الخاتمة
وبعد ..
لقد كشف سياق هذه الصورة الشعرية الرمزية لقصيدة (النسر) عن عدّة نتائج :
- أن هذا الشاعر شديد الإحساس بما في الحياة والمجتمع والطبيعة والنفس من مفارقات .
- أن صياغته جامعة إلى القوة والوحدة والحركة والخيال والموسيقى : وضوح التجربة ، وكان موفقاً في اختيار عنوان القصيدة .
- أن شخصية الشاعر تؤثر في الأسلوب ، فحيوية الشاعر - وهي من الجواهر الشخصية عند عمر أبي ريشة - ولّدت أسلوباً شعرياً قوياً مليئاً بالحركة والحياة([1]).
- أن توزع الشاعر بين الأدب الرومانتي والواقعي قد مهد لمرحلة الانتقال إلى دنيا الواقع والحياة ، وقد غنم الأدب منه هذه التجربة الواقعية ، فإذا هو يبذر الثورة على الاستعمار ويتغنى بالآمال الوطنية في صورة شعرية رائعة ومؤثرة ، وكشف السياق أيضاً عن دلالة بينة على قوة ملكة التصوير عند هذا الشاعر ، فهو لا يستطيع أن ينظم دون أن يحشد الأطياف والأشباح في شعره ، وهو يعرضها بمناظرها ومفاجآتها . والشعر عنده ليس فراغاً يُملأ بألفاظ ؛ وإنما هو مشاعر وأحاسيس وحياة لجبة صاخبة فيها قوة مثيرة ، وكأنه مجداف أهدته الطبيعة إلى سوريا ليحرك سفينتها ، ويقودها في محنتها([2]).
([1]) الشعر المعاصر على ضوء النقد الحديث ، مصطفى السحرتي ، ص223 .
([2]) دراسات في الشعر العربي المعاصر ، ص238 .