فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى
[ 39 - ســورة القيامة ]
وســــخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار
[ 33 - ســـورة إبراهيم ]
===================================
آيتان عظــــيمتان . لا مجــــال لأى صــــدفة أن تلـــــعب دورا فيهما . لو افترضـــنا جدلا أن يكــــون حدثٌ ما قد وقــــع مصــــادفةً فى هذا الكون ، كتكــّــون الأميبا مثلا ، ودبّ الحياة فيها - افتراضا - ، ثم انقســـامها إلى قسـمين ، وكنشـــوء الفيروســـات وحيدة الخلية بشـــتى أنواعها .. إلخ فإن حتى افتراض وضــــع الصـــدفة سيصطدم بحاجز الآيتين المذكـــورتين أعلاه ويتلاشــــى ويبطـــل . الصدفـــة قد تكبّر حجـــم العضــو أو تصغــــّــره بما يتلاءم والظـــــروف الجديدة . ولكنهــا لا تأتى بعضوٍ جديدٍ مغاير . أن يتغير جهـــاز كامل فى الكائن الحى لا يأتى من الصـــدفة . وإلا فالصدفة عاقلة . أن تُلغى الرئة ويؤتى بدلها بالخياشـــيم ، أمرٌ محيّر . وكذلك أن تُلغى اليدان ويؤتى بدلها بجناحين . وكذلك أن تُلغى الأقدام ويؤتى بدلها ببطنٍ أملس . وكذلك أن يٌلغى عضوٌ مذكـــــر ويؤتى بدله بعضوٍ مؤنث . فإن هذه العملية ليست عملية صدفة عمياء . فالعضو المذكر له توابع تُســــهم فى إنتاج الحيوانات المنوية ، والعضو المؤنث له توابع تُســـهم فى إنتاج البويضات . إذن نشـــوء العضو المذكـــر ومخالفـــــته للعضو المؤنث لا يأتى بالصــــدفة مطلقا بل يأتى كعمــــلٍ مقصود . ويُقصد به تخصيبٌ ينتج عنه كائنٌ جديد . والصــدفة مســـــتبعدةٌ عن هــذا نهـــائيا .
والآية الثانية تحكى عن الشمس والقمر والليل والنهار . الشمس نجمٌ عملاقٌ ضخمٌ جدا تبعد الكواكب عنه ملايين الأميال ، فلماذا اختارت الصدفة كوكبنا هذا الملائم جدا للحياة ووضعته على البعد الملائم من الشمس ؟ وملاءمة كوكبنا تتمثل فى حجـــمه وجاذبيته ومحيطاته وبحاره والغازات فى فضائه وتربته ودرجات حرارته ومعادنه ، وبعده عن القمــــر وســــائر النجــــوم ... إلخ إلخ . ولا ننسى ملاءمة ضــوء الشمس مع أوراق النباتات ودوره الفاعـــل فى نمـوّها وازدهارها .
فالآيتان العظيمتان تُبطلان عمل الصـــدفة وتُلغيانه إلغاءا تاما .