إجابة السؤال السادس :
يضرب المثل في المتخالين المتصافيين اللذين لا يفترقان
قال أبن الكلبي وغيره من علمائنا: من أمثالهم السائرة في الرجلين المتآخيين قولهم: هما كندمانى جذيمة.
قال أبن الكلبي: وهو جذيمة الأبرش الملك وكان أبن أخته عمرو بن عدي قد فقده جذيمة الأبرش دهراً، ثم إنَّ رجلين من بلقين يقال لأحدهما: مالك، والآخر: عقيل وجداه فقدما به على جذيمة، فعظم موقعه منه، وقال: سلاني ما شئتما، فسألاه أنَّ يكونا نديمية ما عاش وما عاشا، فأجابهما إلى ذلك، فهما ندامانا جذيمة، وفيهما يقول متمم بن نويرة اليربوعي في نفسه وأخيه مالك بن نويرة:
وكنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
و تمثل عمر بن الخطاب بهذا في نفسه وأخيه زيد بن الخطاب. وفي هذين النديمين يقول الشاعر في سالف الدهر:
ألم تعلمي أنَّ قد تفرق قبلنا ... نديما صفاءٍ مالك وعقيل
و هما القينيان مالك وعقيل نديما جذيمة. ومن هذا المعنى البيت السائر في العالم:
وكل أخٍ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلاّ الفرقدان
/
/
أظنكم تعرفون المرجع .gif)
أليس كذلك .gif)