في الظلال
أناْ من مكان ما هناك أعيشُ
وعواء ريحٍ في الرجاء يصيحُ
قد شاخ صمتي والحروف مشيبُ
ونزيف ظلي في الظلام قروحٌ
يا صاحبي هيئ غيابكَ للطريقْ
وانظر إلى قدمي جروحٌ
ما عاد في وسع الهوى صبراً،
فلا ملقىً أراه قريبٌ
شاركْ معي هذا الطريقْ
إنّ الظلال كثيفةٌ،
والليل مضطرب حريقٌ
ولقاء بُعْدٍ في زقاق مدينتي
هرب الكلام وجفّ ريقٌ
يا صاحبي أطرقْ قليلاً قد ترى
صوتي يجرُّ ظلال بوسٍ قد مضى
يمضي ويأتي مرةً،
يأتي ولا يمضي وحيدٌ في متاهات الظلالْ
ثَمُلتْ قداح الخمر من عبراتي
فدلقْتُها فوق المناضد علّها تصحو دواتي
ومضيتُ أسكبُ في الكلام قريحتي
شعرا وهل بالشعر تنتفع الجروحُ
زادت معاناتي وما بلغ الصدى ليلي وما،
تدري عن الأحزان في صدري صروحٌ
فأنام من تعبٍ عن الأحلام كي،
أنسى وعوداً أبْرمتْها ثم ولّتْ في فراري
تجري وأجري خلفها
لكنها وهم وريحٌ
يا صاحبي هيئْ غيابك للطريقْ
وانظر وراءك هل ترى فرجا يلوحُ
الشكّ فينا جامح متسلّطٌ
ويقيننا فينا ذبيحٌ
يا صاحبي إنّ الكلام مطيّةٌ،
قل ما تشاء متى تشاءْ
عدِمَتْ حروفي كلها
والجرح أكبر من سكوتي