ويطل من لحظ التذكر دمعةً تمضي معي
صوبي محياك الوضيءُ كما الصبا
بين المرابع ينثر الشمس الشفيفة من ذبالة أضلعي
فيرفُّ مني الجفنُ يهمي بالدعاءْ
ويميد خلفيَ موكبُ الأفراح ينداحُ على وتر الضياءْ
لحنا فلحنا يزرع وجه الأماني عبر أقبية السهرْ...
وردا شذيا بين حبات المطرْ
وعلى وساد تغربي أغفو كما الأطيار أصحو
خطوة تقفو كما قلبي الأثرْ
نبضا يغيب بين أرصفة السفرْ
إذ لا دليل هنا يُلوّح باللقاءْ
فيغيب وجهُ الحلمِ صوبي مَبْسما ..
يمضي على قوس الغمائم كالمساءْ
لأعود وحديَ والظلام يصدّني
كالرمل تذروني الرياح فأنثني
والبرد من فرط الحنين يلفّني
والروح يُرهقها النداءْ ..بين التصبّر والعناءْ
مثلي تهاجر من مدائن وحدتي ..
صوتا يضج ملوّعا يجتاح أودية الشقاءْ
سرا فتفضحه ذرى الجرح المريرْ
ليطلَّ طيفُك من جديدٍ كالعبيرْ
بين المواجع والهجيرْ
فأمد كفا تقبض الأوهام من بئر السعيرْ
ويعود رحليَ مثقلا تطويه أهوال المسيرْ
خطوا تقلبه الليالي بين أعقاب الدهورْ
حرفا ينز ُّصامتا ينسابُ من قيد السطورْ
فأهيم من حر ّالسؤال تمزقا خلف الغروبْ
لأعيدَ قلبا موغلا بين انكسارات الدروبْ
وحدي تُجرع خافقي كأسُ الشجونْ
هذي أنا ..ونسيت بعدك من أكونْ..
ورقا ذليلا صرت ينثره الشحوبْ
والبينُ يمسح مدمعي بالشوك بالقهر الطروبْ
من ذا يكفكف دمعة الأشعار والقلب الغريبْ
هيهات يا كل القصائد أن تعود حمائمي
جذلى هنا
مذ أن لبست أساوري طوقا على جمر النصيبْ