أيّانَ يمضي فثمَّ الدربُ ينطفئُ=ما أثقلَ الروحَ فوقَ الآهِ تتكئُ
ينسابُ جرحاً فلا كفٌّ تضمّدهُ=حتى غدا منهُ كلُّ الحزنِ يُجتَزأ
العمرُ حفنةُ حسراتٍ ممزقةٍ= هبتْ عليها رياحٌ ملْؤُها حَمأُ
مستمْسكاً بعرى الآمالِ واهيةً=حتى الرجاءَ عليهِ اسّاقطَ الصدأُ
بأضلعٍ وأدَ الأحلامَ أكملها= كي لا يمرَّ على خيباتهِ الملأُ
يكحّلُ العينَ من أشلاءِ دمعتهِ=صمتاً وخلفَ أنينِ القلبِ يختبئُ
يسعى إلى الصبرِ علَّ الصبرَ ينقذهُ=واستكثرَ الصبرَ حتى ملّهُ الظمأُ
قُراهُ ما مرَّها غيمٌ ولا مطرٌ= وأحتارَ ألفُ (عُزيرٍ) أينَ يلتجأُ
فكم تشظّى لها كالعمرِ قافيةً= وداعَ دربٍ خلا ترحابَ ما يطأُ
قصيدةُ العشقِ مُذْ أرختْ ذوائِبها=أحيتْ لياليهِ بالموالَ تمتلئُ
ما زالَ يقترفُ الترحالَ هدهدهُ=و طافَ حتى بدا من عينها نبأُ
كعرشِ بلقيسَ ناداهُ على عجلٍ =أقدمْ قُبيلَ ارتداد الشوقِ يا سبأُ
أعلنْ فناءكَ ضوءاً في مغاربها=ففي حروفِ اسمها الإسراءُ يبتدئُ