الرّاقي باسودان
أشاطرك الرّأي فيما قلت فقد ذهب الكثير من الأدباء والباحثين في أمر الشّعر ومذاهبه على أنّه شعور يملأ الفؤاد فيهزّه سرورا أو حزنا ورهبة وحماسا وفخرا
وهوذلك الذي يفيضه الإحساس على اللّسان ويهزّ نبراته أوتار القلوب ويثير في النفوس أمانيها وأحلامها
وقد انطلق الشيخ راجح ابراهيم من الوجدان في تعريفه للشّعر قبل أيّ منطلق آخر وهو ما يعبّر عن نظرة جديدة لدى عدد مهمّ من الأدباء في مطلع القرن العشرين ذلك المفهوم الذي يعطي الإعتبار الأوّل للمضمون الوجداني ولا نراه يحفل كثيرا بالشّكل القديم
وهو ما يفسّر جنوح بعض الشّعراء الى حلّ قيود الشّعر وادخال أوزان جديدة عليه
وهناك الشّاعر التونسي سعيد أبي بكر الذي تجاسر ونظم على نسق الأوزان الجديدة التي ابتكرها شعراء المهجر غير مبال بالإنتقاد
ثمّ ما لبث أن اقتدى به بعض الاشعراء المعاصرين
وقد كانت حركة تجديد الشّعر منذ القرن العشرينمحلّ اهتمام بعض الشعراء على مستوى الشكل
وتعتبر محاولات الشاعر التونسي سعيد أبي بكرمن أهمّ المحاولات التي تنوّع فيها الإيقاع العروضي حيث وردت احدى قصائده على هذا المنوال
فوق هذا التّل عن هذي الرّمال
في انفرادي
ها أنا مابين فرسان الخيال
عن جوادي
أرمق اللّيل بعين الإنذهال
وهو هادي
أنت يا ليلحبيب وأنا
في ارتياحي
انّ لي فيك سويعات هن
وانشراحي
ولذا أبدو اذا كنت هنا
غير صاح
فهذا الشّاعر مهد مع من مهدوا للحركة التّجديدية في الشّعر التي أنزلته من متحفه المقدّس الى ضجيج الشّارع وما قصائد محمدقبادوفي منتصف القرن العشرين والأمير الشادلي خزندارالا دليل واضح على قطع بصفة جذرية مع مكبلاّت القصيدة وتجاوز أساليبها
وهذا يعتبر تنوّعا وثراء في مدوّنّة الشّعر العربي الذي تظل قصائده المقفّاة من أهمّ خصائص القصيدة