والفرات عيناك
~~~~~~~~
دعني أتنشق حضورك بصمت، أغرق في عطرك الفريد، تلك الحرب اغتصبت نبضات العبير الحالمة من أمام أنوفنا... صمتك يعيد شيئاً من كرامة تأملاتي... وهذه اللفافة التي تنكرها أصابعي تسرع اليوم لي حبواً لأشهقها مع حضورك... أنظر لعينيك بعمق دون الغرق، فالبحر ساكن بك... والأمواج تكتب سيرة المدّ لقلبي وأنا أجمع لك الشوق باقات كي أزين بها لقاءنا... للمرة الأولى أبوح بسرّ الروح... وللمرة الأولى أسلم أمانة القلب بهدوء... لم أخشَ صرير الريح ووجه الليل الحزين.. لم ينتهِ المدى عند الخوف، ما زال بيننا اليسير لنسير صوب ملتقانا، هذا الحب المصطفى من زمجرة الزمن، ومن قيود الغارقين في الأحلام وصناعة الوعود المائية، هو جلسة صفا وعقد صلح بين الذات والروح... لذا لن أكتفي من مغازلة الخجل ومن تدليك الصمت، فحين يجنُّ الهدوء لينتشي، ليس أمامك سوى إشعال فتيل لسانك... قد تكون الكلمة المنتظرة رواية لحلميَ الصادي... وقد تكون الودق الذي يغرقني بك... لذا لا تصادر الخوف الذي يزيدني ألقا في حضورك؛ فكلما فزعتُ ارتميت بين يديك... وزرعت في خافقك أملاً جديدا...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~