وهنا أضيف ماكتب الاعلامي العربي حسن سلامة عن النّص طبعا نشرته أول مرة حين كنت أكتب بإسمي المستعار إنانا الأمير اقتباس: بسم الله الرحمن الرحيم الشاعرة العربية / إنانا معذرة على هذا التعليق السريع ، وما كنت أنتظر رباطة جأش أيتها الفاضلة ، لكن ، لا أحب احتساء استكانة الشاي ، عند شناشيل جيكور ، في رشفة أو اثنتين ..! ما العلاقة بين الفيزياء والأرض ، سوى الطين والماء ..؟ اعتقدتُ ، ومنذ زمن بعيد ، إن الأديان تشرب الماء وتتغذى على الطين .. وأن موطنها كان على سديم الأديم منهما ، قبل الحكي والكتابة والرسم والعلم ..! وأظن أن الديانات أنصفت في ذاكرتنا مكانا لا ينمحي بين النهرين ، اللذين منهما الماء الفرات، وما دون ذلك شـُبه لهم ، ولنا .. وحين تحكين عن سومر ، أو بابل ، أو آشور، فمن المؤكد أنك تلملمين ما توالى من زمن ، تمت صياغته ، وترتيبه ، وفهمه ، والدهشة منه ، خلال رحلة لا يستهان بها .. لذلك ، لا يعنيني الآن الحديث عن قصيدة أو نثر، بقدر ما يلفتني هذا الكم الموغل في عراق نراه جميعاً أنه لا يستحق ما آلت إليه الأحوال .. هذا العراق الذي يشكل شطراً من الجغرافيا ،وشطراً من العقيدة ، وشطراً من التاريخ ، وشطراً من الحضارة ، وشطراً من الثقافة ، وشطراً من الوجع العربي / العروبي .. و / سطراً من الحياة .. عراق ، تمايزت فيه ، وتميزت العطاءات والتضحيات ، والأحداث .. الأحداث التي شهدناها ، منذ الحرف المسماري الأول ، وحتى آخر لص يهجم على متحف ليسرق كتلة من طين ، وهو الجاهل / الجاهل ، الذي ما عرف أنه سرق جزءاً من لحمنا ..! أنه الجنون الجنون .. قلتُ ، في مساهمة أرثي فيها نازك الملائكة ما معناه : أن الناس جميعاً حين يتلمسون أصابع ملك الموت تهدهد على سنوات أعمارهم ، يتمنون أن يلتقون تراب وطنهم ، في مرحلة التكوين النهائية .. وحين يتحقق ذلك المطلب ، يكون للموت بحد ذاته ذاكرة ومكاناً وطعماً لا يفهمها الكثيرون ..! الحزن السومري ، أو البابلي ، ما جاء عبثاً إنما من تراكم التفاصيل المعجونة بالحدث الحضاري .. وبالتالي ، فإن الحراك الحضاري الصحيح هو الذي ينمي الحواس كلها ، وعلى رأسها / الحزن الشفيف ، أو الفرح الحزين إن شئتِ ..! لكن .. لماذ الحزن ..؟ ومن هم الذين يحزنون ..؟ قيل لـي : أن فلاناً وجد كنزاً ، فقلت كيف وأين ..؟ قيل : مليون دولار في حقيبة أمريكية ، عند باب مصرف بغدادي .. أخذها ، وفر خارج وطنه ، يستثمرها ..!! فصار له شأن عظيم في ثلاث دول .. صار ملونيراً .. لكنه / في عيني / صغير ، صغير ، صغير ، أصغر كثيراً كثيراً كثيراً ، من طفل دلقوا عليه صفيحة كاز وحرّقوه .. هنا ، فهمتُ لماذا كانت النار برداً وسلاماً عليه .. كما على إبراهيم كانت ..! آه .. كم هو مؤلم الحزن العراقي الذي نشتهي .. كم ننوء بهذه الاثقال ، وما كلمـَنا أحدٌ عن وطن ، بقدر ما كلمونا عن أفراد .. الأفراد يذهبون ، ويبقى الوطن فحسب .. .. يكفي ..