أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها
بقلم مصطفى معروفي
ـــــــــــ
لقد اهتم العرب بالشعر ـ باعتباره ديوانهم ـ اهتماما بالغا،فعرفوه ووضعوا له القواعد وأحاطوه بترسانة من القوانين حتى يبقى محفوظا وحتى لا يتطفل عليه الأدعياء والمتطفلون وأشباه الشعراء ،فكانوا أن وضعوا الشاعر الحقيقي في المراتب العليا،فحظي عندهم بالتقدير والاحترام ،فهم يسمعون كلامه ويأخذونه على محمل الجد،ويعطونه الجوائز السنية ويدفعون عنه الحاجة ويكفونه مغبة الفقر والعوز حتى يبقى لسانهم الذي به ينطقون ويبقى المنافح عنهم أمام الخصوم بذكر أمجادهم ومناقبهم وأنسابهم وتخليد مآثرهم بين الأقوام الأخرى.
واهتمام العرب بالشعر نابع من حرصهم على نقائه وصفائه ،ويتجلى ذلك في جملة ما يتجلى من اهتامهم به في العروض،إذ هم في هذا الشأن أولوا القافية اهتماما خاصا وواسعا،ولكَم يسعدني أن أتحدث هنا عن جانب من الجوانب التي تناولوها بالتعريف والتحديد في القافية ،ألا وهو أسماؤها،والأمر بالضبط يتعلق بما بين ساكنيها من حركات،وتوضيح ذلك كالآتي:
1 ـ المتكاوس:وهو كل لفظ قافية بين ساكنيه أربع حركات متوالية.
ومثاله قول الشاعر الحطيئة بخصوص الشعر:
متى ارتقى فيه الذي لا يعلمه**زلت به نحو الحضيض قدمهْ
2 ـ المتراكب:وهو كل لفظ قافية فصل بين ساكنيه بثلاث حركات متوالية.
ومثاله قول الشاعر العباسي في رثاء عبد الرحمن المهدي:
الزم عرى الصبر لا تعدل به سببا**وكن لما شاءه الرحمن محتسبا
3 ـ المتدارك:وهو كل لفظ قافية فصل بين ساكنيه بحركتين متواليتين.
ومثاله قول الشاعر عنترة :
لا تسقني ماء الحياة بذلة**بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ـ ي
4 ـ المتواتر:وهو كل لفظ قافية فصل بين ساكنيه بحركة واحدة.
ومثاله قول الشاعر البارودي:
وإذا ركبت فإنني**زيد الفوارس في الجلادِ
5 ـ المترادف:وهو كل لفظ قافية توالى ساكناه من غير فاصل.
ومثاله قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
السحْب تركض في الفضاء ركض الخائفينْ**والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبينْ
هذه هي أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها ،وتجدر الإشارة إلى أنه قد يجتمع اثنان أو ثلاثة من حركات أسماء القافية في بيت واحد.
والله الموفق ومنه الرشاد.