المنفى لا لون له، يتجسم مثلما يتجسم أي انطباع سواء كان مسرورا أو حالكا،
عندما تكتب و تحلم...
ثم تتأهب لإنجاز وصيتك و الابتسامة الجافة تحرق شفتيك، فأنت أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.
عندما تنظر إلى المرآة فتبقى صفحتها صافية،
عندما لا تعثر على انعكاس صورتك الواقعية فوق عينيها،
عندما تتساءل باحتراس ممتزج بالخوف : من يطاردني؟
عندما تتوقف عن التفكير في اللحظات القادمة...
فأنت دائما أحد سكان منفى العشق الأوفر حظا.
للكأس الشفافة،
للقلم المتثاقل،
لقطرات المطر العالقة بزجاج النافذة،
للذة الألم التي تغمر بها روحي قبل كل إغفاءة مسائية،
لأنوثتها الملكية،
للارتسام المائي،
للطفلة البريئة القاطنة في أعماقها،
سأظل أعشقها....
بطل النص اخذنا في رحلة تأملات الى منفاه الذي صوره لنا على انه من أجمل المنافي ..عادة مايرتبط المنفى بوجع الإقصاء والإبعاد قسراً عن مكان ما، لكن بطلنا هنا منفاه مختلف...انه منفى صنعه بنفسه منفى لا يتجاوز حدود خياله...على الرغم من ان منفاه يرتبط بحالة عشقه المتأرجحة الا انه يراه هو الأجمل.
صور لنا بطل النص المنفى كلوحة بلا ألوان، تركه بلا مؤثرات لونية ليكون أكثر واقعية... ربطه بعدة مشاهد كانت غاية في البلاغة لإنها أعطت انطباعات عميقة تغلغلت الى عمق الفكرة.
النص مشبع بالمشاعر التى تسربت من منفى العشق المخذول لترسم لنا هنا لوحة كل ما فيها ينطق بالعشق.
د. هشام،
نص آخاذ جعلنا نحملق معك في سقف المنفى باحثين عن كل الصور التى رسمتها في محاولة لربط كل المشاهد والخروج بمقطوعة انسانية غاية في الرقة.
قبل أن أصل إلى ( هكذا قال المذيع ) .. قلت في نفسي ما هذه بقصة ..
وبعد ( هكذا قال المذيع ) اتضحت معالم القصة القصيرة ببراعة الكاتب في حبكتها ..
وبما فيهامن خيال واحتمالات بعيدة كل البعد عن الواقعية ..
أحسنت صنعاً أيها الكاتب الرائع ..
تحياتي
نبيل مصيلحي