عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2017, 02:22 PM   رقم المشاركة : 1
أديب






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير الاسعد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي معركة من الخيال

بقلم : سمير الأسعد – فلسطين

حلقت بدورة واسعة قبل أن تنقض بعنف على الهدف الماثل أمامها ، أجهزة الاستشعار عملت بأقصى طاقتها ورسمت حدود الهدف بدقة بالغة ونقلت كل البيانات إلى وحدة المعالجة المركزية ذات السرعة الخرافية في معالجة البيانات الواردة وترتيبها وتنظيمها ثم حولتها إلى معلومات قبل أن تنقلها إلى المخ الذي تبلغ سعته ثلاثة آلاف جيجا بايت.
آلاتها تنتظم في تشكيل هندسي بديع وتتصل مع بعضها البعض بأنابيب غير مرئية تعمل بالإشعاعات الليزرية ، تنقض بكل أسلحتها التي تعمل معا بنفس التوقيت ، وخرطومها السداسي القاذف يقف صلبا مستقيما متسلحا بالقذائف والماصّات وراداراتها تلتقط الأمواج المنعكسة عن الأجسام وتحللها بدقة.
شعر بنخسة مؤلمة في جانب عنقه فشهق بصوت عال قبل أن يفرغ الهواء من فمه بصوت كصوت انفجار بلون صغير وتحسس المكان براحة يده قبل ان يقوم عن كرسيه مضطربا مشوش الذهن وأغلق النافذة الوحيدة في غرفته الصغيرة ، وعاد إلى مقعده واضعا وجهه بين كفيه وقد احمرت وجنتاه وبدا الإرهاق على وجهه على شكل حلقات سوداء تحت عينيه.
يعمل في مجال البرمجة ويساهم في صناعة العاب الكترونية يجعل البطل الافتراضي فيها دائما ينتصر رغم كل المعيقات والأعداء. ورغم هذا لا يستطيع بكل حنكته في الواقع التغلب على هذا العدو المتسلح بأعتى وأقوى الأسلحة الفتاكة المتطورة .
شغل المضادات الأرضية الكهربائية والكهرومغناطيسية والحرارية والغازية بأقصى ما لديها من قوة وكثافة نيران لصد العدوان الخفي القادم بلا صوت أو صورة ، وفي النهاية كانت المفاجأة في هجوم العدو المباغت والاختفاء السريع بإستراتيجية "اضرب واهرب"
عدو لا يقهر أو ينثني أو ينحني ، يختبأ في كل مكان ويعشق الظلام والعمل تحت ستاره ويحب الأماكن المنزوية التي لا يتوقعها احد كالزوايا التي قد تحجب الرؤيا وتشوش البصر .
كان واقع الحال يقتضي منه التحضير المبكر .."تسلح جيدا وابق يقظا ولا توفر جهدا في الدفاع عن نفسك وعن بيتك واستمر في استخدام كل الأسلحة المتاحة ، "بخاخات الكاز" وأقراص "البنغال" الدخانية ثم سلاح "البازتكس" من الطائرات النفاثة " .
وعلى مدار فصول الصيف المتتابعة لسنوات كثيرة كانت الحرب مستعرة ولكن دون مقارنة تذكر بين أسلحته التقليدية وأسلحة عدوه الحديثة المتطورة رغم استخدامه لستائر الحماية على كل المنافذ ورغم استخدام العدسات المكبرة والتلسكوبات اليدوية والالكترونية للكشف المبكر عن أي هجوم محتمل.وكانت المغامرة التي قبل أن يخوضها هي أن يحتمل الأعراض الجانبية لدفاعاته الأرضية ويتنفس سمومها وغازاتها وتأثيراتها على صحته في الوقت الذي ما زال تأثيرها محدودا على أجيال العدو بعد أن تشبعت بها أجسامها مما اكسبها مناعة تزداد وتقوى يوما بعد يوم .في آخر معركة قام بها أصيب بجروح وتورمات عديدة وحكة استمرت طوال الليل، وشوهد لآخر مرة وهو يحقن بمضادات التسمم في طوارئ المستشفى ثم نقل الى سرير في غرفة جراحة الرجال وبعد أن فحصه الطبيب همس للممرضة المرافقة له "مسكين لديه تشمع في الكبد وورم في جهازه التنفسي" ثم غادر الغرفة في نفس الوقت الذي كان فيه المحارب الباسل يراقب بعوضة صغيرة تحوم حول رأسه تستعد للهجوم وهو يغتاظ بشدة ويعاتب نفسه على عدم إحضار أسلحته معه إلى المستشفى .







  رد مع اقتباس