{ نبدأ صباحنا أو مساءَنا بآية كريمة أو حديث مع ضوء وتفسير}

( (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنّ الله توابٌ رحيم)
جاءت هذه الآية بعد آية اللعان:
لولا أداة شرط تحتاج إلى جملة الشرط وجملة
جواب.جملة الشرط(لولا فضل الله عليكم ورحمته).أين جملة الجواب؟
جملة الجواب محذوفة والتقدير :لولا ذلك الحكم لحصل لكم من الفضيحة ،ومن الحرج مالا يحيط به الوصف .ولكنه (تعالى) شرع هذه
الأحكام سترا للزوجين .فإنّ قاذف زوجته بالزنى إذا لم يأتِ بأربعة شهداء فإنه يكون مخيّرا بين الملاعنة وإقامة الحد عليه.)

( (تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون).
اللفح:
الإحراق الشديد .يقال :فلان لفحته النار
إذا أحرقته .
الكلوح:
تقلّص الشفتين وتكشّف الأسنان لأنّ النار قد أحرقت الشفتين كما يُرى رأس الشاة
بعد شويها. )

( (أو الطفل الذي لم يظهروا على عورات النساء)
الطفل مفرد ، يظهروا جمع؟
أطلق الطفل لأنه يريد بهذا الجمع، لاشتراك الأطفال في غرائز متعددة ، فلا يكاد
يُلاحظ اختلافٌ بينهم ، فكأنهم طفلٌ واحد.
ومثلها(هل أتاك ضيف ابراهيم المكرمين).)

( * وعنده (مفاتح)الغيب
مفاتح:
جمع مفتح وهو الشيء الذي يُفتح (الخزائن)مثلا.والمقصود بالآية إحاطة علم الله
بكل شيء وأنه يعلم كل شيء .ولا تخفى عليه خافية.
مفاتيح:
جمع مفتاح.لايملكها إلّا هو عزّ وجل وما يعرفه الأنبياء مستثنى ( عالم الغيب فلا
يُظهر على غيبه أحدا*إلّا من ارتضى من رسول).)

( *كُتب عليكم القتال وهو (كُرهٌ ) لكم.)
الكُره:
من الداخل. أي أنكم أنفسكم تكرهونه.
*لايحل لكم أن ترثوا النساء كَرها.
الكَره:
من الخارج أي أنهن اُُكرهن على ذلك .)

( (أتُتركون فيما هنا آمنين*في جنات
وعيون*وزروعٍ ونخلٍ طلعها هضيم*.)
الكلام على لسان سيدنا صالح عليه السلام
في خطابه لقومه.
التقدير فيما هنا من الخيرات آمنين من الموت والعذاب.والاستفهام هنا إنكاري أي: اتظنون أنكم متروكون بدون حساب أو سؤال
من خالقكم وأنتم تتقلّبون في نِعمه من أنهار
وبساتين وزروع كثيرة متنوعه ؟إن كنتم كذلك
فأقلعوا عن هذا الظن،واعلموا أنكم وما بين أيديكم من نِعمٍ إلى زوال.وعليكم أن تخلصوا لخالقكم العبادة والشكر لكي يزيدكم من فضله.)

( *(وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا أضرب بعصاك الحجر (فانفجرت) منه اثنتا عشرة عينا.
*وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن أضرب بعصاك الحجر (فانبجست) منه اثنتا عشرة عينا) .
ورد في المعاجم أنّ مادة (فجر ) تدل على الفتح ومنه أُخذ الفجر لانفجار الظلمة عن الصبح.وكذلك انفجار الماء تفتحه وخروجه من محبسه ،ومنه الفجور:انبعاث المعاصي ،فكل مائل عن الحق فهو فاجر.
أما مادة (بجس) فتدل على الانشقاق قال
الخليل:انشقاق في قربة أوحجر أو أرض ينبع منه الماء ،فإن لم ينبع فليس بانبجاس.ثم توسعت العرب في الدلالة فقالت:رجلٌ منبجس
وباجس أي كثيرٌ خيره.
قال المفسرون :أنّ انبجس وانفجر بمعنى واحد وذكروا أنّ بعض الألفاظ يقوم بعضها مقام بعض وهذا مايعرف بالترادف .ويمكنك الاكتفاء بذلك إذا تعبت من القراءة .
وقال(ابن عطية): الانبجاس أخف من
الانفجار .وقال الآلوسي:الانبجاس أول خروج الماء والانفجار اتساعه وكثرتها. وقال آخرون:
أنّ الانفجار يكون في شيء قاسٍ كالصخر والحجر ،والانبجاس يكون في شيء لين كالأرض الرخوة .
وذكر بعض أهل العلم وجها بلاغيا فقال :
لما كان طلب السقيا من بني اسرائيل في سورة الأعراف ناسبه الإتيان بلفظ يدل على ابتداء
خروج الماء فجاء جواب الطلب (فانبجس).
ولما كلب السقيا في سورة البقرة من موسى عليه السلام غايةً طلبهم قال إجابةً لطلبه(فانفجرت) الدّال على الكثرة والاتساع.)