اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق العوفير الاخطل برعت في المدح والهجاء ووصف الخمرة، واتهمك النقاد بالإغارة على معاني من سبقك من الشعراء والخشونة والألتواء في الشعر والتكلّف أحيانا وكنت في نظرهم شاعر غير مطبوع بخلاف جرير، ولكنك كنت واسع الثقافة اللغوية وأحسنت استغلالها. كنت تتخلق بأخلاق البدو وتلبس أزياءهم حتى في البلاط الأموي وتنفر من المدينة وتحن إلى الصحراء وكنت متعلقاً بأسرتك . و رغم انك كنت مسرفاً في الشراب مرحاً، بارعاً في التهكم والهجاء كنت ايضا عفيفاً تبتعد عن التبذل في القول وتحافظ على عفة اللسان مع سلاطته جمعت شخصيتك صفات متفاوتة فقد قرنت الإقدام والجرأة إلى الدهاء والاطلاع الواسع وكان قومك يأخذون برأيك وكثيراً ما شفعت لأفراد منهم لدى الخليفة إلى جانب هذا كنت تخضع للرؤساء الروحيين لدينك خضوع الطفل كما خضعت للأمويين ولم تكن تعبأ بما تلقاه من سخط الناقمين عليك. تناولت جميع الأغراض الشعرية المعروفة وكنت تنظم شعرك في الإطار التقليدي للشعر العربي الخالص المتوارث عن الجاهليين و قد تفوقت في المديح وارتقيت به من المديح الفردي الذي عرف في الجاهلية إلى الشعر السياسي ا لذي سخرته لخدمة الخلافة الأموية وتأييدها والتنديد بخصومها و تفوقت بالموضوعات الخمرية كما برعت في وصف الطبيعة التي أحببتها فوصفت الفرات والفلوات والحمر الوحشية والأراقم أما الفن الذي قصرت فيه فهو الرثاء. امتاز شعرك بالجزالة وطول النفس وسلامة التعبير وحسن السبك وكانت تحرص على تهذيب شعرك وتنقيحه لم تكن شيئا يذكر إلا بعد اتصالك بالبيت الأموي في دمشق وقد استعان بك يزيد بن معاوية في هجاء الأنصار ليرد على تشبيب عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري برملة بنت معاوية أخت يزيد فهجوتهم بأبيات هجاء موجعاً ومنها قولك: ذهبــــت قريش بالمكـــــارم والعلا **** واللـــؤم تحت عمائـــم الأنصـــــار وثار الأنصار لهجاءك إياهم وشكاك سيدهم النعمان بن بشير إلى معاوية، فوعدهم بقطع لسانك ولكن يزيد حال دون ذلك وأصبحت بعدئذ نديماً له تحضر مجالس لهوه وشرابه وتنشده أماديحه ولما مات يزيد رثيته بقصيدة هي المرثية الوحيدة في ديوانك. كنت تستغل مدائحك في نصرة قومك بني تغلب وتحريض بني أمية على القيسية أعداء قومك وقلت في ذلك شعراً كثيراً، منه قولك: بـــني أميــــة إنــي نــــاصح لكـــم *** فــــلا يبتــــنّ فيكـــــم آمنـــاً زفــــرُ كانت لك منزلة تاريخية إضافة إلى منزلتك الأدبية فقد كنت بسبب اتصالك بالبلاط الأموي وانقطاعك إلى الأمراء والخلفاء واشتراكك الفعلي في الأيام والمعارك التي خاضتها قبيلتك تمثل الواقع السياسي للحكم الأموي وتناحر الأحزاب واشتداد العصبية القبلية حتى عُدّ شعرك سجلاً حياً للعصر الأموي وفي عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بقيت مناصراً للأمويين مادحاً للخليفة ولكن خصومك استطاعوا أن ينالوا منك لدى الخليفة الذي كان أكثر تديناً من أبيه واتصافاً بالتقوى وأقل رغبة في الشعر والأدب وغدا نفوذك ضئيلاً وكلامك غير مسموع مما اضطرك إلى الابتعاد عن البلاط خوفاً من دسائس الوشاة. ........................... سيدتي الفاضلة شروق لو كنتِ مكاني لفعلتِ كما فعلت لا تنسي أنني كنت من الأقليات الدينية في الدولة الإسلامية ............. تحية عبقة بالفل والياسمين
نحنُ يا سيدتي ندّانِ... لا ينفصلان https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/