اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سولاف هلال القدير قصي المحمود أخجلتني كلماتك والله دعني أستهل ردي بعبارة " اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " وبعيدا عن اختلاف وجهات النظر رغم أن بيني وبينك ليس ثمة اختلاف لأن كل منا يحترم وجهة نظر الآخر ويضع هذه النقطة في عين الاعتبار وكم أخشى أن أكون قد أعطيتك انطباعا من أي نوع وهنا أوكد لك أنني قرأت النص من زاويتي الخاصة وبطريقتي التي أتبعها في قراءة هكذا نصوص وقد وصفتها حضرتك بالمشفرة .. والأمانة التي جعلتك تطرح وجهة نظرك هي من جعلني أعطي النص حقه في التثبيت كما أن احترامي لك ولوجهة نظرك من جعلني أكتب عبارة مع احترامي لرأي الأستاذ القدير قصي المحمود وكان هذا نوع من التنويه عن حسن نيتي في التعليق وإذا ما وصلك مني غير هذا فأرجو المعذرة لأني لا أقصد شيئا والله . لن أزيد على ما أشرت إليه حضرتك بخصوص التأويل أو تعدد زوايا القراءة التي تختلف من شخص إلى شخص لكن دعني أضيف نقطة مهمة قد تفيد هذا النقاش الودي الجميل يقع النص أحيانا ضحية لمزاج المتلقي الذي يلعب دورا في إصدار أحكامه بالسلب أو الإيجاب على هذا النص أو ذاك وإذا ما أعاد قراءته في وقت لاحق ستختلف على الأرجح طريقة قراءته وكذلك انطباعه ثم حكمه على النص ودعني أؤكد لك أنها ستختلف لا محال وهذه ليست وجهة نظر وإنما من واقع تجربتي مع القراءة مضاف إليها تجارب الآخرين كم من مرة سمعت من صديق عبارة " ألقيت الكتاب بعد قراءة أول سطر فيه " أو عبارة رواية مملة أو غير ذلك وإذا ما قمت بقراءة ذات الرواية ستجد أن القارئ ظلم الكاتب والرواية وظلم نفسه عندما حرمها من الاستمتاع بنص جميل لك الشكر أستاذ قصي على ما تفضلت به وللأستاذ مشتاق كل التقدير لأنه أثار هذا الحوار الجميل من خلال نصه الرائع الذي يستحق النقد والتحليل تحياتي للجميع القديرة الأستاذة سولاف هلال بعد التحية..أما بعد... ما كتبته بحقك ليس فيه مجاملة،فهو أستحقاق اخلاقي قبل أن يكون أستحقاق أدبي... لم يكن في ذهني أي أنطباع اخر،وحقيقة ما اوحى اليك بهذا الأنطباع هو نقدي للنص..وتثبيته من قبل شخصكم الكريم.. في الوهلة الأولى ربما يعطي الأنطباع المعاكس شخصنة في الرؤيا..ولكني كما أوردت في مداخلتي الثانية متفهم للرؤية الأدبية في أختلاف القراءة للنصوص من متلقي الى أخر،ثم من كان في الضفة الأخرى لوجهة نظري هي من حملت حروفي في الولادة في حضنها الدافيء..ولذا أنطباعك في غير محله رغم مشروعيته من خلال الواقعة بمنظورها العام... نعود الى النص.. لا نختلف في مقدرة الأخ مشتاق في هذا المجال وله أكثر من نص رائع هنا..ولكني وجدت في هذا النص بالذات أختلال بتوازن البنيان والفكرة فالقصة القصيرة جدا بالذات تختلف عن كافة فروع الأدب القصصي..لما فيها من مميزات وظوابط وشروط في البنيان.. أولهما التكثيف..وثانيهما الصدمة..وطبعا الفكرة..وكما في مداخلتي فأن القصة القصيرة جدا هي أزدواجية الرؤيا ومتداخلة الفكرة..ففيها الظاهر من النص وفيها المشفر والأخير هو جوهر النص ورسالته..وهذا ما اتفق عليه أكثر كتاب القصة القصيرة جدا ونقادها عززها علم النفس(السايكلوجي) في الأيحاء المبطن في أرسال النصوص ذات الفكر المزدوج.. نعم..أتفق معك ان القراءة الأولى لا تعطي الأنطباع الحقيقي لأيا من النصوص ولكن بنفس الوقت..هناك رؤية أدبية في البنيان تظهر للوهلة الأولى للنصوص أي بمعنى أدق..عند قراءة النص..وبعيدا عن محتواه الفكري ..لكن بنيانه الأدبي وفق تجنيسه واضحة..أي عندما ترين بيتا ترين بنيانه من خلال رؤيا ثاقبة وخبرة في طريقة البناء وفق المعايير المعمارية لا في جمالية البناء او محتواه... النص للأخ مشتاق وهذا بالذات..فيه خلل بنيوي..رغم ان فكرته رائعة.. لا أدري كيف كانت القراءة لك ..ولكن من وجهة نظري هناك كما قلت خلل بنيوي في النص..ربما اعود بتفصيل لمفردات النص لغويا رغم اني أشرت بعضها.. وهنا اعيد مرة أخرى ..سعيد جدا بهذا الحوار الأدبي مع أعتذاري ان اختلفت مع الأستاذة الرائعة سولاف هلال وهي التي واكبت حروفنا وكانت خير عون لنا.. ومع هذا...رغم قناعتي بما أدليت من رأي..تبقى الكفة الراجحة لأختنا الأديبة الراقية سولاف هلال.. مرة أخرى ..ليس هناك انطباع سلبي..بل بالعكس أشعر بالأمتنان لهذه المساحة في الحوار الأدبي وأن أختلفنا فيه.. روعة نص الأخ مشتاق انه فتح باب الحوار الجميل الراقي لنستفيد منه جميعا وبنفس الوقت تأسيس لمداخلات من هذا النوع خالية من الحساسية ومفرطة في التواضع لخدمة الأدب اولا ولأثراء المنتدى بحوارات في المداخلات بعيدة عن الردود الجاهزة والمجاملة.. كل الأمتنان والتقدير..