الموضوع: صدى الذكريات
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-01-2010, 08:39 AM   رقم المشاركة : 10
شاعر
 
الصورة الرمزية د. جمال مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د. جمال مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: صدى الذكريات

ألا أبتـي أناجـي فيـكَ قلـبـاً
لعلـي فيـه أحيَـا بعـدَ طمـس
فصوتكَ من ظلام المـوت يأتـيِ
كأنكَ لـي غمـامٌ فـوق رأسـي
وطيفكَ لـم يـزل نبعـاً فيـروي
غُصيناتي بذكركَ صِنوَ إرس ِ
:
:
آآآآه يا عطاف
سامحك الله .. أبكيتني بهذه القصيدة التي ذكرتني بوالدي رحمه الله الذي توفي قبل ثلاثة أعوام فرثيته بقصيدتي المشهورة ( اليوم الثالث للحزن ) .. من يومها و رغم أنه لم يغب عن بالي لحظة واحدة لم يستطع قلمي أن يخط حرفاً آخر و لهذا فلقد وجدت ضالتي في هذه السينية الرائعة الصادقة التي كتبها قلب مفعم بحب الوالدين و مسلّم بقضاء الله و قدره
بارك الله فيك أختي الكريمة عطاف
و جمعك بمن أحببت على خير في الدنيا و الآخرة



اليوم الثالث للحزن


ألو .. هل تُجِيبُ النِّدا يَا حَبِيبِي=أَتَسمَعُ صَوتِي ، و جَمرَ نَحِيبِي ؟
أَتَسمَعُ نَبضِـي و تَنـأَىَ بَعِيـداً=و قَد كُنتَ بَهجَةَ صُبحِ الغَرِيبِ ؟
لِمَ اليومَ أَعرَضتَ عَنِّي ، و أُذْنِي=تَتُوقُ لصوتِكَ يُطفِـي لَهِيبِـي ؟
و كُنتُ إذا مـا بَثَثتُـكَ حُزنِـي=تقـولُ فِـداكَ العُيـونُ حَبِيبِـي
و تُهرَعُ للصَّـوتِ قَبـلَ النِّـداءِ=و قبـلَ أقـول ألا مِـن مُجِيـبِ
أحقـاً رَحلـتَ كَمَـا يـدَّعُـونَ=و شَمسُكَ قد آَذَنَت بِالمَغِيـبِ ؟
فَمَن ذا سَيُشرِقُ لِي كُـلَّ صُبـحٍ=و مَن ذا سَيَصدَحُ كَالعَندَلِيـبِ ؟
و مَن ذا سَيَسكُبُ فِي مِسمَعَـيَّ=أَرِيجَ الصَّباحِ و سِحرَ الطُّيوبِ ؟
و مَن ذا سَيَأخُذُنِي فِي الحَنَايَـا=يُخَفِّفُ أَعبَـاءَ يَـومٍ عَصِيـبِ ؟
يَقُولُـونَ ضَمَّـكَ قَبـرٌ صَغيـرٌ=و قد كُنتَ نَسرَ الفَضَاءِ الرَّحِيبِ
جَنَاحَـاكَ مِثـلُ جَنَاحَيـهِ مُـدَّا=بِخَيرٍ عَلَى الأُفْقِ رَغمَ المَشِيـبِ
و سَاقَاكَ نَهـرا لُجَيـنٍ أُرِيقَـا=عَطاءً و جُـوداً بِكُـلِّ الـدُّرُوبِ
يَمِينُـكَ بَيضَـاءُ تُـورِقُ فُــلاًّ=و يُسرَاكَ تَقطُرُ عَـذبَ الحَلِيـبِ
و وَجهُكَ مِثلُ نُصُـوعِ المَرَايَـا=و قَلبُكَ غَـضٌّ كَعُشـبٍ رَطِيـبِ
أَبِي : كيفَ أَرثِيكَ يا نَبضَ قَلبِي=أَيَا لَيـتَ تَفدِيـكَ كُـلُّ القُلُـوبِ
أَيَـا لَيـتَ أَنِّـي قُبِـرتُ فِـداءً=لِمَن كَانَ عِندَ السَّقـامِ طَبِيبِـي
و مَن أَطعَمَتْنِـي يَـدَاهُ الحَنَـانَ=و مَن دَاعَبَتْنِي بِحُـبٍّ عَجِيـبِ
عَجِبتُ لِطَـودٍ يُصَـارِعُ مَوتـاً=فَلَم يَشكُ مِن عِلَّـةٍ أو شُحُـوبِ
فَلَمَّـا أَتَـى أَمـرُ رَبٍّ قَـدِيـرٍ=أَنَـاخَ الرِّكَـابَ بِقَلـبٍ مُنِيـبِ
و أَعجَبُ مِن بَيتِنَـا لـو أَعُـودُ=و يَسأَلُنِي صَمتُهُ عَـن حَبِيبِـي
و يَنظُرُ لي بَابُـهُ فِـي ذُهُـولٍ=كَنَظـرَةِ طِفـلٍ يَتِيـمٍ كَئِـيـبِ
يَقُولُ مَضَى مَن تَحَـرَّقَ شَوقـاً=لِلُقيا البَعيـدِ و لُقيـا القَرِيـبِ
و لـم يُغْلِقنِّـي إذا جَـنَّ ليـلٌ=أو افتَرَّ صُبـحٌ بِوَجـهِ الغَرِيـبِ
سَيَشتَاطُ عُكَّازُك الغـضُّ غيظـاً=و يَبكِيكَ في جَيئَـةٍ أو ذُهُـوبِ
و رُكنٍ تَرَكـتَ لَـهُ الذِّكرَيَـاتِ=سَيَذكُـرُ وِردَكَ وقـتَ الغـرُوبِ
و مَكتَبـةٍ كَـانَ نَبضُـكَ فِيهَـا=تَنُوءُ بِكُتْـبِ الفِـرَاقِ الرَّهِيـبِ
فَمَن ذا سَيَمسَحُ عَنهَـا الغُبَـارَ=إذا مـا تَرَاكَـمَ مِثـلَ الكَثِيـبِ
أبـي : إنَّ سَلـوَايَ أَنَّـكَ مِـتَّ=لتحيى هنـاكَ جِـوارَ الحَبِيـبِ
و أَنَّـكَ لَبَّيـتَ دَعـوَةَ رَبِّــي=بِقَلـبٍ نَـدِيٍّ و صَـدرٍ رَحِيـبِ
سَأَبكِيكَ أَبكِيكَ مَـا دُمـتُ حيـاً=و أَلقـاكَ أَلقـاكَ عَمَّـا قريـبِ
فيا رَبُّ كُـن بالحَبِيـبِ رحيمـاً=و يا جنَّةَ الخُلدِ سُكنـى فطِيبـي












التوقيع

البنفسج يرفض الذبول

د. جمال مرسي


قناديل الفكر والأدب


  رد مع اقتباس