تكتسب هذه النصوص ألقها الذي يتزايد من خلال التفاعل الوجداني للقارئ مع ما تقدمه من أفكار ..
المطر في هذه النصوص لا يشبه المطر الذي نعرفه ونتغزل به .. فهذا المطر يولّد العتمة و يلهب الجلود كما تفعل السياط ويسقط قضبانا بدلا من حبيبات الثلج أو قطرات الماء التي تتلقفها وجوهنا كفعل معتاد لبناء المزيد من السجون داخل سجن كبير ما زال يسمى جزافا !وطن !.
المطر هنا رمز لايقاعات متعددة الأصوات .. سيكولوجية .. سياسية .. اجتماعية تجسد عذابات الوطن .. الأرض .. الشعب وسماء تظلل الجميع بينما تعاني مما يعانون منه وربما أكثر لأن آثام البشر التي جلبت الخراب لكل هؤلاء طالتها بالتالي وأوسعتها همّا يفوق الحد.
ما يلفت انتباهي أن لا أثر للكاتب في هذه النصوص .. لا ظهور مباشر على الإطلاق وكأن النصوص كتبت نفسها بنفسها وهذه هي قمة الإبداع وكان للمتلقي مطلق الحرية في النظر من أية زاوية يشاء واستخراج المعنى الذي يريده من خلال بناء فني يوصف بالجميل رغم ما تحمله لبناته من أسى ويأس.
القاص المبدع مشتاق عبد الهادي
مطرياتك أمطرتنا إبداعا تُغبط عليه
لك التقدير كله وتحيات تليق بقامتك الإبداعية السامقة
جزيل الشكر والمودة