
لمن يعلِّم ُ حرفا = أهديه ما فيه يرغب
أبي لذِكرك طعمٌ = "(*) أحلى من الشهد أعذب"
أبي سأبقى وفيا = ما راح نبضي يـُضرب
إلى الجنان وفيها = سنلتقي عند رب
ربٍّ رحيم كبير = ما الحب عندَه يـُسلب



لتسعة وعشرين يوما خلون من يونيو 2011


(*) الشطر مقتبس من قصيدة " أمنيات جميلة" التي كانت مجاراة لقصيدته يرحمه الله، واربطها: https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=4294

عواطف عبداللطيف 10-11-2011 11:27 AM

رد: ديوان الشاعر/ محمود عثمان
 
بعد خمس وعشرين سنة أرثي والدي، إذ ما كان لي أن أرثيه، إذ ما كان لي معرفة رسم " أ ، ب " حين وفاته، كل الذي كان لي بكاء مثل الذين كانوا يبكون من حولي، وكنت أسأل أمي - أطال الله عمرها وأسعدَها - فترد بالذي كان في القصيد، كبرت ومازالت الروح الطفولية وقت وفاته فرثيته بها في كبري.
أسأل الله العظيم أن يرحمه ويدخله فسيح جناته والمسلمين
إلى روحك أبي أهدي قصيدي


أبـَـتــَــاهُ قـد طـال الـغـيــابْ

أبـَـتــَــاهُ قد طال الغيابْ
فمتى تعودُ لقد نـُهـِـشـتُ من الذئابْ
لم أنسَ يوم َ حـُمـِلتَ فوق النـَعش ِ تـُبكيك الأقاربُ والصِّحاب
فسألتُ أمي حينها والدمعُ ينسكبُ انسِكاب
أأبي سيُدفنُ في التراب
قالت: نعم ...
فمتى تُراهُ يكون يا أمي الإياب؟
قالت: غداً أو في مساء السبتِ يأتينا
ويهديك الحلاوة َ والجديدَ من الثياب
وبغرفتي ألقيتُ رأسي حاملاً يومَيَّ بـُـعـدٍ
بَعدهم سيجيءُ والديَ الحنونُ من التراب
وظللتُ في وسع النهار العَوْدَ منتظرًا
لحَضْرة ِ والدي لكنه لم يأتـِنـي أبدًا بمسألةِ الجواب
ومـَسَسْتُ* أنتظرُ المجيء مساء َ يوم ِ السبت ِ
آخرَ موعدٍ لكلام ِ أمي إنما التأميلُ خاب
فعلمتُ أن الموتَ إن أخذ الرِّقابَ
لا لن تعود إلى الديار مجدداً تلك الرقاب
أيقنتُ أن حياتنا لعبٌ ولهوٌ في الوجود ِ
علمتُ أن حياتنا غـُـلبٌ وبؤسٌ واغـْـترابٌ في اغتِراب ...
قد فازَ منها مـَن أطاع أوامرَ اللهِ العظيم ِ
فإنه حقـًا أصاب
***
خمسٌ وعشرون ارتوينا من دياجير العذاب
في كلِّ صُبح ٍ ألتقي صَحْبَ الصِّبا
متوسدين جـَنى الأبوّة ِ يمرحون
عليهمُ وجه ُ السعادة ِ والنعيمُِ المستطاب
أبكي بقلبي: ليتني مثلُ الصحاب
الفقد ُ موتٌ يا أبي بالله لا تـُلق العتاب
فالعيْشُ بعدك يا أبي أمسى مريرًا واكتئابًا في اكتئاب
كم كنت أحلمُ أن ترانيَ شاعرًا
ألقي بعينيك البديعَ من المشاعر في المحافل ِ
كم سيُسعِدني
إذا ما كنتَ في صدر الحضور
تقولُ: ابـْـنـي سوف يلقي اليومَ شعرًا يا صِحابْ
أبـَـتــَــاهُ قـد طـال الـغـيــابْ
فمتى تُراهُ يكون يا أمي الإياب؟




* مسست كظللت وتقال ظللت في النهار أما عند قدوم المساء فلا يجوز أن تقول ظللت ولكن تقول مسست وهي غير شائعة، من كتاب شرح شروح المتنبي ـ لا أعلم أي صفحة قرأت ـ


الساعة الآن 06:25 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.