يقول الدكتور أنيس فهمي إقلاديوس :
"الحلم نوع من الإخراج المسرحي ، تتشخص فيه أهواؤنا التي تلبس من الأقنعة مايخفي حقيقتها ، وتصطنع من اللغة أساليب التشبيه والاستعارة والكناية"
ويقول فرويد :
" الأحلام هي الطريق الواسع الواضح إلى اللاشعور ".
يكون الضمير أثناء النوم أقل تحكما منه في حالة اليقظة ، وبذلك تتاح الفرصة للرغبات المكبوتة في اللاشعور لتعبّر عن نفسها تعبيرا صادقا ، إلى حد كبير.
وقد تكون الأحلام أحياناً واضحة ، أي أقرب إلى الواقع ، وغير مشفّرة ولا مرمّزة.
فيحلم الأعمى - مثلاً - بأنه يقود سيارة ، والمعاق بأنه يعدو ... إلخ.
لكن هذا النوع من الأحلام تكون نسبته واطئة جداً قياساً بالأحلام التي تتخذ رموزاً وأقنعة ، تصل أحيانا إلى درجة عالية من التعقيد ، وصعوبة التفسير.
وهنا يؤكد ( فرويد ) على أن الحلم محاولة لتحقيق رغبة مكبوتة كنوع من التعويض.
الحلم عادة لايلتزم بالاشتراطات المنطقية ، والتسلسل العقلاني .. بل يكون أقرب إلى الهمجية والعشوائية وعالم الطفولة غير المنظم.
وتنقسم لغة الحلم الرمزية إلى قسمين رئيسيين هما :
لغة رمزية متصلة بخبرات الحالم ، وبيئته ، وانحداره الطبقي .. وهذه عادة تكون لغة سهلة التحليل والتفسير.
ولغة رمزية معقدة ، يشترك بها الجنس البشري كله ، حيث تستمد عناصرها من لغة مندثرة استخدمها الإنسان الأول ، قبل أن يتعلم التفكير والتعبير المنطقي .. وتشترك أحياناً باللغات السائدة إلا أنها تعتمد على الجِناس ، أي المعنى المضاد لنفس الكلمة .. وأحياناً تستعير مفردات من لغات موغلة بالقِدم لحضارات عراقية وفرعونية وأغريقية ورومانية وفينيقية.
تُستحضر هذه العناصر حلمياً ، ويكون تحليلها معقداً جداً ، ولا يعرف كنهه إلا خبير.
وقد وردت أهمية الحلم في كثير من الكتب المقدسة ، ففي القرآن الكريم مثلاً ( رؤيا إسماعيل ) (ع) و ( قصة يوسف ) (ع) .. إلخ.
لو تأملنا الرموز التالية لوجدناها متداولة أما بمثل شعبي مُستَحضر من اللاوعي الجمعي ، أو من معنى لغوي مرادف.
ومن الرموز المشتركة بين الجنس البشري مثلاً :
يُرمز للرجل بـ الرداء ، والغطاء ، والبُردة أو القباء ، والجدار .. إلخ.
"كلكم تعرفون هذا القباء ، وأني لأذكر أول مرة رأيته على قيصر ..إلخ" ــ أدب عالمي
" ظل راجل ولا ظل حيطه " ــ مثل مصري
" إنته فراشي وغطاي " ــ مثل عراقي
"هيا لأخلع عليكِ عباءتي " ــ طقس بدوي ليلة الزفاف
ويُرمز للمرأة بــ الزورق ، والسفينة ، والغرفة ، والزجاجة ، والإناء ، والبيضة ، والضبية
( رفقاً بالقوارير ) ــ آية كريمة
( وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام ) ــ آية كريمة
( الجواري ــ النساء ) ــ لغة
( بيض أوانس ماهممن بريبة كضباء مكة صيدهن حرام ) ــ شعر
الأستاذ القدير عمر مصلح
أرجو أن أكون قد وفقت في الرد على أسئلتك
تقبل عميق شكري واعتزازي