عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2018, 10:43 AM   رقم المشاركة : 78
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية تواتيت نصرالدين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة : تواتيت نصرالدين متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: قصيدة من كلّ ديوان (من أشعار الأعضاء)

مَسْلَكُ العارفين
للشاعرعزت الخطيب
*

توسَّلْتُ في عُسْري فَألهَمَنِيْ اليُسْرَا ** وناجيتُ في خَطْبي فأورثَنِي البُشْرَى

وقد تَعْجَزُ الأسْبابُ أن تَعبُرَ النهْرَا ** وتعبرُ إنْ لاذَتْ ببارئها البَحْرَا

كأنَّ دُعَائِيْ كَانَ مِفتاحَ حَاجَتيْ ** وأقْفَالُها كانت سُلُوِّي عن الذِّكْرَى

وكَمْ ضَلَّ ذو العينين في سَلْك مَسْلَك ٍ ** وكَمْ بالهُدَى أعْمَىً وقد قَطَعَ الوَعْرا

تَضَعْضَعَت الأشْجارُ من بعد قُوة ٍ **وأمْسَتْ وقد شَاخَ اللُّبَابُ بها قِشْرَا

وتلك نواميسُ الحياة التي جَرتْ **فَبَان ٍ بها دَارَاً وبَان ٍ لَهُ قَبْرا

ومِنْ زُخرف الدنيا ابتلاءٌ لأهلها** وأهْلُ النُّهَى لا يأمنونَ لها مَكْرَا

نعيشُ حَيَارَى والسَّرائرُ تشتكيْ **لماذا وفي الإيمان ما يَشْرحُ الصَّدْرَا

فمن آمنوا بالله والبَعثِ أفْلَحوا ** فإنْ أصلحوا كان النعيمُ لهم أَجْرَا

وسِيَّان عند العارفين وسِادُهم ** أكَانَ خَمِيلاً ذلك الفَرْشُ أوْ صَخْرا

وَسِيَّان عند العارفين مُريدُهُمْ ** أيَسْكُنُ كُوْخَاً ذلك المَرْءُ أوْ قَصْرَا

وقد يحسبُ الغِرُّ الحياةَ فَراسِخاً ** وكانت كما تبدو لأعينهِمْ شِبْرَا

تَعَالَوْا على وَكْسِ النفوس وغَيِّها ** فما زَيَّنَ الشيطانُ في بَالِهم وِزْرَا

وكان غِنَاهم أنهم زهدوا الغِنَى ** فكان سَنَا الرُضْوان ِ في وجْههمْ بَدْرَا

وعاشوا على حَدِّ الكَفَافِ كأنَّهمْ ** مُلُوكٌ وما حَازوا قُصوراً ولا دُرَّا

إذا شبعوا صاموا وراضوا نُفُوسَهَمْ ** ففي جُوعِهم دَرْسٌ ليَخَْتَبروا الصَّبَْرَا

تَرَى سَلْوة العَيْش الكريم بدَارهِمْ ** ولو شربوا ماءً ولو طَعِموا البُرَّا

إذا فَاضَ قُوتُ اليوم لَمْ يَبْقَ عندهُمْ ** وفي أمَّةِ الإسلام من يشتكي الَفقْرَا

إذا فَخَروا كان التَذَللُ فَخْرَهُمْ ** ففي ذُلِّهمْ لله ما أعظَمَ الفَخْرا

ولولا عِبَادٌ مثلهم في حياتنا ** لعاشَ غَريرُ النَّاس يَسْتَمْرئُ الكِبْرَا

مَيامِينُ يَحْظَى الخَيْرَ مَنْ جَاءَ سَاحَهُمْ * ولو كان قَبْلاً قَدْ أَسَرَّ لهم شَرَّا

عَلامَتُهُمْ نُورُ الهُدَى في جبَاهِهمْ "* وسِيمَتُهُمْ تَلْقَى بضَرَّائِهم شُكْرَا

مَجَالسُهمْ حَاطَ المَلَائِكُ حَوْلَها ** فكَانَ لها طِيبٌ نَشُمُّ لهُ عِطْرا

وما مَهَرُوا الدنيا وقد هُيِّئَتْ لهمْ ** فما رغبوا فيها ليُهْدوا لها مَهْرَا

يعيشُونَ أحْرَارَاً فأجْمِلْ بَعَيْشِهمْ **ُأسَارَى حياة الزُهد أَجْمِلْ بهم أسْرَى

ألا ليت قَوْميْ يقتدونَ بهَدْيهمْ **فمَنْ سَارَ في مِنَهاجهمْ كَسَبَ الخَيْرَا

يَضُوعُ أريجُ الخير في خَلوَاتِهمْ **وتأتِيْ غُيُوثُ الرزق في إثْرِهِم تَتْرَى

فيا ليتَنِي منهمْ ولو كنتُ تابعاً** ويبقى دَوائيْ أنْ أقولَ بهم شِعْرَا













التوقيع

لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس