الموضوع: (((وقالت البئر)))
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2015, 04:17 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :عادل سلطاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي (((وقالت البئر)))

((( وَقَالَتِ الْبِئْر )))


إِلَى مَنْ هَيَّجَ فِي الْعُمْقِ عَنَاقِيدَ ذَاكِرَةَ عِشْقٍ وَحُزْنٍ .. وَهَا عَصَرْنَاهَا بَيْنَنَا
وَقَالَتْ :


تُحَدِّثُ عَنِّي .. هِيَ الْبِئْرُ
تَرْوِي الْحَكَايَا .. وَنَزْفَ الْخَطَايَا
هِيَ الْبِئْرُ .. تُنْشِدُ .. مِثْلِي أَنِينِي
وَنَزْفِي ..
وَتُلْقِي .. جَلِيدَ النَّوَايَا
خَطَايَا .. خَطَايَا ..
وَيَا .. ضِلْعَ .. آدَمَ
بُثَّ الشَّظاَيَا ..
وَجَمِّعْ .. عَذَابَ الزَّوَايَا ..
وَلَمْلِمْ عَلَى شَفَةِ الْبَوْحِ بَعْضِي
وَهَا .. هَا .. أَزُفُّ الْهَدَايَا
أَجُرُّ عَلَى كَبِدِ الشَّمْسِ ذِبْحِي
وَأَسْرُدُ سِفْرَ الضَّحَايَا
فَهَلْ عَاشِقٌ أُمَّنَا الْبِئْرَ مِثْلِي
أُهَوِّمُ بَيْنَ الثَّنَايَا
وَهَلْ شَاعِرٌ، أَرْشُفُ الْحُبَّ مِنْ نَحْرِ أُمِّي
أُجَمِّعُ هَمْسَ الْمَرَايَا
هُنَا يَسْقُطُ الْقَلْبُ حَوْلِي
سَأَنْزِفُ حَتَّى الدِّلاَءِ
وَحَتَّى حِبَالِ الْحَيَاةْ
أَمُصُّ الرُّطُوبَةَ حَتَّى التَّشَظِّي
وَحَتَّى .. وَحَّتى .. أُحِسَّ
امْتِزَاجَ دَمِي وَالْحَوَايَا
هُنَا .. اخْتَلَطَ الْحُبُّ بِي
أُمَّنَا .. الْبِئْرَ
مَزَّقْتُ لَيْلَ الْهَوَى.. فِي دَمِي
وَاسْتَطَعْتُ الدُّخُولَ
لِأَسْتَكْنِهَ السِّرَّ بَيْنَ الدِّلاَءِ
وَأَلْثُمَ هَذَا الْعَطَاءَ
وَهَا بَثَّنِي الْحَبْلُ لِلْبِئْرِ
كَمْ هَمْسَةً وَشْوَشَتْهَا الصَّبَايَا
وَكَمْ ضِحْكَةً دَنْدَنَتَهَا
أَنَامِلُ عِشْقٍ عَلَى شَفَتَيْنِ
وَكَمْ أُمَّنَا الْبِئْرَ كَمْ
بُثَّ بَوْحُ اخْضِرَارٍ عَلَى ثَلْجِ فَاتِنَةٍ
تَذْرِفُ الضِّلْعَ نَايًا
وَتَغْزِلُ مِنْ دَفْءِ جَدَّتِهَا
لِلشِّتَاءِ الْمُمَرَّدِ فِي صَرْحِ حُبِّي
وَتَنْسَخُ بَوْحَ الْمَرَايَا
وَكَمْ هُدْهُدًا جَاءَ يَا أُمُّ
مِنْ سَبَإِ الْبِئْرِ .. هَا خَبَرٌ
مِنْ يَقِينِ الْحَكَايَا
يَزُفُّ رُؤَى الْعَاشِقِينَ
عَلَى تَلَّةِ الْغَرْبِ
هَا جَبَلُ التِّينِ يَبْزُغُ أَنَّى أَجُسُّ كُوَايَا
تَشَكَّلْتُ مِنْ طِينَةِ الْحُزْنِ
هَا صَلْصَلَتْ فِي الْخَفَايَا
عَرُوسُ الضَّبَابِ
لِتَعْزِفَ أَنْزَارَ قَلْبِي
عَلَى هَامِشٍ مِنْ عُوَاءِ الضَّحَايَا
تَعَالِي انْزِفِي رِحْلَتَيْنِ
قَبَائِلُ بَوْحِي تَئِنُّ وَيَدْنُو
عَلَى التَّلَّتَينِ سِتَارُ الْغُبَارِ
وَيَدْنُو هَوَايَا
وَيَنْثَالُ سَيْفٌ
يَعُودُ إِلَى ظَمَإِ الْغِمْدِ أَوَّاهُ
يَا رِحْلَةً سَنْبَكَتْهَا
جِيَادُ التَّجَلِّي عَلَى حَضْرَةِ الْبِئْرِ
كُلُّ الطُّقوُسِ تَحُثُّ خُطَايَا
فَهَلْ سَتَعُودُ عَرُوسُ الضَّباَبِ
وَترْمِي جَدَائِلَهَا الشُّقْرَ
يَا أُمَّنَا الْبِئْرَ حَوْلِي
وَتَنْثُرُ لَوْنَ الزُّمُرُّدِ أَنَّى
الْجِوَارُ يُجَمِّعُنَا ذَاتَ حَبْلٍ
مِنَ الْعِشْقِ
بُثِّي عَذَارَى الرَّمَادِ
عَلَى شَاهِقَاتِ الْعَذَابِ
تَعَالِي نُمَارِسُ
فِينَا بَيَاضَ الْخَطَايَا

***
عادل سلطاني / بئر العاتر يوم الأحد 7 نوفمبر 2010







  رد مع اقتباس