(لاأحبّها ياشبعاد)

شبعاد التي عبرت بوابةَ الزّمنِ
لتقدمَ زينتَها لآلهةِ الخرابِ؛
كنذرٍ أخير
يحفظ الدّم المراق
وماتبقى من البلاد
ارعبتها رصاصةٌ
مزّقتْ دفّ وصيفتها الكاهنة
فعادتْ إلى أور
يشيّعها النّشيج
وشكوى عاشقةٍ تئن
من قهر البلاد:
(عودي ياشبعاد
فأنا
لاأحبّ الرّصاصة
لأنّها لاتأبه لأحمر الشّفاه
لو جنّ لموعده
ولاتأبه لمكاتيب الغرام
لوحوصرت بين زوايا البريد
لاأحبّها ياشبعاد وأخشاها ؛
فلاأحد يمنعها من ثّقْبِ أجنحة الملائكة
أو تمزيق الوردة الغافية
بين دفتي دفتر الرّسم
الذي اتخذ من ركام ( روضة الياسمين ) مكاناً قصيّا
لاأحبّ الرّصاصة ياشبعاد
فهي تُلبِسُ الليلَ ثوبَ الناّر
وتملأ الهواء بدخان الضّحايا
وتثقل السّماء بدموع الأيتام
لاأحبّها
فهي ولفرطِ وقاحتها
تدخلُ بيتي بلا استئذان
وتستقرُ أنّى شاءت؛
في جدران الذّكريات
في خزانة الثّياب
في سرير طفلي
في لوحة
أو في كتاب
وتطردني ..
وتطرد معي كل العصافير المجتمعة عند باب قلبي)