أُنثى يؤثِّثُها الضياعُ أُنْثَى تُحَدِقُ بالندَى ، تَرْجُو وُرُوْدَهْ لكنَّها شَاخَتْ وَما قَطَفَتْ .. عُهُوْدَهْ راحتْ : تفتشُ عن ملامحِ عُمرِها مَا بينَ أسوارِ المتاهاتِ البعيدَةْ في صَوتِها .. نبتَتْ قبائِلُ غربةٍ الحزنُ أربكَ سَيْرَهَا .. فَنَأتْ وَحِيْدَةْ وصلاةُ عِينيهَا تَمرُّ حزينة وَتئنُّ من عطشٍ ، وأوجاعٍ شريدَةْ كَانتْ : بذاكرةِ الزمانِ قصيدةً سمراءَ ، يكتبُها بسنبُّلَةٍ سعيدَةْ كانتْ لها في كلِّ زاويةٍ من الأيامِ حُلماً أخضراً ، ومُنىً وليدَةْ كَانتْ : حروفَ اللهِ في شفةِ الصبا فَتبعثَرتْ وذوت على خدِّ ( الجَرِيدَةْ ) كِيْ يقرؤوهَا باحتساءِ الشايْ حَتى يَشعروا يوماً بأوجاعِ القَصِيدَةْ لَنْ يَشعروا بِذبُولِهَا ، والعمرُ تَحتَ أصابعِ النعناعِ قد شرِبوا رَغِيدَهْ لن يَسْمَعُوا .. فلقدْ تَبَعْثَرَ صُوْتُهَا فِيْ الريحِ ، واحترقتْ نِداءاتٍ عديدَةْ ؟ والأمنياتُ أكلْنَ خبْزَ دعائِها وشربْنَ طعمَ غيابهِ ، وحرقنَ عودَهْ وَورودُ خدِّيها يؤرِّقُهَا الجفا والماءُ فارقَها .. وقدْ أبْدَى صُدُوْدَةْ ولقد صدا نبضُ الحياةِ بنخلةٍ من ذا - يبلِّلُ ثغرَها حتى - يُعيدَهْ ؟! وإذا يعودُ بها الزمانُ فهلْ يُلَمْلِمُ ما تبقَّى مِنْ أنوثتِها الوئيدَةْ ؟! يازهرةَ الأشواقِ ها همْ أجهضوا : أحلامَكِ الخضراءَ ، فانكسرتْ شَهيدَةْ الفقرُ أغرقَ مقلتيكِ ولمْ يزلْ .... في موطنٍ لمْ تَحصُدِي .. الا جحودَهْ والعمر تَنثرهُ السنينُ لفائفاً بفمِ الرياحِ بقسوةٍ .. فأرَقْنَ عيدَهْ فتمسَّكي بالشَّمسِ يشرقْ كوكبٌ للحبِّ ، مبتسماً ومبتكراً خلودَهْ ولتكسرِي .. وهمَ الخريفِ بضحكَةٍ ولتثأرِيْ .. للوردِ في لُغَةٍ عنيدَةْ لتمزقي ، وتبعثرِي لَحظاتَكِ السوداءَ في ليلِّ المَحطاتِ البعيدَةْ ........