رد: "أ. عبدالله باسودان". نقد الشعر / يرجى قراءة المقال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله باسودان
أستاذتي الأديبة الراقية دعد كامل
قرأت هذا البحث القيم العميق. و إن شاء الله سأحضر بحثاً عن ما نثرتيه لنا، قريباً
في مكان الردود أ و صفحات التصفح. أعذريني قد يتأخر ذلك لا كسلاً مني وإنما اصبحت
اليوم في وعكة صحيه خفيفة.
سأعود إليك قريباً بإذن الله.
سلامتك باسودان العزيز...
دعواتنا لك لتكون دوما موفور الصّحة والعافية ...
فصحّتكم هي الأهمّ....
مع اعتزازي الدّائم بشهادتكم ...تقديري باسودان
موضوع جميل يستحق الاهتمام الكبير
النقد ضروري ان كان بناء ، والعلاقة بين أركان الابداع الثلاثة مهمة جدا
والعلاقة بين المبدع أديبا أم فنانا ، والمتلقي شائكة ٌومعقدة ، و العملية ُالإبداعية تتوفرُ على ثلاثة أركان أساسية، وهي المرسل أي المبدع ،والمستقبل أي المرسل إليه ،والرسالة وتعني الخصائص المعنوية والفنية ،التي يريد المبدع توصيلها الى المتلقي ، و المبدع يسعى إلى التميز والصدق ، وبحاجة لأن يخاطب متلقيا معينا ، محاولا أن يقيم علاقة تفاهم بدون تنازلات ،على حساب فنية العمل الإبداعي او قيمته الفكرية والشعورية ، ويريد أن يدخل عالم المتلقي ، ويحاوره وينال إعجابه من غير ان يتملقه أو يهبط إلى مستواه الفكري والذوقي ان كان المتلقي، لا يتميز بالثقافة العالية ،والقدرة على الفهم والاستيعاب لما يرسله إليه المبدع.
المتلقي يطمح أن يجد الإبداع الذي يعبر عن أمانيه وأهدافه، وان يلمس همومه وان يجني في نفس الوقت الفائدة، والمتعة والغذاء الروحي والفكري ، ولكنه مطالبٌ أن يكون على مستوى النص،وان يتصف بمعطيات الفهم والتذوق وان يكون أهلا للتمييز والإدراك ،والقصيدة كأي جنس أدبي هي الطريق الموصل بين المرسل والمرسل إليه ولا بد ان تتصف بالتوهج والقدرة على الإيحاء والتأثير وألا تكون عالما مغلقا.
ولكن هل يكون فهم المتلقي هو الأساس في جمالية القصيدة ؟ فقد وجدنا في عصور الأدب المتعددة، أن كثيرا من الشعراء صفقت لهم الجماهير الشعبية ، لكن قصائدهم لم تبق في الذاكرة لأنها وليدة اللحظة ، وأرادت ان ترضي جماهير المتلقين على حساب القيمة الفنية ،وتلاشت في نفس الوقت ، ، ونجد شعراء كبار ظلوا غريبين عن المتلقي ،ولم يكتب لشعرهم الانتشار والذيوع ، وهناك شعراء استطاعوا ان يحافظوا على الخصائص الجمالية ، فقدموا قصائد رائعة ، عبّرت عن ذواتهم الحقيقية ووجد ت فيها الجماهير نفسها ، أحلامها واحباطاتها ومخاوفها..
العلاقة وطيدة بين المبدع والمتلقي ، حيث يقوم المبدع بنقل الأحاسيس التي عاشها ، ويكون إبداعه موحيا مؤثرا ، فتجعل المتلقي يعيش تلك المشاعر التي عبّر عنها المبدع
فالشاعر بحاجة الى من يشاركه تجربته الشعورية ، ومهما كان الإبداع الفني معقدا غامضا لا يمنح نفسه بسهولة ، فأنه يحمل رسالة واضحة يستطيع المبدع إيصالها ، ولا يمكن لأي مبدع ان يتوقع ان إبداعه يحقق النجاح المرجو، ما لم يقم على الأركان الثلاثة وهي المرسل والمرسل إليه والرسالة ، وكل مبدع يضع في حسبانه نوعا من المتلقين ، فلا يكتب الشاعر لنفسه بل للآخر ، وان زعم احد الشعراء انه يكتب لنفسه فقط وانه يلغي المتلقي ولا يبالي بوجوده فيصبح من حقنا أن نسأل: فلماذا يحرص على جمع قصائده وإيصالها إلى الناس، وتحمل تكاليف طباعتها في ديوان، والعمل على توزيعها ولماذا يحرص الشعراء والكتاب على نشر إبداعهم في الانترنت إن تعذر عليهم الطباعة الورقية. وقد يجمعون بين الطريقتين في النشر
وقد أدرك المبدعون ان المتلقي ركن أساس في العملية الإبداعية لهذا حسبوا حسابه واحترموا مقام المخاطب فيأتي كلامهم متناسبا مع حالة من يتوجهون إليهم ، وقد عرفت البلاغة إنها مراعاة الكلام لمقتضى الحال.
فالشعر وان كان معبرا عن الذات فليس مخاطبا لهذه الذات بل يوجه الى الآخرين وهو نوع من الاتصال مع الجمهور ، والشاعر شخصية حية في فترة زمنية معينة و مكان محدد وبيئة اجتماعية معينة ، ولكنه فرد في المجتمع يلعب دورا أساسيا في شعره، ويرغب في توصيل حقيقة موقفه من ذلك المجتمع ان كان متعاطفا معه او متمردا عليه ، ولكل عمل إبداعي بعدان أولهما اجتماعي ، ينطلق من الواقع المعيش ، وثانيهما فردي ، ينطلق من خيال المبدع ، ومن حق الشاعر أن يكتب لمن يشاء ، وان يختار الجمهور الذي يحب ان يخاطبه ، والمبدعون يختلفون في نوعية جمهورهم ، بعضهم يفخر انه يخاطب النخبة ، والبعض الآخر يحرص على مخاطبة الجماهير العريضة..
ومهما قيل عن غايات الابداع ، فان الغاية الأسمى له ان يجمل الحياة بأعين المتلقين ، وان يجعل الشخص الوحيد قادرا على أن يعيش حيوات متعددة بان ينقل لهم تجارب إنسانية ، تقدم المتعة والفائدة ، وتعمق المعرفة بالحياة ، وكلما كانت صلة الشاعر بالحياة عميقة ، كان شعره كبير التأثير في عقول الناس ووجدانهم ، لهذا وجدنا بعض الشعراء خالدين في وجدان الناس لأنهم استطاعوا ان يكونوا إنسانيين يؤثر إبداعهم على مختلف المتلقين ، ورغم بعد الزمان والمكان، رغم فترة حياتهم المحدودة ، فالشاعر حين يوجه للمتلقي رسالته ، فانه يحرص على غرس المثل الإنسانية والمحبة وقيم التفاؤل ،والنضال من اجل مستقبل أفضل ، يسوده الود والثقة
رد: "أ. عبدالله باسودان". نقد الشعر / يرجى قراءة المقال
كما وعدتك أستاذتي الأديبة الراقية دعد كامل ، وكما قلت في دراسات سابقة، أعتقد في هذا المنتدى، وكما أرى أن الأدبَ له جناحان جناح الشعر وجناح النثر. جناح الشعر مختص بالنفس وبما تملي عليه الرؤية و المشاعر و الأحاسيس النفسية. أما جناح النثر فهو مختص بالعقل كالخطابة والدراسات والقصص والرويات و الأبحاث وغيرها. وليس المشكلة عندي هي الشعر الموزون وشعر التفعيلة، حيث تجد كثيراً من قصائد التفعيلة أرقى بكثير من الشعر الموزون. أي يتعامل مع الرؤية التي تنبثق من نفسية الشاعر. ومن يريد الإستزاده فيما قلته يرجع إلى دراستي الذي كتبتها في هذا المنتدى " و هي " وظيفة الشعر ووظيفة النثر. " هناك قصائد رائعة لبدر شاكر السياب على شعر التفعيلة أرقى بكثير من بعض قصائده الموزنة على تفاعيل الخليل. ومن يقول خلاف ذلك فأنا مستعد للمناقشة.
موضوع جميل فقد تابعت الردود السابقة والتي لا يختلف عليها اثنان
فالنقد البناء ضروري والجميع يستفيد من نقد الاخرين ووجهات نظرهم
كل الشكر والتقدير للجميع
مودتي
رد: "أ. عبدالله باسودان". نقد الشعر / يرجى قراءة المقال
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله باسودان
كما وعدتك أستاذتي الأديبة الراقية دعد كامل ، وكما قلت في دراسات سابقة، أعتقد في هذا المنتدى، وكما أرى أن الأدبَ له جناحان جناح الشعر وجناح النثر. جناح الشعر مختص بالنفس وبما تملي عليه الرؤية و المشاعر و الأحاسيس النفسية. أما جناح النثر فهو مختص بالعقل كالخطابة والدراسات والقصص والرويات و الأبحاث وغيرها. وليس المشكلة عندي هي الشعر الموزون وشعر التفعيلة، حيث تجد كثيراً من قصائد التفعيلة أرقى بكثير من الشعر الموزون. أي يتعامل مع الرؤية التي تنبثق من نفسية الشاعر. ومن يريد الإستزاده فيما قلته يرجع إلى دراستي الذي كتبتها في هذا المنتدى " و هي " وظيفة الشعر ووظيفة النثر. " هناك قصائد رائعة لبدر شاكر السياب على شعر التفعيلة أرقى بكثير من بعض قصائده الموزنة على تفاعيل الخليل. ومن يقول خلاف ذلك فأنا مستعد للمناقشة.
الرّاقي باسودان
أشاطرك الرّأي فيما قلت فقد ذهب الكثير من الأدباء والباحثين في أمر الشّعر ومذاهبه على أنّه شعور يملأ الفؤاد فيهزّه سرورا أو حزنا ورهبة وحماسا وفخرا
وهوذلك الذي يفيضه الإحساس على اللّسان ويهزّ نبراته أوتار القلوب ويثير في النفوس أمانيها وأحلامها
وقد انطلق الشيخ راجح ابراهيم من الوجدان في تعريفه للشّعر قبل أيّ منطلق آخر وهو ما يعبّر عن نظرة جديدة لدى عدد مهمّ من الأدباء في مطلع القرن العشرين ذلك المفهوم الذي يعطي الإعتبار الأوّل للمضمون الوجداني ولا نراه يحفل كثيرا بالشّكل القديم
وهو ما يفسّر جنوح بعض الشّعراء الى حلّ قيود الشّعر وادخال أوزان جديدة عليه
وهناك الشّاعر التونسي سعيد أبي بكر الذي تجاسر ونظم على نسق الأوزان الجديدة التي ابتكرها شعراء المهجر غير مبال بالإنتقاد
ثمّ ما لبث أن اقتدى به بعض الاشعراء المعاصرين
وقد كانت حركة تجديد الشّعر منذ القرن العشرينمحلّ اهتمام بعض الشعراء على مستوى الشكل
وتعتبر محاولات الشاعر التونسي سعيد أبي بكرمن أهمّ المحاولات التي تنوّع فيها الإيقاع العروضي حيث وردت احدى قصائده على هذا المنوال
فوق هذا التّل عن هذي الرّمال
في انفرادي
ها أنا مابين فرسان الخيال
عن جوادي
أرمق اللّيل بعين الإنذهال
وهو هادي
أنت يا ليلحبيب وأنا
في ارتياحي
انّ لي فيك سويعات هن
وانشراحي
ولذا أبدو اذا كنت هنا
غير صاح
فهذا الشّاعر مهد مع من مهدوا للحركة التّجديدية في الشّعر التي أنزلته من متحفه المقدّس الى ضجيج الشّارع وما قصائد محمدقبادوفي منتصف القرن العشرين والأمير الشادلي خزندارالا دليل واضح على قطع بصفة جذرية مع مكبلاّت القصيدة وتجاوز أساليبها
وهذا يعتبر تنوّعا وثراء في مدوّنّة الشّعر العربي الذي تظل قصائده المقفّاة من أهمّ خصائص القصيدة
رد: "أ. عبدالله باسودان". نقد الشعر / يرجى قراءة المقال
أسعد الله صباح أديبتنا الغالية دعد كامل بكل خير .
ما شاء الله تبارك الله على هذا الرد الجميل والإثراء الأدبي الرائع
بارك الله فيك وأنارك بنور العلم والمعرفة.
دمتِ في حفظ الله ورعايته.
أزكى تحياتي .
اطلعت بدقة ,,, وقرأت بتأن ,,,
موضوع شيق وشائك ,,
فمدارس النقد متعددة ,,, واساليبه متنوعة ,,,
فالمدخل يتسع للجميع ,,,
مع استحباب أن تكون الصدور واسعة تتحمل النقد الهادف والبناء ,,,
قيل في النقد :
ما الشعر إلا شعوري جئت انقده = فانقده نقدا عزيزا غير ذي دخل
أتمنى أن يكون مفتاح العمل تحت عنوان : المحبة والصدق وحسن النوايا ,,
تحياتي للجميع ,,, والله الموفق ,,,