بين النسيان والهذيان
رقصة غجرية
وذاكرة فولاذية تبعثر رماد امرأة
في وجه موتٍ يعشق صوت الخلخال
،
،

الباب لا يُطرَق
السقوط لا يُسمَع
النوافذ لاتتنفس
وتلك الدمية الخرساء... قلبها لا يخفق !
مصيرٌ ... يتخطى دروب القيامة
يضلّ الجحيم
ويعود إلى جحره
حيث تطفو الرحمة فوق سطح العراء
هنا الأرض في خصامٍ مع السماء
ورودها تنزف السمّ وتتقيأ الصدأ
كيف حال الأرض عندكم؟؟!!
ثمة رياح...تسري في عروق العدم
المدينة...هي ذات المدينة
تمضي على أطراف مزمهرة
بشوارعها الرعناء
ونوارسها المذبوحة
وشجيراتها الصفراء
سيّان عندها أن أطعن براءتي أو أرقص ألمي
أو ألعن ذاتي الإنسان !
الملائكة...هي ذات الملائكة
عباءاتها القصيرة تشرب الدماء حدّ التخمة
دون أن تثقل كتف البياض
أجنحتها الممتدة في فضاءات الشجن
تقرع كؤوس الهوى
تفرش دموع الجوى
تؤرخ في حانات الضجر أساطيرها
ترتب على أدراج الظلام شهواتها
تعيد لألوان الوجع الشهيّ بريقها
تعجن الحنين الباهت بماء الحياة
وتصنع الميلاد الجديد...قربانا للفناء !
ذاك المطر... تبرأ من هذيانه
وهذا الظمأ... يدخل حلق الصباح خلسة
يركض بالمساء حيث الجدار الأحمق
يرتطم فجرا بقطعة من اليتم
تركها القمر ذات ليلة حمراء
حين امتطى غمامة الصمت
وغادر ...حاملا معه ذنوبه وعطر السماء !
غدا يا قمري
سأجمع أصابعي المبتورة
ألتقط رماد جسدي المتناثر حول عنق عذوبتك
وأسترد حشرجتي المدفونة في نورك !
غدا يا عطري
سأسير حافية القلب وأرتدي همستي الغائمة
أجرّد أنفاس الفصول من عاهة المجهول
أنطلق في أفق الظلام
أستعير من الخريف السخاء
ومن البرد البقاء
ومن عينيك الذابلتين...سرّ ابتسامتي
غدا ياملاكي
ستكبر صغيرتك... وستنسى !!
،
،
أمـــل الحداد