لتـَكُـنْ ..
شعر : عطاف سالم
23/1/1431هـ
فيكَ ألقى أمنياتي = تحتوي الحلمَ الرّطيبَا
فيكَ أُخفي دالياتي = تـَلبسُ الضوءَ القشيبَا
وشعوري فيكَ يسري = يُزهرُ القلبَ الجديبَا
ياترى مَنْ أنتَ قلْ لي = قد لمستُ الوجدَ طيبَا !
أيُّ طلٍّ منكَ يهمي = يُرعِشُ الشّوقَ الخصِيبَا ؟!
أيُّ سحرٍ فيكَ يسبي = كادَ صمتي أنْ يُجيبَا !
أيُّ حسّ فيكَ يجري = يُسكنُ الدوحَ الكئيبَا ؟!
صرتَ شرطاً في وجودي = هائماً .. فيّ .. طروبَا
لتَكُنْ يا نجمُ ( ضوئي ) = كادَ نجمي أنْ يغيبَا
وَلتَكُنْ يا قلبُ ( نبضي ) = كادَ قلبي أن يذوبَا
آهِ منها عادياتٍ = غمرتْ أفقي شُحُوبَا
بَعثرتني في ابتئاسٍ = ألثمُ الحزنَ الغَريبَا
وَاحتوتني في برودٍ = مَلأتْ روحي ندوبَا
آهِ من وقـْدِ غَرامٍ = أحرقَ العشبَ الخضُوبَا (1)
ضجّ بالأضلاعِ حُبّا = ثم أهدَاهَا نَحيبَا
فاقتربْ مني وكُنْ لي = في الأسى حُلواً عَذوبَا
أنتَ لي سرّي المُصَفـّى = بِِتّ لي ورداً رَبيبَا
فَلنَكُنْ في البوحِ طيراً = يَملأُ الأكوانَ طيبَا
وَلنَكُنْ في الليل شُهُبَاً = نرجمُ اليأسَ الشّغوبَا
وَلنكُنْ للفجرِِ شَوقاً = يخنقُ الصّمتَ الرّهيبَا
أنتَ دفءُ الكونِ قلبا = فلتكنْ حبّا رحيبَا
أنتَ مزنُ الرّوحِ يُطفي = خافقاً عَانَى اللّهيبَا
لِتكُنْ منّي قريبَا = أنتَ مَنْ أرجو حبيبَا
(1) الخضوبا : اليانع المُخضرّ