العودة الإسرائلية لشن العمليات العسكرية بغزة
******
بعدهدنة شهدت بعض الهدوء النسبي في المرحلة الأولى من المفاوضات بين اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم حركة حماس ، ها هي ذي إسرائيل تعود من جديد لممارسة أعمالها العدوانية على القطاع وأهله بكل وحشية ودون مراعاة للقوانين الدولية والإنسانية لتوقع من جديد جرائمها المعهودة ضد المدنيين بالدرجة الأولى من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل وارتكاب مجازر أخرى أشد وأعتى وهذا ما حدث فعلا بعد خرق وقف إطلاق النار الذي شمل العديد من مناطق القطاع بالقصف الجوي والمدفعي مما أسفر على استشهاد المئات في اليوم الأول من الأبرياء من الأطفال والنساء .
ومن خلال هذا الخرق والإعتداء الوحشي يرى الكثير من المحللين أن العودة إلى التصعيد لم تكن مفاجئة أو محض الصدفة ، بل كانت متوقعة ومدروسة مسبقا نتيجة لعدة عوامل سياسية وعسكرية متداخلة، وأن الأسباب والدوافع وراء هذا التصعيد تكمن في سياسة الحسابات الداخلية الإسرائيلية التي ينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتفادي المتابعات القضائية التي تلاحقه ، بالإضافة إلى ضغوطات اليمين المتطرف، وعدم إلتزام حكومة الكيان بتعهداتها أثناء الهدنة، خاصة في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية ، رغم النداءات الدولية والحقوقية على مستوى مجلس الأمن أو المنظمات الحقوقية والإنسانية .
إنّ ما يثبت نية الكيان الصهيوني وأمريكا معا في العودة للحرب والعدوان على غزة مجددا ، يتجلى واضحا في موقف الولايات المتحدة التي كانت ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار ، وفي نفس الوقت يبدو أنها أصبحت طرفا مؤثرا في استئناف حرب الإبادة واتهام حماس بانها هي من رفضت مقترحات المبعوث الامريكي ويتكوف بخصوص تمديد وقف إطلاق النار.
إنّ رغبة إسرائل في استئناف الحرب والمفاوضات تحت النار حسب تصريحات رئيس وزرائها ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يجعلها تفرض شروطها بالضغط على المقاومة عسكريا علما أنها لم تحقق أهدافها منذ أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة والتصعيد
ومهما يكن فإن عدم الإستمرار بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بكل مراحله المتفق عليها سيؤدي إلى مزيد من الكوارث والعودة إلى حرب الإبادة التي كانت منذ بدايتها حربا على المدنيين وقد تطول مدتها وتزداد مأساتها وما ينتج عنها من سقوط ضحايا من كلا الطرفين من اليهود والفلسطنيين ، وقد وترتفع حدتها في المنطقة التي تنبيء بها الأوضاع الحالية باتساع رقعتها خاصة بعد الإعتداءات الإسرائلية على سوريا، والإعتداءات الأمركية على اليمن .
----
بقلم / تواتيت نصرالدين
التوقيع
لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه