عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-2014, 01:01 AM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / شفيع مرتضى الحلفي

أُنثى يؤثِّثُها الضياعُ



أُنْثَى تُحَدِقُ بالندَى ، تَرْجُو وُرُوْدَهْ
لكنَّها شَاخَتْ وَما قَطَفَتْ .. عُهُوْدَهْ



راحتْ : تفتشُ عن ملامحِ عُمرِها
مَا بينَ أسوارِ المتاهاتِ البعيدَةْ



في صَوتِها .. نبتَتْ قبائِلُ غربةٍ
الحزنُ أربكَ سَيْرَهَا .. فَنَأتْ وَحِيْدَةْ



وصلاةُ عِينيهَا تَمرُّ حزينة
وَتئنُّ من عطشٍ ، وأوجاعٍ شريدَةْ



كَانتْ : بذاكرةِ الزمانِ قصيدةً
سمراءَ ، يكتبُها بسنبُّلَةٍ سعيدَةْ



كانتْ لها في كلِّ زاويةٍ من الأيامِ
حُلماً أخضراً ، ومُنىً وليدَةْ



كَانتْ : حروفَ اللهِ في شفةِ الصبا
فَتبعثَرتْ وذوت على خدِّ ( الجَرِيدَةْ )



كِيْ يقرؤوهَا باحتساءِ الشايْ
حَتى يَشعروا يوماً بأوجاعِ القَصِيدَةْ



لَنْ يَشعروا بِذبُولِهَا ، والعمرُ تَحتَ
أصابعِ النعناعِ قد شرِبوا رَغِيدَهْ



لن يَسْمَعُوا .. فلقدْ تَبَعْثَرَ صُوْتُهَا
فِيْ الريحِ ، واحترقتْ نِداءاتٍ عديدَةْ ؟



والأمنياتُ أكلْنَ خبْزَ دعائِها
وشربْنَ طعمَ غيابهِ ، وحرقنَ عودَهْ



وَورودُ خدِّيها يؤرِّقُهَا الجفا
والماءُ فارقَها .. وقدْ أبْدَى صُدُوْدَةْ



ولقد صدا نبضُ الحياةِ بنخلةٍ
من ذا - يبلِّلُ ثغرَها حتى - يُعيدَهْ ؟!



وإذا يعودُ بها الزمانُ فهلْ
يُلَمْلِمُ ما تبقَّى مِنْ أنوثتِها الوئيدَةْ ؟!



يازهرةَ الأشواقِ ها همْ أجهضوا :
أحلامَكِ الخضراءَ ، فانكسرتْ شَهيدَةْ



الفقرُ أغرقَ مقلتيكِ ولمْ يزلْ ....
في موطنٍ لمْ تَحصُدِي .. الا جحودَهْ



والعمر تَنثرهُ السنينُ لفائفاً
بفمِ الرياحِ بقسوةٍ .. فأرَقْنَ عيدَهْ



فتمسَّكي بالشَّمسِ يشرقْ كوكبٌ
للحبِّ ، مبتسماً ومبتكراً خلودَهْ



ولتكسرِي .. وهمَ الخريفِ بضحكَةٍ
ولتثأرِيْ .. للوردِ في لُغَةٍ عنيدَةْ



لتمزقي ، وتبعثرِي لَحظاتَكِ
السوداءَ في ليلِّ المَحطاتِ البعيدَةْ


........













التوقيع