منتديات نبع العواطف الأدبية

منتديات نبع العواطف الأدبية (https://www.nabee-awatf.com/vb/index.php)
-   القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية (https://www.nabee-awatf.com/vb/forumdisplay.php?f=65)
-   -   مسافر في السراب (https://www.nabee-awatf.com/vb/showthread.php?t=10307)

هشام البرجاوي 12-25-2011 01:29 AM

مسافر في السراب
 
يرسم المشهد الدامس المستبد بمكتبه المقفر حياة أخرى ، أكثر رعبا، للموقف العتيق المرافق لسلطة العشق،

للأفكار المستمدة من كتابات جدارية مترنحة نقشها أحد نزلاء سجن سحيق بأظفاره المتورمة...

تتبدى التفاتة قسرية

السجن الكبير هو ذاك الحب المخذول...

ذاك المنفى المحروق الشغوف بافتراس الأحلام النزيهة.

رغم الكآبة الشاحبة المنتشرة حيثما انتقلت الأنظار القاحلة الراحلة إليه، فإن منفى العشق :

جميل،

خلاب،

لاذع...

يشعرك بعجزك.

المنفى لا لون له، يتجسم مثلما يتجسم أي انطباع سواء كان مسرورا أو حالكا،

عندما تكتب و تحلم...

ثم تتأهب لإنجاز وصيتك و الابتسامة الجافة تحرق شفتيك، فأنت أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.

عندما تنظر إلى المرآة فتبقى صفحتها صافية،

عندما لا تعثر على انعكاس صورتك الواقعية فوق عينيها،

عندما تتساءل باحتراس ممتزج بالخوف : من يطاردني؟

عندما تتوقف عن التفكير في اللحظات القادمة...

فأنت دائما أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.

للكأس الشفافة،

للقلم المتثاقل،

لقطرات المطر العالقة بزجاج النافذة،

للذة الألم التي تغمر بها روحي قبل كل إغفاءة مسائية،

لأنوثتها الملكية،

للارتسام المائي،

للطفلة البريئة القاطنة في أعماقها،

سأظل أعشقها....

- صباح الخير مستمعينا الكرام

هكذا قال المذيع،

و هكذا تراكضت الظلال المشوهة للمباني الرمادية معلنة عن انطلاق الصباح

و هكذا انتهت إحدى رحلاته الانطباعية المكرورة و هو يحدق في سقف غرفة النوم

مغمورا باستياء عاصمة استهلكتها الرطوبة

بات ممكنا أن يصرح لجلسائه الخياليين بأن ما كان...

لم يعد كائنا.

سلوى حماد 12-26-2011 07:35 PM

رد: مسافر في السراب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرجاوي (المشاركة 128591)



المنفى لا لون له، يتجسم مثلما يتجسم أي انطباع سواء كان مسرورا أو حالكا،

عندما تكتب و تحلم...

ثم تتأهب لإنجاز وصيتك و الابتسامة الجافة تحرق شفتيك، فأنت أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.

عندما تنظر إلى المرآة فتبقى صفحتها صافية،

عندما لا تعثر على انعكاس صورتك الواقعية فوق عينيها،

عندما تتساءل باحتراس ممتزج بالخوف : من يطاردني؟

عندما تتوقف عن التفكير في اللحظات القادمة...

فأنت دائما أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.

للكأس الشفافة،

للقلم المتثاقل،

لقطرات المطر العالقة بزجاج النافذة،

للذة الألم التي تغمر بها روحي قبل كل إغفاءة مسائية،

لأنوثتها الملكية،

للارتسام المائي،

للطفلة البريئة القاطنة في أعماقها،

سأظل أعشقها....

بطل النص اخذنا في رحلة تأملات الى منفاه الذي صوره لنا على انه من أجمل المنافي ..عادة مايرتبط المنفى بوجع الإقصاء والإبعاد قسراً عن مكان ما، لكن بطلنا هنا منفاه مختلف...انه منفى صنعه بنفسه منفى لا يتجاوز حدود خياله...على الرغم من ان منفاه يرتبط بحالة عشقه المتأرجحة الا انه يراه هو الأجمل.

صور لنا بطل النص المنفى كلوحة بلا ألوان، تركه بلا مؤثرات لونية ليكون أكثر واقعية... ربطه بعدة مشاهد كانت غاية في البلاغة لإنها أعطت انطباعات عميقة تغلغلت الى عمق الفكرة.

النص مشبع بالمشاعر التى تسربت من منفى العشق المخذول لترسم لنا هنا لوحة كل ما فيها ينطق بالعشق.

د. هشام،
نص آخاذ جعلنا نحملق معك في سقف المنفى باحثين عن كل الصور التى رسمتها في محاولة لربط كل المشاهد والخروج بمقطوعة انسانية غاية في الرقة.

لك باقات من الود والامتنان ولقلمك انحناءة إعجاب،

مودة لا تبور،:1 (45):

سلوى حماد

نبيل مصيلحي 12-28-2011 10:15 PM

رد: مسافر في السراب
 
قبل أن أصل إلى ( هكذا قال المذيع ) .. قلت في نفسي ما هذه بقصة ..
وبعد ( هكذا قال المذيع ) اتضحت معالم القصة القصيرة ببراعة الكاتب في حبكتها ..
وبما فيهامن خيال واحتمالات بعيدة كل البعد عن الواقعية ..
أحسنت صنعاً أيها الكاتب الرائع ..
تحياتي
نبيل مصيلحي

مصطفى السنجاري 01-14-2012 02:51 PM

رد: مسافر في السراب
 


حين يكون الهدف نبيلا

والغاية نفيسة

عادة لا تكون العواقب مثنية الابطال عن عزمهم

قصة رائعة بلغة رشيقة

واسلوب مفعم بالشاعرية

تحيتي وتقديري



الساعة الآن 01:47 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.