لقاء فوقَ حظرِ التـّجوال
مدفأةٌ ، وقنديلٌ نفطي وعاشقان ؛ حطَّ على قلبهما شوقٌ ... وفرح.
وخيالاتٌ تسافرٌ نحو مقهىً كئيب ٍ موحشٍ يكتنفهُ الظـّلام كأنه خارجٌ من كوابيس بغداد ، تضيئه بين حين وآخر نيران هنا وأخرى هناك ، ويحرك سكينة جدرانه دوي انفجار هنا وآخر هناك ، لكنّه لم يكف عن عناق عينيها ، ولا كفـَّتْ عن اللواذ بدفء كفيهِ ؛كأنهما كانتا الخيط َالوحيد الذي يرسمُ لها حدودَ عالمٍ من نور ؛يمكن لهما العيش به ذات يوم .
زاحمتهما رغبة هزيمة البرد القارص بممارسة طفولتهما وحبهما لولا بقية من تقوى ؛ صمدت أمام جوع وحصار منذ أيام ، حين كان موعدهما الأول تحت حظر التجوال ،وحين حبسوا داخل بقايا المقهى .
-"كم حلمنا باللقاء....كم حلمتُ بشعركِ الطـّويل" ....قال لها
-"والتقينا ...والتقيتَ شعري الطـّويل" .......قالت له
أضاءت شفتاها وجهه ، وابتسمتْ عيناه ، راقصها لينسيها البرد حتى غفت ، وعند الفجرِ كانا يحلمان ببحرٍ وأولادٍ وكوب شاي .... ودمعة فرح .