لعشقِ الأميرة طقس عجيب

للشاعر عبد الكريم سمعون
*
سآتي إليكِ سفينةَ وعدي
ملاذاً أخيراً لخرقِ السنينْ
فهلاّ غرِقتُ بلجّةِ تيهي
ودهرٍ هناكَ ولذّةِ صبري
لجهدِ انتظاري
وبعضِ أنينْ
لعلّي سآوي غماراً أُجاجاً
لـ تعصمَ روحي جميعُ العذوبةِ
دفءُ الليالي وكلُّ السعادهْ
غريقاً
أتاخمُ بعض فصولٍ
تعيدُ صياغة عقل الزمانْ
و ترسم دفئاً بغير بنانْ
وتهجع روحي لأطواق أسري
حياةٌ جديدهْ
بغير ولادهْ
ستجدعُ أنفي بحدّ الحنينْ
ونبقى هناك وحيثُ سوانا
نقاءٌ يضجّ بلونِ القُرى
سماءُ صهيلٍ وشتْلةُ صدقٍ
وصمتٌ يجوبُ فضاءَ الهديلْ
ونخبُ تفانِ
ونرشق عطراً لـ كلّ نشيدٍ بـ لحن حكايا بياض القلوبْ
و قوسُ ضياءٍ
ونرمي سهاماً
كدفءِ الأصيلْ
وباقةُ نَبْلٍ كوجهِ السحرْ
بلونِ القصيدةِ
مثل اقتراف جميع العيوبْ
كأنّ الحياة اعترتني
على حينِ غرّةِ موتِ الدروبْ
وتلك الروابي أناخَتْ هواها بلونِ جبيني
وهمّتْ لتفضي
إليّ حديثَ الزنابق .. قبل الغروبْ
وقال اليمامُ : إليكَ هديلي
وأوكارَ صخري
وماءَ البحـــيرة أيضا.. ولكن
لـ عشق الأمــــيرة طقسٌ عجيبْ !!!
كـ لا شيءَ مرَّ ولاشيءَ يأتي ...
وإلا ستغدو
كتمثالِ صخرٍ بساحِ المدينهْ
ضريراً وأعزلْ
وتبكي وحيدْ
تُحيطُكَ دوماً حشودٌ لتسألْ
بِعَدِّ سنينٍ كساها الضجرْ
يحطـّ عليكَ الحمام ليعزفَ
عشق ربيع سيأتي قريباً
وتنعم بؤساً بلمس الأناملِ
تسكن دوماً فراغ الصورْ
وتحظى بعزٍّ لذكرٍ مكينْ
بعجزٍ غبيٍ أمام القدرْ
وكلّ العيون غدتْ تتفرّسْ
لـ دقّة رسمٍ وآية حسنٍ
بكلّ ملامحِ هذا الحجرْ
أصمُّ وأخرسْ
ويُسْمَعُ منه صراخ حنينْ
لرقصٍ توارى وعهد سمينْ
ولحن اصفرارِ شموخٍ قديمْ
كبوحِ عناقِ الغيوم القممْ
لـ عشق الأميرة شأن رهيبْ
وطور غريبْ
وقالوا بأنّ:
كثيراً تغيبْ
ككلّ الشموس وذاك القمرْ
ومثل جميع الكواكب تأفلْ
كهنْعةِ قلب السماء المنيرْ
وتضحك سرّاً
وتسفح قلبي خناجرُ صخرٍ
طَلتها دهور المرار بنصلٍ
كحدّ الوجعْ
فلا أتَبَدّلْ
وأدعو بناني لأهدبَ نضجاً
لـ هدبٍ جنيٍّ دنيّ القُطوفْ
وأسكرُ مثل طريق الضِياع
البعيدة خلف تداعي الأملْ
أعيشُ السراب بليلي وهجريْ
وعشقي المؤرَّخ في كلّ حينْ
لأجني جميع غلالِ السرور
بكلّ الدهور ومرّ العصور
وأذرو بذار حقول اليقينْ
لتهزم كل عروش النفاقْ
أموتُ السعادة حدَّ العناقْ
وأحيا التألّم في كلّ حينْ
فـ عشق الأميرة طقس حزينْ !
وليس لمثلي التعاسةُ يوما
لأنّي بعشق الأميرة أهوى
طقوس الصيام وكَنْز الوجعْ
17\2\2012