الآيات الدالــــة على وجــــود اللـــه كثيرة جدا ، ولكنى سأتوقف عند آية واحـــدة لن أبارحـــها وهى الشمس .
" وجعلـــنا ســـــراجا وهـــــاجا "
على بعد كم وُضعــــت الشمس ؟ إنها وُضــــعت على بعــــد 93 ملـــــــيون ميل من كوكــــبنا الأرض .
ومــــع هذا البعد الشــــاســع فالحياة على الأرض مرتبطة بهذا النجــــم الملـــتهب المضئ ارتبـــاطا وثيقا جدا . كـــــيف ذلـــــك ؟
أول ما يتبادر إلى الذهــــن أن الكائنات الحية جميعــــا تحيا بـ دفء الشمس . إذن لو لم تكــــــن الشمس لتجمدت هذه الكائنات وماتت فورا . فهذا أول دليل على أن ذلك النجــــم البعـــيد هو صــــاحب الفضــــل فى حياتــــــنا . إذن هـــذه الأرض بكل ما فيها من بحار وأنهار ورواســــى شــــامخات وســـهول ووديان .. إلخ لم تكـــــن لتنفعــــنا بشيئ لولا وجود الشـــمس .
إذن فمجــــرد ذهـــــاب الشمس كان كــــــافيا جدا لزوال الحياة وانعــــدامها من على وجـــــه الأرض فلــــماذا نتبخــــتر ولمـاذا نتفلســـف ؟ ولمــــا نأت بعــــد إلى فضـــلٍ آخــر من فضــــائل ذلك النجم البعـــيد علينا . ألا وهو ما تتغذى به الكائنات الحية . إن الأساس فى غذائنا هو النبات . سواء أكان خُضرا أو فواكه أو أشجارا أو ثمـــارا .. إلخ وكذلك غذاء الحيوانات . فكيف للنبات النمـــو بدون ضـــوء الشمس ؟ إن ضوء الشمس هو الســــحر وهو ترياق الحياة .
كيف تم هذا إشـــعال النجم الهائل من غازات ملتهــبة ومنفجـــرة ومنشـــطرة ومندمجــــة نوويا على مدار ملايين الســــنين فيضئ الكون بأكملـــــه ويدفئه على هذه الأبعـــــاد الخيالــــية ؟
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 01-22-2020 في 10:57 PM.
وســــخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار
[ 33 - ســـورة إبراهيم ]
===================================
آيتان عظــــيمتان . لا مجــــال لأى صــــدفة أن تلـــــعب دورا فيهما . لو افترضـــنا جدلا أن يكــــون حدثٌ ما قد وقــــع مصــــادفةً فى هذا الكون ، كتكــّــون الأميبا مثلا ، ودبّ الحياة فيها - افتراضا - ، ثم انقســـامها إلى قسـمين ، وكنشـــوء الفيروســـات وحيدة الخلية بشـــتى أنواعها .. إلخ فإن حتى افتراض وضــــع الصـــدفة سيصطدم بحاجز الآيتين المذكـــورتين أعلاه ويتلاشــــى ويبطـــل . الصدفـــة قد تكبّر حجـــم العضــو أو تصغــــّــره بما يتلاءم والظـــــروف الجديدة . ولكنهــا لا تأتى بعضوٍ جديدٍ مغاير . أن يتغير جهـــاز كامل فى الكائن الحى لا يأتى من الصـــدفة . وإلا فالصدفة عاقلة . أن تُلغى الرئة ويؤتى بدلها بالخياشـــيم ، أمرٌ محيّر . وكذلك أن تُلغى اليدان ويؤتى بدلها بجناحين . وكذلك أن تُلغى الأقدام ويؤتى بدلها ببطنٍ أملس . وكذلك أن يٌلغى عضوٌ مذكـــــر ويؤتى بدله بعضوٍ مؤنث . فإن هذه العملية ليست عملية صدفة عمياء . فالعضو المذكر له توابع تُســــهم فى إنتاج الحيوانات المنوية ، والعضو المؤنث له توابع تُســـهم فى إنتاج البويضات . إذن نشـــوء العضو المذكـــر ومخالفـــــته للعضو المؤنث لا يأتى بالصــــدفة مطلقا بل يأتى كعمــــلٍ مقصود . ويُقصد به تخصيبٌ ينتج عنه كائنٌ جديد . والصــدفة مســـــتبعدةٌ عن هــذا نهـــائيا .
والآية الثانية تحكى عن الشمس والقمر والليل والنهار . الشمس نجمٌ عملاقٌ ضخمٌ جدا تبعد الكواكب عنه ملايين الأميال ، فلماذا اختارت الصدفة كوكبنا هذا الملائم جدا للحياة ووضعته على البعد الملائم من الشمس ؟ وملاءمة كوكبنا تتمثل فى حجـــمه وجاذبيته ومحيطاته وبحاره والغازات فى فضائه وتربته ودرجات حرارته ومعادنه ، وبعده عن القمــــر وســــائر النجــــوم ... إلخ إلخ . ولا ننسى ملاءمة ضــوء الشمس مع أوراق النباتات ودوره الفاعـــل فى نمـوّها وازدهارها .
فالآيتان العظيمتان تُبطلان عمل الصـــدفة وتُلغيانه إلغاءا تاما .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 01-24-2020 في 09:22 PM.
وســــخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار
[ 33 - ســـورة إبراهيم ]
===================================
آيتان عظــــيمتان . لا مجــــال لأى صــــدفة أن تلـــــعب دورا فيهما . لو افترضـــنا جدلا أن يكــــون حدثٌ ما قد وقــــع مصــــادفةً فى هذا الكون ، كتكــّــون الأميبا مثلا ، ودبّ الحياة فيها - افتراضا - ، ثم انقســـامها إلى قسـمين ، وكنشـــوء الفيروســـات وحيدة الخلية بشـــتى أنواعها .. إلخ فإن حتى افتراض وضــــع الصـــدفة سيصطدم بحاجز الآيتين المذكـــورتين أعلاه ويتلاشــــى ويبطـــل . الصدفـــة قد تكبّر حجـــم العضــو أو تصغــــّــره بما يتلاءم والظـــــروف الجديدة . ولكنهــا لا تأتى بعضوٍ جديدٍ مغاير . أن يتغير جهـــاز كامل فى الكائن الحى لا يأتى من الصـــدفة . وإلا فالصدفة عاقلة . أن تُلغى الرئة ويؤتى بدلها بالخياشـــيم ، أمرٌ محيّر . وكذلك أن تُلغى اليدان ويؤتى بدلها بجناحين . وكذلك أن تُلغى الأقدام ويؤتى بدلها ببطنٍ أملس . وكذلك أن يٌلغى عضوٌ مذكـــــر ويؤتى بدله بعضوٍ مؤنث . فإن هذه العملية ليست عملية صدفة عمياء . فالعضو المذكر له توابع تُســــهم فى إنتاج الحيوانات المنوية ، والعضو المؤنث له توابع تُســـهم فى إنتاج البويضات . إذن نشـــوء العضو المذكـــر ومخالفـــــته للعضو المؤنث لا يأتى بالصــــدفة مطلقا بل يأتى كعمــــلٍ مقصود . ويُقصد به تخصيبٌ ينتج عنه كائنٌ جديد . والصــدفة مســـــتبعدةٌ عن هــذا نهـــائيا .
والآية الثانية تحكى عن الشمس والقمر والليل والنهار . الشمس نجمٌ عملاقٌ ضخمٌ جدا تبعد الكواكب عنه ملايين الأميال ، فلماذا اختارت الصدفة كوكبنا هذا الملائم جدا للحياة ووضعته على البعد الملائم من الشمس ؟ وملاءمة كوكبنا تتمثل فى حجـــمه وجاذبيته ومحيطاته وبحاره والغازات فى فضائه وتربته ودرجات حرارته ومعادنه ، وبعده عن القمــــر وســــائر النجــــوم ... إلخ إلخ . ولا ننسى ملاءمة ضــوء الشمس مع أوراق النباتات ودوره الفاعـــل فى نمـوّها وازدهارها .
فالآيتان العظيمتان تُبطلان عمل الصـــدفة وتُلغيانه إلغاءا تاما .
----------------------------------------------------------------- الصـــــلاة عمـــــاد الدين
إنهــــا قضـــية لا وســــط فيها . إما أن تكــــون هذه الدنيـا هى الدنيا الوحــــيدة ، الأزلية والأبـــــدية ، وإما أن يكــــون ما جاء به خاتم الرســـل صحـــيح . فلنأخذ الاحتمالين :
الاحتمال الأول يؤيده كثير من العلماء والفلاســـفة ، الغربيون منهم والشرقيون . وفى عصرنا هذا صار معظم العامـــة يؤيدونه ويعتقدون بأن الدنيا إن هى إلا طبيعة قائمة منذ مليارات السنين ، ولن تنتهى يوما . قد ينتهى الجنس البشرى فيها ، ولكن ستظل الطبيعة على ما هى عليه . كثيرون جدا من الناس يقولون بهذا القول وماضون فى حياتهم . ولكن هنالك أيضا ثلة من الناس - وإن كانوا أقل كثيرا من الفئة الأولى - تؤمن إيمانا جازما بما جاء به الرسل ، وخصوصا بالقرآن وبرســــالة خاتم الأنبياء محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . واحتد الجدل بين الناس إلى درجة أن بعضـــهم ســــئموا من الجدل ، ويتصرفون كلٌ حســـب رأيه الشـــــخصى " لكــــم دينكـــم ولى دين " .
ولكـــن من يؤمن بالله وبرســـوله مطالبٌ بعد الإيمان بركــــنٍ أسـاسىٍ هو عمـــــاد الدين . نريد أن نبحــــث فى هـــذا الركــــن لنقف على حقــــيقته وأهمـــــيته فهو فعــــلا الشــــعيرة التى إن أتقـــنتها فزت بها فى الدار الآخــــرة حتى ولو قصـــرت فى الأركان الباقـــــية . غنى عن القول بأن الشـــهادتين جـــزء لا يتجـــزأ من الصلاة . وفى القرآن " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " . أي أننا عندما يجئ وقت الصلاة نترك ما في يدنا ، مهمــــا كان هـــاما لدينــــا ، ونؤدى الصلاة .
فى الواقع يا إخواننا الصلاة فى حقيقتها هى الاعتراف الفعلى بخالق الكـــــون . الناس قســـمان : قســمٌ مقرٌ بخالق الكون ، وقسمٌ غير مقر . والصلاة لا تكلف الإنســـان إلا قليلا من وقته ولكنها لا تسقط عنه . ولذلك يظل المؤمن مرتبطا بربه طيلـــة حياته . الدافــع الحقيقى لأداء الصـــلاة هو الإيمــــان التــــام بوجـــود الخالق وأنه مهـــيمنٌ علينا ورقــــيبٌ على أعمــــالنا . كــــثيرون من الناس لا يقربون الصلاة لأنهم أســاسا لا يؤمنون بالله ، ويظــنون بأن هذه الحياة نتجت مصــــادفةً من الطبيعـــــة .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 01-26-2020 في 10:29 PM.
بمــاذا تحدثك نفســـك وأنت تتجـــول فى هـــذا الوادى ؟ وأمامك هـــذه السلســة من الجبال الشــــاهقة ذات الثلوج البيضــــاء على قمم جبالها وبجانبك هــذا الوادى الفخــــيم ذو البحـــيرة الزرقـــاء الهــــادئة ؟ يجب ، كإنســـانٍ من ذوى الألــــــباب ، أن يســـرح عقلك ويتوه بوادى الظــــنون خيــــالك . البهــــيمة فقط هى من لا تحس بشيئ فى هذا الوادى سـوى تلك الأعشــاب المتناثرة والمـــاء فى البحـــيرة . أما الإنســـان فلا بد أن يجول بخاطـــره الســـؤال : متى قامت هذه الجبال بهــذا الشـــكل ، وهذا الســهل وهــذه البحـــيرة وهذه الأرض بطبقـــاتها على هــذا المكان ؟ لا بد من زمـــنٍ معين أُنشــئت فيه هــذه الأشياء . وأتى على هــذا المكـــان قبل ذلك حينٌ من الدهـــر لم يكــــن شــيئا مذكـــورا . أي أنه كان فراغا وعدما . حســـنا ، ومن كان هنا لنســـأله هل شـــاهد الصـــانع الذى بنى هذه المعـــالم ؟ وكيف كان يبنيها ؟ ومن أين كان يُحضـــر المادة الخـــام لبنائها ؟ وهل كان يُنجزها منفردا أم كان له عضــدٌ يعينه ؟ لا يقول قائلٌ منكم : ( هذه أشياء موجودة من الطبيعـــة ) . فعقلى لا يقبل هـــراءً كهـــذا ، ولا شيئ يوجــده إلا موجِد . وليفيدنا الشـــاهد - إن كان هنالك شاهد - كيف صنع كل ما تراه أعيننا من عجائب ، وهل مســه من لغـــوب إثر إنجــازه لهـــذه المعجـــزات ؟ وأنظـــــر لا أرى شـــاهدا يجيبنى على أســـئلتى ، فالصــانع وحــده كان الشــاهد والبانى والموجـــد والبارئ ، ولم يكـــن هنالك أحدٌ غيره .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 01-28-2020 في 11:05 PM.
ما أقصر الحياة فى هذه الدنيا ! استعرضت من كانوا معنا بالأمس فتذكرت جداتى الحنونات وخيلانى وأعمامى و خالاتى العزيزات ورجال محترمين فى قريتنا كنت أكن لهم التقدير والتجلة . كلهم رحلوا واختفوا عن هذا العالم ، ولم يبق منهم أحد . هذا الموقف - رغم أنه لأناس صالحين - يذكرنى بالآية القرآنية " هل تحس منهم من أحدٍ أو تسمع لهم ركزا " . وأتأمل فى ذاكرتى وجوها لأشخاص ( رحمهم الله ) ، منهم الكبير والصغير ، والشقى والسعيد ، والخلوق والقاسى ، والغنى والفقير .. إلخ وهذا الموقف يذكرنى بمقولة أمير الشعراء أحمد شوقى :
هل ترى كالتراب أحسن عدلا
وقياما على حقوق العباد
نزل الأقوياء فيه على الضعْـ
فى وحل الملوك بالزهاد
وهؤلاء الأشخاص لا زالوا يعيشون فى خيالى أنا ، ولكن ملايينا غيرهم سبقوهم . أين ذهبوا ؟ وتحضرنى هنا مقولة الأعرابى فى الجاهلية : مالى أرى الناس يذهبون ولا يرجعون ، أرضوا بالمُقام فأقاموا أم تُركوا هناك فناموا .
وفى القرآن آيةٌ تقول " ربنا إنك جامع الناس ليومِ لا ريب فيه إن الله لا يُخلف الميعاد " . ســـبحان الله ، بعد هذه الذكريات يعدنا المولى بجمعنا تارة ً أخرى وفى ذلك العجب العجاب .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-06-2020 في 03:28 PM.
المجاز في القرآن الكريم
عندما أتأمل الآية : " فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا " { 17 - سورة المزمل } يجول بخاطرى السؤال : وهل سيكون هنالك ولدانٌ فى يوم البعث ؟ ولكننى تذكرت أن القرآن إنما نزل على المؤمنين بلغة العرب . وهى لغة قوامها البديع والتشبيه والمجاز والاستعارة والكناية والتورية والطباق والجناس .. إلخ فكرت فى الآية بطريقة تلائم لغة أقوام نشأوا على أساليبهم الخاصة فى الكلام . لأن الولدان والمشيب حقيقة واقعة فى الدنيا . فالضغوط النفسية الهائلة والفزع تجعل الصبى يشيب ، وهذه حقيقة علمية . والقرآن يقول " فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا " أي يوما مثله يجعل الولدان شيبا . والفعل ( يجعل ) مضارع ، أي أنه يُستخدم للفعل المتكرر دائما سواءً فى الماضى أو اليوم أو فى المستقبل ، مثل [ الماء يتجمد عند صفر درجة مئوية ] . فمثل هذا اليوم من شأنه أن يجعل الولدان شيبا ، كحقيقة عامة ، وليست خاصة باليوم الذى ورد وصفه فى الآية .
---------------------------------------------------------------------------
وحدة الخلق
من يزعمون أن الحياة نتجت من التطور يغفلون عن الوحدة فى الكائنات الحية . لو افترضنا جدلا أن التطور هو الآلية الصانعة للأحياء لكانت عرضة للخطأ . بمعنى أنها تصنع مرةً حيوانا ذا عينين وأذنين ويدين وقدمين .. إلخ . ولكن هذه الآلية غير ملزمة باتباع نفس النهج فى المرات الأخرى . فقد تصنع ثلاثة عيون وثلاثة أقدام وذيلين فى المرة التالية وقد تصنع رئة واحدة وكبدين وقلبين بجوار بعضها الآخر . ولكن الواقع أن هذه الآلية لا تخطئ . فى جميع أركان العالم تجد الإنسان هو الإنسان نفسه بقدميه ويديه وعنقه وأذنيه وصدره وظهره والحيوان هو نفس الحيوان بذيله ومخالبه وعاداته والطير هو نفس الطير والحشرة هى نفس الحشرة . لا يُعقل أن آلية صماء تعمل بالصدفة والعشوائية فى معظم الأحيان أن تلتزم بالدقة والصواب والعقلانية والسببية فى كل لحظة فى كل أركان العالم . وحدة الخلق هى المظهر الأكبر لوحدة الخالق .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-08-2020 في 07:58 AM.
أنا أؤمن إيمانا جازما بالتطــور . "وقد خلقــكم أطوارا " . " ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْـــفَةَ عَلَقَـــةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَــةَ مُضْــغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَــامَ لَحْــمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْــقًا آخَرَ " كل نوع من الكائنات الحية نشـــأ تدريجيا بالتطور حتى بلغ كائنا حيا كاملا . من منا لم يكـــن طفـــلا رضــــيعا ؟ معتمــــدا على الرضـــاعة من أمه . ليس فقــط الرضاعة ، بل التدرج فى عقلك فى فهــــم ما يحـــيط بك . وكذلك الجنين فى بطـــن أمه يتطـــور ليتدرج على مواجهـــة مصاعب ومشقة الحياة . " إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا " هل فكـــرت مليا فى كلمــــة ( نبتليه ) . إن معانيها كبيرة عظـــيمة . إن القرآن هو أول من تحدث بعمــــقٍ عن التطـــور وليس دارون ولا غيره من علماء الغرب . ولكــن يبقى الســـؤال الأهم فى هذه الحلــــقة . إلى متى ســـنظل نقول ( الجنين نتج من الأب والأم ) .. وممن نتج الأب والأم ؟ ستقول من أبٍ وأم . فإلى متى سيســـتمر هذا التسلســل فى نفس الســــؤال ونفس الجـــواب ؟ لا نهــــاية لهذا التسلسل ما لم تنهيه حقيقة واحدة . وهى أن البدء فى الخلـــق كان بأب وأم جاهـــــزين بالغـــين مكتملــــين . وهذه الحقيقة تنســـحب على كل الكائنات الحية وليس الإنســــان فحســــب .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-11-2020 في 10:43 AM.
غبـــــاء الملحـــــد
عندما يرى المنكــــر لوجـــــود الله نجمـــــا واحـــــدا فى الســــــماء قد يتردد هنيهــــــةً فى كيفــــــــية وجــــــوده . وعندما يقـــــول له المؤمـــــــن بأنه لابد لـذلـــــــــك النجم من صــــــانعٍ صنعـــــه وأتقــــــنه ووضعــــــه فى ذلك المكـــــان ، وصـــــــنع حولـــــــه كواكـــــب عديدة تدور حولــــــه على أبعـــــاد مختلفــــــــة يفكـــــر المنكــــــر ويدبر ، وقتل كيف دبر ثم نظـــــر ثم عبس وبســـــر ، فيقـــــول إن هـــــذا إلا سحــــــرٌ يؤثر .فيســـــتكبر ولا يصــــــدق . وعندما يرى الملايين من هـــــذه الأنجم والملايين من الكواكــــــب ، تأخذه العـــــــــزة بالإثم فيظـــــــن أن ذلك الصـــــــانع لا يمكــــــن أن يصــــــــنع هذا العــــــدد الهـــــــائل من الأجرام الســـــماوية . قد يصــــــنع جرما واحـــــدا ولكنه لا يمكـــــن أن يصـــــــنع مليارا من الأجرام . لأنه ســــــيتعب فى صـــــــنع ســـــبعة أو ثمـــــانية أجــــــرام فكــــــيف له صــــــنع الملايين بل الملــــــيارات ؟ هــــــذا تفكـــــير الملحـــــد باللـــــه فانظـــــــروا إلى الغـــــــباء المســــــتفحل . فالملحــــــد يتوهــــــم أن الصــــــانع مخلـــــــوقٌ ، مثلـــــــه مثل نجــــــــارٍ ماهـــــــرٍ أو حــــــــدادٍ متمرسٍ أو صــــــــناعىٍّ خبيرٍ ، فإنه قطـــــعا ســــيعانى من نقصٍ فى المواد الخـــــــام وضــــــيقٍ فى الزمـــــــن وإرهـــــاقٍ فى تفكــــــيره وإعياءٍ فى عضـــــلات جســـــمه وســـــــاعديه وصــــــداعٍ فى رأســــــه..وهلـــــــم جرا . فصــــــنع المليارت من الكواكـــــــب المختلـــــــفة الأحجـــــــام وحســــــاب جاذبيتها ومداراتها وســـــرعة دورانهــــــا حول شموســـــــها ليس بالأمر اليســـــــير .
-----------------------------------------------
تعريف كلمــــــــــــــــة " العـــــــــــــدم "
العدم هو اللا - شـــيئ . وإذا فكــــرت فى اللا شيئ فإنك تفكــــر فى شـــيئٍ يشــــــبه فراغــــا تامــــــا بلا لـــــــــونٍ ولا طــــــــعمٍ ولا رائحــــــــةٍ ولا صـــــــوتٍ ولا ضــــــوء ولا حركـــــــةٍ ولا أي شــــــيئٍ مطلقـــــا . وأقــــــرب شيئٍ نشـــــــبهه به هو وقت نزول رواد الفضـــــاء من مركبتهم على ســــــطح القمـــــــر فى عــــام 1969 . فقد كان كل ما عدا ملامســــة أقدامهم لأرضية القمر عدمـــا تاما . إذن يا خوانا لا تعريف لكلمـــــة العدم ســــــوى أن تقـــــول إنه اللا-شـيئ . إياك أن تصـــــفه بأنه الظــــــلام فالظلام شيئ . ولا تصـــــفه بالفـــــراغ فالفراغ مكانٌ بلا هــــــواء .
رأيى الشــــــخصى البحت هو أنه لا يوجـــــد عدم لأن اللــــــه قــــــديمٌ لا ســـــابق له فكـــــيف يكـــــون هنالك عدم ؟ الســـــــر فى أنى لا أســـــتطيع تخيل العدم فى عقــــــلى هو وجـــــود اللـــــــه فى أية منطـــــــقة يصلـــــــها خيالــــــــك . وصدق الحديث : كان الله ولم يكن شيئ قبله .
------------------------------------------------
تأملات فى الآيات
" وأما من خاف مقـــام ربه ونهــــى النفس عن الهـــــوى . فإن الجنة هى المأوى "
عندما أتأمــــل هــــذه الآية أتذكر مواقــــف معينة . فأحيانا كانت ترمينى الصـــــدف فى أماكــــن أجد نفســــى فيها مع غــــادة صـــــبية فاتنــــــةٍ مغــــــرية .
أو أمام منزل عاهـــــرة حســــــناء فتحدثنى النفس الأمــــــارة بالســـــوء بفعل ما تهـــــــوى النفس . هذا مثال . قس عليه وجود نفســــــى فى مكان فيه خمــــــرٌ معتق باردٌ لذيذ .. أو ما شـــــابه ذلك . هنا وفى مثل هذه المواطـــــن يجب تذكــــــر هذه الآية فأزجـــــر نفســــى عن الهــــــــوى فأكـــــــون أهــلا لتكــــــون الجنة مثواى . نعم إن هـــــذه أشـــــياء لذيذة جدا ومتع يتوق لها النفس . ولكـــــن ثمــــــن الامتناع عنهــــــا ثمن مجزٍ جدا وأكثر من مجزٍ بملايين المرات .لا مقـــــارنة أبدا بينهمـــــا . والفرق كبيرٌ جدا بين فعل الفاحشـــــة مع تلك الغادة وبين الانصياع لصوت العقــــل والرشـــد وعــــدم الاقتراب من الفاحشــــة . ففى الحالة الأولى سأصاب بالندم وتقريع النفس وربما نتائج وخيمة أندم عليها مدى الحياة . وفى الحالة الثانية سأفوز برضى النفس وراحة البال وربما يكافئنى الله بأشياء لم تكن فى الحســــبان .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-15-2020 في 03:45 PM.
توازن الكون يعتمد على أربع قوى :
1- قوة الجاذبية :
بفضل هذه الجاذبية يدور القمر حول الأرض . وتدور الأرض حول نفسها . وتدور الأرض والقمر والكواكب حول الشمس . وتدور المجموعة الشمسية بكاملها حول مركز مجرة درب التبانة . وكل مجرة فى الكون فى حركة مستمرة وتوازن مطلق . ولو انعدمت الجاذبية لتشتت الكواكب والنجوم والمجرات بغير نظام .
2 - القوة الكهرومغناطيسية :
وهى القوة التى تمسك بالذرات التى تتكون منها العناصر الطبيعية . وهى التى تمسك بين ذرتى الهايدروجين وذرة الأوكسجين ، ومنها يتألف الماء ، وهى التى تعطى للأشياء شكلها ، وتعدادها ، ونوعيتها ، وجمالها .
3 - القوة النووية القوية :
وهى القوة التى تمسك بجزيئات النوات فى الذرة ، وهى البروتون ، والنيوترون وهى القوة الأقوى . فمبدأ القنبلة النووية قائم على تحديد هذه القوة .
4 - القوة النووية الضعيفة :
وهى تنظم عملية تحويل وتفتيت الجزيئات فى الذرة فتسبب موت
المادة .
وهذه القوى الأربعة غير مرئية .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-18-2020 في 06:58 PM.
أنا أعبر عن وجهــة نظــرى ، ولا علىّ برأى الآخــرين . أولا الأمة والعبد مصطلحات نشأت بعامل الاقتصاد وليس من لون الناس . كان هنالك من يعجز عن كسب رزقه لأى سببٍ من الأسباب فلا يجد عملا ولا من يعوله فيضطر إلى القبول بمهنة خادم للموسرين فيجد بذلك اللقمة التي تسد رمقه . سواءٌ في ذلك إن كان أبيض البشرة أو أسمرا أو أسودا . وخدمة الموسر عملٌ فى حد ذاته يستحق الأجر مثله مثل أى عملٍ آخر . بيد أن الناس درجوا على تسمية الخادم عبدا والمخدوم سيدا له . كان ذلك فى الماضى ، وإذا كان الخادم أنثى أطلقوا عليها لقب " أمة " . هذا كان بشكل عام . ثم انطبقت هذه الصفة على أسرى الحرب . وكان الفرق بينهما أن الخادم المتخذ لتلك المهنة كمهنة مأجورٌ رسميا ، والخادم أسير الحرب يخدم سيده مقابل إعالته من إيواءٍ ومأكل ومشرب وملبس وعلاج .. إلخ . وتكون السبية - إضافة إلى الخدمة - ملك يمين حسب الشرع الإسلامى فإذا ما أنجبت ولدا من سيدها أعتقها وصارت " أم الولد " . وتصبح بعدها امرأة عادية وليست سبية بعد . هذه الظواهر الاجتماعية كانت موجودة عند المسلمين فى الماضى ، أى فى زمن نشر الإسلام بين الأمم . ولكنها انتهت الآن بعد تقدم الزمن وتغير أحوال العالم . فقد انتشر الإسلام إلى درجة يعرفه كل البشر فى أرجاء المعمورة ، ولا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى . وكتاب الله متوفر فى أى بقعة فى الكرة الأرضية إما باللغة العربية أو معانيه مترجمة للغة أهل تلك البقعة .
هـذه فى الواقع أمورٌ يخضع لها الناس وليس لهم ذنبٌ جنوْه ، أما ألوان البشر فلا علاقة لها بمعادنهم وأخلاقياتهم وخصـالهم . رأيى الخاص شخصيا أن المرأة الحسناء السمراء تجذبنى أكثر من المرأة الحسناء البيضاء . ولا فرق عندى بين شابٍ أبيض وشابٍ أسود ، بل إذا كان الشاب الأسود حسن الطباع مثقفا وحسن الأخلاق أكثر من الأبيض فمن الطبيعى جدا أن أفضّله عليه ، ولا دخل للّون هنا بتاتا . ( وللحديث تتمة فى يومٍ آخر )
------------------------------------------------------------------------
يقول المثل السودانى الشعبى : [ إن خلاك الموت ما يخليك الكُبُر ] . وهو مثلٌ صادق طبعا . فالذى يعمّر طويلا سرعان ما يصاب بالعجز والشيخوخة . وفى رأيى أن العجز في أواخر العمر فيه حكمةٌ كبرى من الله تعالى . كثيرون من الشيوخ كبار السن يستغلون هذه الحقبة الأخيرة من أعمارهم الاستغلال الأمثل فتجدهم يُكثرون من الصلاة والتسبيح والاستغفار وعمارة المساجد . والعاقل من علمه الكبر الحكمة ، وما فائدة العمر الطويل إن لم يعلّم صاحبه الحكمة ؟ كيف لا يفكر الإنسان خلال ستين أو سبعين عاما عن الهدف من وجوده فى الحياة ؟ حتى وإن كان ملحدا - بمعنى الكلمة - طيلة أيام شبابه فالسنون كفيلة بتعليمه والتجارب كافية جدا أن تعطيه دروسا فى الحياة . حمارٌ من يظل حتى يصير عجوزا يتوكأ على عصا وهو لا يزال يفكر فى مباهج الحياة وزخرفها ولم يعرف أنها ليست الحياة الوحيدة ، بل لا بد أن تكون هنالك حياة أخرى وبعث وحساب .. إلخ .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 02-21-2020 في 03:26 PM.