الله ياسلوى موضوع يستحق التّأمل طويلا
وأحب أن أعطي جانبين له
ففي الجانب الأول للموضوع
دائما أحب الجلوس مع أبي حين يبدأ الحديث عن أيامه في ذلك الزّمن ، صدقيني تعودت أن أدير ظهري لجهاز التلفاز ماأن يبدأ باستعادة ذكرياته مع والدتي ، خصوصا القصص التي حفظاها عن ظهر قلب والقصائد الشعبية التي لامثيل لها الآن
وأدون أشياء كثيرة من تلك الحكايات والاشعار
وصدقا البركة طارت من كل شيء
من الكلام الجميل
فالعائلة حين تجتمع على المائدة فالحديث عن القتل والانفجارات هو السائد
من الملابس التي تجعلك تشعرين أن الانثى أنثى والرجل رجل
من الوجبات الغدائية .. فحين كان صحن من الرز وآخر من المرق يكفي العائلة صار الان كل فرد لايكفيه الا صحن لوحده
من الصداقات بين الشباب ...
بل حتى الاطفال صاروا لايشتاجرون بسبب مباراة بينهم بل بسبب تشجيع احدهم لبرشلونة وآخر لريال مدريد فينقلبان الى خصوم ... مرة جاءني ابن اختي سعيدا وقال
- خالة فزنا على الريال
فصفنت في وجهه وبدأت اقلب الكلام واتساءل ( طيب منتخبنا لم يلعب هذه الايام وليس لدينا نادي مشترك في بطولة أوروبية فمتى لعب أحد أنديتنا ضد الريال ؟ ) فقال مابك خالة نحن البرشا فزنا على الريال
فقلت له : ياه قرة عينك ... لكن تذكر ان مجد البرشا للإسبانيين وحدهم هم من صنعوا هذا المنتخب ولسنا نحن كي تقول فزنا ...
فأعطاني ظهره مبديا ان كلامي لم يعجبه ههههه
أما الجانب الثّاني للموضوع
فلايمكنني إغفال حقيقة أن الجيل الجديد (واقصد جيل التسعينيات ) قد وجد نفسه في مهب عواصف التكنولوجيا تعصف به يمينا وشمالا ، فلم يكن له بد من أن يستوعبها ويعلم الاجيال التي تسبقه على كيفية استخدامها ،
لذا فهو ليس مذنبا إن نشأ ووجد أمته مترعة بالهزائم الروحية والفكرية والعسكرية وخاضعة لثقافة الدولة الغالبة ، والذين نشأوا في زمان غير زمانه لهذا الجيل نجدهم أما انكفؤوا على أنفسهم او صاروا لايجيدون سوى الانتقاد دون تكاتف جهود لانقاذ مايمكن انقاذه بل نجد أن الشباب هم من ينقذون الاجيال الكبيرة عندما يقعون في مشكلة تكنولوجية سواء في الموبايل او الكومبيوتر أو او .. الخ
والف تحية
وسلمتِ