منتديات نبع العواطف الأدبية - عرض مشاركة واحدة - مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لعام -2011م-1432هـ
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2011, 10:04 AM   رقم المشاركة : 342
شاعرة
 
الصورة الرمزية عطاف سالم





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عطاف سالم غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ

إجابة السؤال العشرين :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر علي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   يُعَدُّ امرؤ القيس من أوائل الشعراء الّذين أبدعوا في التشبيه من خلال شعرِهم، والتشبيه غرضه الدائب هو غرضُ الصورة بأفضل ما يمكن أن يتصوّره المستمع، وقديماً قالوا: " ما راءٍ كمَن سمع ". لأنّ الرؤية تحقّق الصورةَ المحسوسة والمنظورة، بينما السماع لا يحقّق تلك الرؤية؛ لأنّه ينقل المجرّد إلى المحسوس، والذهني إلى الحسّي.
وغرضنا في هذا البحث ليس التعويل على ما بحثه القدماء، في تشبيهات امرئ القيس ـ على روعتها ـ فقط، وإنّما البحث في تشكيلات التشبيه، وجماليّات الألفاظ الّتي قام بتركيبها أثناء بناء تشبيهه في حديثه عنه الديار، أو الأطلال، أو الفرس، أو الليل في معلّقته.
وقد ذكر ابن سلاّم بعضاً من مميّزات شعر امرئ القيس، وهو بصدد حديثه عن أشعر الناس، وقرّر أنّه سبق العرب إلى أشياء ابتدعها، واستحسنها العربُ، واتّبعه فيها الشعراء، وهي: " استيقاف صحبِه، والبكاء في الديار، ورقّة النسيب، وقرب المأخذ، وشبّه النساء بالظباء والبيض، وشبّه الخيلَ بالعقبان والعصي، وقيّد الأوابد، وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب وبين المعنى.
ويُعَدّ امرؤ القيس أحسن الشعراء في الجاهليّة تشبيهاً، وقد تميّز عن شعراء عصرِه بكثرة ما في شعرِه من تشبيهات متنوّعة، انتقل فيها بين المحسوس والمعقول، والمفرد والمتعدّد، مستعملاً الأداة، تاركاً لها، ومنتقلاً في أوجه الشبه بين الصورةِ والهيئة واللون والحركة.
والهدف من التشبيه عند علماء البيان هو الإيضاح والتقريب بين البعيدَين، حتّى تصيرَ بينهما مناسبة واشتراك ".
وقد عرض ابن سلاّم بعض الأبيات الّتي استشهد بها على حُسن التشبيه عند امرئ القيس، قال:
كأنّ قلـوبَ الطيرِ رطباً ويابسـاً... لدى وكرِها العنّاب والحشف البالي
وتقدير البيت كما جاء في شرح الديوان: " كأنّ قلوبَ الطيرِ رطبةً العنّاب، وكأنّها يابسةً الحشف البالي
فالضمير في ( وكرِها ) للعقاب، العنّاب: تمرٌ أحمر غضّ ذو ماء، والحشف: هو التمر إذا لم يظهر له نوى، البالي: القديم الفاسد.
وممَّن تناولوا هذا البيت بالحديث ابنُ رشيق، حيث جعل امرأ القيس فاتحاً للشعراء، في تشبيهه شيئين بشيئين، قال: " وأصل التشبيه مع دخول الكاف وأمثالها، أو كأنّ وما شاكلها شيءٌ بشيء في بيت واحد، إلى أن صنع امرؤ القيس في صفة عقاب:
كأن قلـوب الطير رطباً ويابسـاً لدى وكرها العناب والحشف البالي
فشبّه شيئين بشيئين في بيت واحد، واتّبعه الشعراء في ذلك
أمّا ابنُ سنان فقد مثّل بهذا البيت للتشبيه المختار، وبيّن غرضه، وغرام الشعراء به، فقال: " وهذا من التشبيه المقصود به إيضاح الشيء، لأنّ مشاهدةَ العنّاب والحشف البالي أكثر من مشاهدة قلوب الطير رطباً ويابسة "
ورُوي عن بشّار بن برد أنّه قال: " وما زلت منذ سمعت بيت امرئ القيس هذا أطلبُ أن يقع لي تشبيهان في بيت واحد، حتّى قلت:
كأنّ مُثـار النقـعِ فوق رؤوسنا وأسيافَنـا ليـلٌ تهاوى كواكبُـه
فشبّهتُ النقعَ بالليل، والسيوفَ بالكواكب، وهذا تشبيه للمبالغة والتفخيم "
والحقيقة أنّ المتأمّل لبيت امرئ القيس سيجدُ أنّه اعتمد على الطباق بين الرطوبة واليباس في قلوب الطير، ثمّ طابق بين العنّاب وهو التمر الطري والحشف البالي أي التمر الجاف، ونلاحظ أنّ الألفاظ الّتي ركّب امرؤ القيس منها البيت تنتمي إلى حقلٍ دلاليّ واحد هو الماء والجفاف، فأبرز المعنى من خلال التناسب المائي، فجاء البيت منسجماً بألفاظه، كأنّه الماء العذب، فلا نجد لفظاً ينبو عن موضعه، أو لا ينسجم في تكوين التشبيه، أضف إلى ذلك رؤية العنّاب والتمر الجاف أكثر تردّداً عند الناس من رؤية القلوب الجافّة أو الطريّة في أعشاش العقاب، وبذلك استطاع امرؤ القيس أن ينقلَنا من المجهول إلى المعلوم من خلال تشبيه بديع، استمدّ ألفاظه من البيئة المعلومة والمتداولة بين العرب لتوضيح وجلاء صورة العقاب.
ومن حيث تشبيهه التشبيه التخييلي أو الوهمي في قوله:
أيقتلنـي والمشرفـيّ مضاجعـي ومسنونـة زرقٌ كأنيـاب أغـوالِ
والمشاهَد فيه: التشبيه الوهمي، وهو غير المُدرَك بإحدى الحواس

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع


ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم

رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ