الأخ قيس الغالي..
حقيقة كثرا ما نتداول فلان معتدل او يتداول الأعلام
الأسلام الوسطي او الوسطية في الأسلام،وهو خطأ
شائع انجررنا نحن المسلمون اليه..والحقيقة ان الأسلام كدين سماوي دين الوسطية وليس كما يشاع فيه وسطية ..وهذا تحريف لأننا عندما نقول فيه وسطية معنى ذلك فيه غيرها..والوسطية تعني الأعتدال والعدل.
فقريش اوسط العرب اي اشرفهم وأعلاهم نسب ومحمد صل الله عليه وسلم أوسط قريرش أي اشرفهم حسب ونسب..ويقول ايظا حافظوا على
الصلوات الوسطى أي صلاة العصر..
وديننا دين وسط لأنه وسط غلو النصارى وأنحراف
اليهود..يقول ابن كثير رحمه الله...: “إنما حوَّلناكم إلى قِبلة إبراهيم عليه السلام واخترناها لكم؛ لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم؛ لأن الجميع معترفون لكم بالفضل، والوسَط هاهنا: الخِيار والأجْوَد، كما يقال: قريش أوسط العرب نسباً وداراً، أي خيرُها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطًا في قومه، أي أشرفهم نسباً، ومنه الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي العصر، كما ثبت في الصحاح وغيرها
قال الإمام الطبري – رحمه الله - :
" وأرى أن الله تعالى ذِكْره إنما وصفهم بأنهم " وسَط " : لتوسطهم في الدين ، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه ، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب ، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه ، ولا هُم أهلُ تقصير فيه ، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله ، وقتلوا أنبياءَهم ، وكذبوا على ربهم ، وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط ، واعتدال فيه ، فوصفهم الله بذلك ، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها " انتهى . " تفسير الطبري " ( 3 / 142 ) .
أما عن كون الا سلام يدعو إلى العقلانية والتوازن في النظر إلى الأمور فهذا ما وجه إليه الله سبحانه كقوله جل وعلا :" قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نشرك بالله وألا يدعوا بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله " فالإسلام دين عدل واعتدال في كل الأمور حتى في المشاعر فمما ذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله( احبب حبيبك هونا ما لربما يصبح عدوك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما لربما يصبح حبيبك يوما )
وهذه الآية صريحة في عبادة الله ولا نضيف اليها واو الجماعة مع الله لأي انسان كما هي عند اليهود والنصارى
وغيرهما .
والآن لنتطرق للمعنى
( وسط .. يوسط .. وساطة) صار شريفاً وحسيباً
يقال وسيط فيهم أي هو أرفعهم مقاماً وأشرفهم نسبا
رجل وسط : حسيب في قومه
المنجد ص 997
و في مختار الصحاح
( الوساطة ) ( والوسط ) من كل شيء أعدله ومنه قوله تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) أي عدلا
واسطة القلادة الجوهر الذي في وسطها وهو أجودها
والأمة الوسط ليس معناه الحياد ما بين الثوابت والبدع
والتحريف وما بين الغلو والتطرف..الوسط هي العدل والأعتدال اي الصراط المستقيم كما في آية الفاتحة
(أهدنا الصراط المستقيم)فالإسلام واحد لا يوجد إسلام متطرف وإسلام غير متطرف هو شرع الله وأحكامه تنفذ كما أنزلها الله سبحانه وتعالى..من يخالف شريعة الله وسنة نبيه
في تأويل او تطرف وغلو او انحراف او بدعة لا يمثل ثوابت الأسلام وأحكامه الشرعية وهي معروفة ...
ومن هنا فأن ديننا الحنيف دين وسطية والوسطية العدل والأنصاف وقول الحق ودين الأنسانية من
قوله تعالى(وكرمنا بني أدم) فلا غلو في الدين ولا تطرف ولا تحريف كما فعلت قبلنا النصارى
بالرهبنة واليهود بتحريف الكتب السماوية وتأويلها فكلا الوجهين في ظلالة واوسطهما هو دين
محمد المختار وسنته
ولما جعل الله هذه الأمة وسطاً خصها بأكمل الشرائع ، وأقوم المناهج ، وأوضح المذاهب كما قال تعالى:
هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس )
عن أبى سعيد قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت ؟ فيقول نعم ، فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكم فيقولون ما أتنا من نذير .وما أتانا من أحد ، فيقال يا نوح من يشهد لك فيقول محمد أمته ، قال فذلك قوله( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) قال الوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم ، ..... عن النبي قال صلى الله عليه وسلم قال : (أنا وأمتي يوم القيامة على قوم مشرفين على الخلائق ما من الناس أحد إلا وأنه منا ، ما من نبي كذبه قومه إلا نحن شهداء أنه قد بلغ رسالة ربه عز وجل
ليس هناك اخي قيس اعتدال في شرع الله بمفهوم السياسة ومقاصدها..فشرع الله هو المستقيم وهذه المقولة تحريف لشرع الله وتشويه لمقاصده..أي يقصدون انهم معتدلون في التشريع ومعناه هناك
تطرف وهذا بهتان وتعدي على شريعة وثوابت الدين..فأصل التشريع وأصل الأسلام وسطي...
ما نراه اليوم جزء من حملة التشويه ضد الأسلام بألسنة عربية ومستعربةوفقهية ولكنها أنجيلية وتوراتية الهوى..هم أخذوا من فقه الأسلام عدله وأنسانيته وصدروا لنا رهبنتهم وانحرافهم بسميات اشبه بأحصنة طروادة ويطالبوننا بالتخلص منها..ليثبتوها زورا وبهتانا على الأسلام..والأمة الوسط هي من تقول الحق
ومع العدل وتنظر بعين واحدة لا بعين عوراء..والعين العوراء هي اساس التطرف والغلو والأنحراف لأنها تبيح لنفسها
بتأويل..تقنع نفسها فيه.. ما تحرمه على غيرها وتحلله عليها..وتصبغ صفة الملائكية عليها بذات الفعل المدان على غيرها..وهذه أشكالية أخرى تعاني منها أمتنا الأسلامية والعربية..وعندما أقول العربية لأن العرب نواة
الأسلام..وهم خير أمة اخرجت للناس..وهم..(أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)وهنا واضح القصد..فأمة العرب
أمة أخلاق وقيم وفروسية وأعتدال
تحياتي وتقديري وأمتناني اخ قيس لهذا الموضوع ..