عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2010, 06:25 PM   رقم المشاركة : 2
شاعرة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :وطن النمراوي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ديوان الشاعر / عادل الشرقي

هو العراق


أقولُ والنارُ تسري في شعابِ دمي = وا حسرتاهُ على بغداد وا ألمي
وا لوعتي من سكاكينٍ تُمزّقُها = كي لا يُرى من عُراها أيُّ مُرتسمِ
ووا دماءَ العراقيين كم هُرقت = على أديمِ الأسى والنـــارِ والعدمِ؟
ووا بكائي ووا حُزني على بلدٍ = كان اسمُهُ عندما أتلوهُ ملءَ فمي
فهو العراقُ الذي كانت مضائفُه = تفيضُ أركانُها بالخيرِ والنعَمِ
وهو العراقُ الذي قد كان مِربدُه = يفوحُ بالشعرِ والإبداعِ والنغمِ
وهو العراقُ الذي ناحت لنكبتِهِ = عينُ الرجالِ وما نامت ولم تنمِ
ياسائلينَ دعوني أشتكي عطشي = فإن قلبي لأهلي في العراق ظَمـي
وإن قلبي حريقٌ ليس يطفئه = إلاّ قيامُك يا بـغداد فلتقُمــي
وفجري الأرضَ بركانا تموج به = أجسادُهم مثلَ موجِ النــارِ في الحممِ
ضاقَ الخناقُ عليهم فامنعي دمَهم = من أن يفرَّ كجنحِ الليلِ في الظُلَمِ
هاقد تدحرجَ في الأنقاضِ مُنكسِرا = بوشُ المخاتلُ حتى ديسَ بالقدمِ
مودّعاً بحذاءٍ صاغَ منتظرٌ = طريقَهُ نحو وجهٍ قُدّ من سُدُم
فكلّما مرّ قومٌ قال قائلُهم : = هذا الذي حينَ ولّى بالحذاءِ رُمي
هذا الذي تأنفُ الدنيا لطلعتِهِ = لأنه بائعُ للدينِ والذّمـمِ
هذا الذي كان في إيذائِهِ مرَحا = يمشي لشدّةِ ما يخلو من القيمِ
ألقى على أرضنا الشماء من دمهِ = جمراً وأمطرها سيلاً من الحممِ
يمور بالحقد لايُرضي فرائصَه = إلاّ عويلٌ وأشلاءٌ كمنتقـمِ
إلاّ بمشهد طفل صار يأكلُهُ = الفسفورُ فاحلولكت عيناهُ ثم عَمي
مبددٌ صوتُ أهلي ليس يجمعهم = قلبٌ ولا ولولت موصولةُ الرحمِ
إن نامَ شارونُ عن إيذائنا سِنةً = صوت الخيانة في الإيذاء لم ينمِ
لأنه راضعٌ من صدرهم لبنـاً = وشاربٌ خمرةَ الــــغازي فمًا لفمِ
صاروا بإيذائهم ناراً على علمِ = وقد أذابوا نثارَ السمِّ في الدسمِ
هم يدفعونَ عدانا كي تطيل بنا = قتلاً وكيما يشيعوا أبلغَ الألمِ
ولو تحريتَ عنهم قال قائلُهم = : بأنه قطُ لم يقعد ولم يقُمِ
مخاتلونَ تراهُم في حبائِلِهم = من شدةِ المكرِ بين الخَصمِ والحكَمِ
يُخفونَ في حجرِهم سراً خناجرَهم = ويدلفونَ بلا ظلٍّ ولا قدمِ
باعوا مآذنَ بيتِ الله في ضِعةٍ = واستبدلوا رايةَ الإسلامِ بالصنمِ
بكاءُ أهلي غناءٌ في حناجرِهم = وأدمعي نخبُهم في كلِّ مُضطَرَمِ
وآه بغداد يا أرضي ويا قِيَمي = يـا صبرَ كلِّ العراقيـين في شممِ
ما جئتُ أبكيكِ لا والله معذرةً = لم يعنِ دمعي بأني غير مُبتسـمِ
إني لأعلمُ أنَّ الأسدَ قد كسرت = ظهرَ العدو وأنَّ الغيَّ لم يـَـدُمِ
فالقادسيات مازالت ملاحمهــا = تقض مضجعهم في كل محتـدم
وجيشنا الفذ مازالت فصائلــه = تشيع بين الأعادي أبلغ الألم
ظنوا بأنهمو قد مزقوا إربـا = جيش العراق ، وأذكوا النار في القيم
وما دروا أن جيشا جل خالـالقه = لو زلزل الكون لم يغفل ولم ينـم
فأطفئَت كلَّ أحلامِ الغزاةِ وقد = فرَّ العدوّ بظهرٍ جدّ مُنقصـمِ
تضيء فرسانه الساحات تبصرهم = كبرا يصولون فيها صول مقتحم
لكن قلبي تشظّى عندما شهقت = أمٌّ لموتِ وليدٍ غير مُنفطمِ
وحين أبصرتُ في التلفازِ كوكبةً = من االبرايا بلا سقفٍ ولا خيـــــمِ
فعندها قد أصيبَ القلبُ بالصممِ = أحسستُ أن جناحَ الخافقينِ دُمي
أحسستُ أني سأمشي أدمعاً ودماً = زحفاً على الرأس لا مشياً على القدمِ
لكي أصلي لجذع يحتمينَ بهِ = وأفتديه بأولادي ونضح دمي
وكي أقيمَ من الأضلاعِ في جسدي = سدّاً يقيهُنَّ هَولاً جِدُّ مُحتــَدمِ