أخيّتي..دعد..
رسالة عتاب مهذّبه..هكذا هي رسائل النفوس النقيه
ذّوات حسن النيه..
لسنا ملائكة..وكلنا نخطيء..هنا او هناك..
ولكن الصديق الصدوق..من يصدّقك القول..لا من يصدقك
والصديق من يكفَّ ثوب الحزن ان طال مداده..ويطيل نهاياته
في الفرح والبسمة..
الصديق..ان قلَّ المنفس..قدم النفيس والمنفوس عن طيب خاطر
والصديق اخيّتي من تذكر منك ريح طيبه وعذّب الكلام والسلام وحلّو اللقاء
وطيب المعشّر..لا ان يتنكر لها..لحظة تفسير فسّر بغير محله..
وللصداقة ان اديمت هي ان تكون الصراحة وعتب الاحبة عنوان ديمومتها
لا اخفي عليك..مررت بهذا الوضع..باعتقادي مثل هذه الشخصيات لها من الازدواجية
ما تفوق على النسب المقبولة في الازدواجيه الموروثه في مجتمعاتنا..
تنقصه الحجّه..وينقصه..الاقناع..واهمها..ينقصه صفة الوفاء والايفاء..وفيه من النكران
ما يفوق على تلك الصفات..والا كما يقول مثل عندنا..(شربة..ميّ تغزّر) ما معناه لكأس ماء
وفاء...
مثل هؤلاء..اركنه جانبا واضعه في سلة المهملات..بل اخرجه من ذاكرتي لانه لا يستحق
ان يتبوء مكان فيها..
اخترت بعض الشعر في ذلك وان اختلف فيها الشعراء..
يقول ابو فراس الحمداني
ما كنت مذ كنت الا طوع خلاني
ليست مؤاخذة الخلان من شاني
يجني الخليل فأستحلي جنايته
حتى ادله على عفوي واحساني
ويقول الخزاعي..
وليس خليلي بالملول ولا اللذي
اذ غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يديم وصال
ويكتم سري عند كل دخيل
واليك المتنبي
وحب العاقلين على التصافي
وحب الجاهلين على الوسام
اخيّتي دعد..
رسالتك ارهاصات ليوميات متأزمة لعلاقات غير متكافئه
في فهم العلاقه الروحانيه لمعنى الصداقة..وكنت صادقه
كما كانت صديقتك صادقه مع دواخلها..فلا تلوميها..
هناك ضفتان..ان اجتمعت فهي استثنائي..وان افترقت
هو الطبيعي..
الضفه الاولى مغلفه..والاخرى على طبيعتها..فمن الطبيعي
ان تتألم تلك التي جبلت بحسن النيه..ومن الطبيعي ان تكون
الاخرى كأن شيئا لم يكن
الطباع اخيتي دعد..هي هي..وان تغلفت..فالطبع يغلب التطبع
دمت أخيّتي