عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2013, 02:47 PM   رقم المشاركة : 9
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :أمل الحداد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ألغجر.. في مآل العَرْض

لو سمحت أستاذي العمر ...وقبل أن أسرد هنا بعض الحكايات والتجارب الشخصية
فقد حاولت ترجمة بعض الوقائع الخاصة بالغجر من مصادر موثوقة...وهي لا تختلف كثيرا عمّا تفضلت به
//

الغجر ... بالألمانية (Zigeuner) تسيكَوينر
،،
وهنا أيضا....ما إن يخترق مصطلح (الغجر) مسمعك حتى تربطه تلقائيا في مخيلتك
بالإجرام والانحراف والتشرد والفساد
لذلك فهم والذين يبلغ عددهم في ألمانيا من 80.000 إلى 120.000
يرفضون تسميتهم بالغجر باعتباره مصطلحا عنصريا يذكرهم بالماضي المؤلم
ويؤكدون دائما على تسميتهم كلٌ حسب أصله إن كان (
زنتى) أو (روما)
وهذا ما تشدّ عليه أيضا المؤسسات الرومية في ألمانيا مثل

المركز الرئيسي لاتحاد الروما الألماني/ هامبورغ
مؤسسة إتحاد روما / فرانكفورت ــ ماين
جمعية أمارو دروم / برلين

ظهر الغجر لأول مرة في ألمانيا عام 1407 في بلدة هيلدسهايم
انبهر بهم الملك (زيكيزموس) وبمهاراتهم في صياغة الذهب والرقص والغناء
وكان يدعوهم لقصره ويستمتع بحضورهم ....وهو أول من أصدر مرسوم حماية الغجر من الاعتداءات
في الوقت نفسه...مُنح الغجر مايشبه القضاء العشائري أو الحكم الذاتي وذلك لحل نزاعاتهم فيما بينهم بأنفسهم
تلك الحقوق الخاصة جدا والاستثنائية للغجر قد أثارت غيرة الشعب وكذلك غضب الكنيسة الكاثوليكية
والتي كانت ترفض قراءة الكف من قبل العرافات الغجريات لكونها لا تنطبق ومبادئ الكنيسة.....

في 1496 تم إلغاء مرسوم الملك وحل محله القرار...
[ كل من يرى غجريا على أرض ليست له ، يحق له قتله دون تردد ]

في 1551 تم إصدار المرسوم ....[على الغجر مغادرة الأرض الألمانية خلال 3 أشهر]

في 1589 أعلن مركز الشرطة في مدينة آوسبورغ عن قرار فيه يحق للشرطة اِنتهاك
وسلب ممتلكات الغجر وبيعه للبلد...
هذا الاضطهاد...تشعب من ألمانيا إلى كافة أنحاء أوروبا فصار أسرهم وتعذيبهم وقتلهم من الأمور العادية
حتى تشرّدوا من مكان إلى آخر وإلى مناطق بعيدة أو إلى الغابات النائية عن البلد.

عند منتصف القرن الثامن والتاسع عشر
وفي سياق فكرة إنسانية ...فشلت محاولات الجمعيات الخيرية في إقناع طائفتي الروما والزنتى
على الاستقرار في مجمعات سكنية والتأقلم مع حياة عامة الشعب وتحريضهم على تعليم أطفالهم في المدارس العامة...
حتى محاولات ماريا تيريزا في ذلك الوقت ...قد فشلت في إقناعهم
فقد رفضوا ذلك وبشدة لاعتبارهم أن الفكرة لا تهدف سوى نبذ حياتهم ومحو هويتهم الإنسانية !

في 1773 انتشرت ظاهرة سرقة الأطفال...ولكن هذه المرة
كانت الضحايا أطفال الغجر أنفسهم لا العكس....فالدولة كانت تسلب أطفالهم
وحقوق الرعاية منهم بالقوة وذلك منعا من أن ينشأ الجيل القادم في الفساد الذي كان سائدا عند الغجر

في 1926 وبعد أن شارك الغجر في الحرب العالمية الأولى وحازوا على
أوسمة البطولات ...تم ولأول مرة إصدار المرسوم الاستثنائي
والذي سمح باستحداث فرع خاص لهم في مركز الشرطة الرئيسي في ميونخ
وأيضا في دائرة شؤون العمل !

ومنذ ذلك الوقت صار لزاما على كل بلدة احترام المرسوم والالتزام به وعدم اضطهاد الغجر أو احتقارهم
وبما أن لغة الغجر تحكى في ألمانيا منذ أكثر من 600 عام لذلك تعتبر جزءا لا يتجزأ من الثقافة الألمانية
والغجر يحملون قاطبة الهوية /الجنسية الألمانية وتشملهم كافة حقوق المواطن الألماني
ولا يعتبرون من الأجانب بل من الألمان القدماء...
إلا إنهم منبوذون حتى وقتنا هذا وأغلب الألمان يتفادون الاختلاط بهم
وقد أثبتت الدراسة المتتالية منذ 1960 وحتى الآن مدى استياء الألمان من هذه الفئة
وفي 2002 أثبت الاستفتاء الذي تم في أغلب مقاطعات ألمانيا
أن 58% من الألمان يرفضون الغجر كـ جيران !!
،،
يقول الكاتب كَيونتر فايس (Günther weiss) :

" والدي لودفيغ فايس والذي توفي عام 2002 كان من أحد المحظوظين الذين نجوا
من محرقة آوشفتز الكبيرة في المعسكر النازي...وجريمته الوحيدة كانت (أصله)
لذلك... فالتعميم والحكم المسبق عن إنسان ما شيء مخجل لا يعبّر أبدا عن شخصيته
بل عن الذي حكم مسبقا وعن فكره المحدود...
والاحتقار الأعمى ...أولى الخطوات نحو العنصرية وجريمة كبرى بحق الإنسانية "
//
ولنا عودة أخرى بإذن الله













التوقيع



  رد مع اقتباس