أنين الغربة

***** أنين الغربة *****
************
دعيني أخذ يدك في يدي
أحتضنها بدفق الوتينْ
أقرأ الأشواق في عينيكِ
فقد أحرقني إليكِ الحنينْ
طال الغياب
والشوق !!
نار لا تخمد تزداد عبر السنينْ
عاشق أنا لعينيكِ
متيم بهمسات جفنيكِ
تحمل لي أنباء وطني الحزينْ
خطوط يداك
تمتد عبر تخوم أشواقي
فهذا الخط الأوسط يرشدني للوتينْ
لروابي بلادي
لمدن تغفوا على نغمات حبات المطر
تتعشق بشذى الياسمينْ
علِّي أقتبس مزقة سعادة من عينيكِ
في كفكِ تَرْتَسِمُ خطوط حياتي
منذ التنهيدة الأولى
منذ الدمعة الأولى
منذ الصرخة الأولى
منذ عرشت على جدار قلبي
أزهار الفل والياسمينْ
منذ ضحكت أمي لمولدي الحزينْ
وزغردت أختي فرحا بولادة الجنينْ
ضاجعت الحزن في المهد رفيقاً
كان غطائي وفراشي وملهاتي
توطن الحزن في الشرايينْ
ربة الشعر حدثتني كثيراً
بنبوءات ما تحمله لي السنينْ
عجاف أيام عُمرَكْ
قرٌّ لياليكْ
ذئاب تعوي وكلاب تنبح
هاتف يوحي إليَّ
( إن الكلب الذي ينبح لا يعض )
أداوي جراحي بدموع محبوسة بعينيَّ
و( شايلوك ) يقتطع نهود أمي
يستبدل دمها الأحمر بالذهب الأسود
تتنفس الأرض بريح صرصرا
تغتال شذى الجوري والياسمينْ
غريب أحمل الناي لأغني
لطيف بلادي الحزينْ
كنت اسماً فغدوت رقماً
بين ملايين المهجرينْ
كنت إنساناً
فغدوت مع غروب شمس وطني
لاجئ مع الملايينْ
وما زال يراودني حزن حزينْ
بأمل إشراقة تنهيدة من قلبكِ
حين نلتقي في رياض الياسمينْ
لتكتبي اسمي من جديد
إني مواطن ولست شريد
حينها أتلاشى بين ضوع الياسمينْ
وعبق تراب وطني
وننحر الحزن ضاحكينْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النروج
تكرار كلمة الياسمين لعشقي لدمشق وياسمينها