مع الحلاج
للشاعر صبحي ياسين
*
سافرتُ عَبْرَ قوارب ِ الحلاج ِ
فعرفتُ سِرَّ الله ِ في الأمواج ِ
*
وتسَلّقتْ عينايَ سُلّمَ فكره
فرأيتُ روحَ الكون ِ في الأبراج ِ
*
وأخذتُ مِنْ ظَهر ِ المَجَرَّة ِ نطفة ً
فيها تجَلّتْ روعة ُ الأمشاج ِ
*
أرنو إلى الأبواب بين أئمّة ٍ
سَكرى تعالجُ قسوة َ المِزلاج ِ
*
وبكيتُ حين وصلتُ قِمة َ هِمّة ٍ
فيها بدتْ أرجوحة ُ الحَجاج ِ
*
يا مَنْ له قد أينعتْ هاماتها
حان القِطافُ لهذه الأفواج ِ
*
مِنْ ألف ِ عام ٍ كان سيفك َ في دمي
يحكي رواية َ ذئبة ٍ ونِعاج ِ
*
لمّا تكسِّرَت الكواكبُ في يدي
أبصرتُ فيها بعضَ بعضَ زجاجي
*
هل أخطأ المفتاحُ بابا ً بعدما
شقتهُ قسْرا ً سطوة ُ الإيلاج ِ
*
كانت ثغورا كالفرات شرابُها
واليوم نشربُ مِن فم ثجاج ِ
*
مِنْ كلِّ فج ٍّ رحتُ أشربُ عمقها
لأشمَّ عطرَ الروح ِ في الحُجّاج ِ
*
ولقد لطمتُ الحاملين سوادَها
فرجعتُ منها موْجَعَ الأوداج ِ
*
أفتى لنا التاريخُ بعد سكوته
لمّا سَرَى مِنْ حائط ِ المِعراج ِ
*
أنا سوف أرحلُ للسماء ِ بدمعة ٍ
عن أمّة ٍ موبوءة ٍ مِغناج ِ
*
أنا داخلٌ يا نخلَ يثربَ فاعلمي
لن تقدري يوما على إخراجي
*
لن تهربوا مِن مُقلتي في سجدتي
فأنا أرى مِنْ جُبَّة ِ الحلاج ِ
****
*البحر :الكامل