الموضوع: وجع المنافي
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2012, 11:35 PM   رقم المشاركة : 6
أديب وفنان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عمر مصلح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 شموع الخضر
0 حواريات / مع شاعرة
0 حواريات / رحلة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وجع المنافي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سولاف هلال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   وجع المنافي


هل ثمة أمل .. يليق بنواحنا!.
بوابة سرية .. تربط منافينا
نفق .. يقينا وعورة الطرقات ..
المزروعة بالوشاية ؟
كم ارتكبنا من غوايات .. وكل يقبع خلف منفاه؟
أنا وأنت..
محض أغنية حزينة
حملتها الريح
لم يبق منها غير صدى
في ذاكرة السهاد
أيها القادم من عمق جنوني
هش فراشات عشقك عن أسوار منفاي
لا ترجم شياطين وجدي بجمرات أشواقك
أنا محض هشيم معبأ في جسد بارد
طوفان صمت طواه النسيان
وأمنياتي .. في طريقها
إلى المثوى الأخير
أنا محض غد مصلوب
على جدار أمل

هل ..
سؤال كوني ، يعلن عن محاولة للدخول إلى النص المعبر عن القهر المعاش .. ولكن بطريقة سريالية ، إذ ينثال بعدها الاستهلال الغرائبي بمفتتح النص كمبادرة اشتراطية للربط بين الأضداد مثل
( أمل .. نواح ، بوابة .. تربط ، نفق .. يقي )
ثم ينعطف مباشرة إلى نهايات غير مشروطة ومؤدية إلى معان متجاورة مثل
( منافي ، طرقات ، وعرة).
إذاً هنالك ثمة طغيان للحس القصصي على النص ، وما عَرض المتضادات إلا لجر التلقي الحسي إلى المقصد.
ولو تأملناه جيداً لوجدناه يشي بشخصية انطوائية تحاول الفتك بالمحددات ، والخروج عن الشرنقة .. وهذا تضاد آخر.
فليس هنالك ثمة عقلنة بين الصراع البيني ، وتراكيبه الباعثة على خلق نتائج تواصلية .. غير الاستنجاد بالظلام ، كي يخفي وجه الوشاية ، للابتعاد عن الوجوه الزئبقية.
لكننا نفاجأ ببقعة ضوء ، تزيح النقاب عن وجه ( هل ) .. وكأنها واقفة في محراب ملَّغم حين تعترف ( كم ارتكبنا من غوايات ) ،
هذا
ما يُخيل لنا بدايةً ، لكنها تباغتنا بـ ( وكل يقبع في منفاه ) .. ودعونا نتوقف عند( يقبع ) هذه قليلاً .. لما لم تقل ( يمكث) مثلاً؟.

إذاً هنالك تأكيد على التواري ، عن المشهد بقصدية.
والحوار موصول باراسايكولوجياً بداية ، حتى يبلغ الشوق مداه ، من الضغط على الروح ، ويصير مهيمناً كلياً .. فيتحول إلى حوار مشفر ، وكلا الطرفين يعلمان بأنه أسلوب من أساليب خفض القلق .
وما يؤكد زعمنا هذا ما آل إليه النص في أول مرحلة انتقالية .. بعد أن انتقل البوح إلى إعلان ظاهر ( أنا .. وأنت ) ( محض أغنية حزينة ) .. هنا تأكيد واضح على العلّة المعافاة التي تعمل بكامل طاقتها .. أي هنالك علاقة متكافئة غير متوازية .. لينثال البوح على أنهما أغنية حزينة ، بتأكيد أنها (هي ) الكلمة ، و ( هو ) اللحن ، والصوت رياح.
وهذه لغة مخاتلة ، لاتريد الإفصاح بأكثرمما تبغي من توصيل خشيةً.
ولو اكتفت بـ ( غير صدى) لحكمنا على ضرورة إنهاء النص إلا أنه أُردِف بـ (في ذاكرة السهاد) .. أي انه تصريح عن الآن الموجع الذي أكده الغياب.
( أيها القادم من أعماق جنوني ) .. صرخة لاواعية انتهكت حرمة التعتيم الذي هيمن على بنية النص منذ الاستهلال السريالي ووصولاً إلى نقطة يقين العلّة التي أشرنا إليها.
( هش فراشاتك ) وهنا لعب على حبل المعنى، كي يوهم ( هو ) برغبتها بابتعاده ، وبحقيقة المعنى العكس تماماً .. وإلا لماذا ( هش ) بالذات ؟. فالمرادفات للمعنى كثيرة ..
أي ان المقصود بـ ( هش ) أَثـِر فراشاتاك
وحركها أمام أسواري
كتأكيد مبطن لـ (يتمنعن وهن راغبات
).

( لاترجم شياطين وجدي بجمرات أشواقك ).. ليشهد شاهد من أهلها لاشعورياً ، أي انها فلتة لسان ، ظاهراً ، وغاية مقصودة باطنا.
لتتبعه اعترافات واضحة ، لا غبار عليها .. ( فأنا محض هشيم معبأ في جسد بارد ) .. وصولاً إلى
( وأمنياتي في طريقها إلى
المثوى الأخير ) .. ( فأنا محض غد مصلوب على جدران أمل)

حيث يُختَم البوح بتصريح لا تلميح .. بدلالة الـ ( غد ) والـ ( أمل ) اللذين أكدتا النزوع إلى رغبة التواصل التي بررت العنوان ( وجع المنافي ) .. حيث أسفر عن النوايا بدلال واضح.






آخر تعديل سولاف هلال يوم 11-28-2012 في 12:29 AM.
  رد مع اقتباس