غِب إنّ غيابكَ يُغريني
ما عادَ حضوركَ يَرويني
.
ما أقسى وصلَكَ يا رجلاً
ما خُطّ على لوحِ جبيني
.
غِب إنّ غيابكَ يُهرقني
نهراً في باحةِ تدوينِ
.
يتناحرُ، والخصمُ فتورٌ
يَحرسُ أحباري يحميني
.
غِب إذ لا أعذبُ من فقدٍ
يُلهِبُ أمواجَ شراييني
.
يَسلُبُني من نومٍ عاتٍ
يستهلِكُ كلَّ فناجيني
.
واللهفةُ تختالُ بغنجٍ
وذنوبُ هواكَ تسلّيني
.
أن ترحلَ، أو تبقى قربي
هذا أمرٌ لا يَعنيني
.
ما أحلى الليلَ وأشواقي
تَنبُشُ في أرضِ تلاحيني
.
تقطِفُ رمّاناً غجريّاً
أو عِنباً، من نسلِ التينِ
.
تُصغي للّثمِ رياحينٌ
لاحتْ في حزنِ بساتيني
.
تتسلّلُ أمطارٌ أفَلَتْ
من ألفِ خصامٍ وحنينِ
.
تُغرقني جداً في غَدَقٍ
عذبٍ بملامحِ تشرينِ
.
يُشعلني في البعدِ أنينٌ
يُحرقني ثمّ يداويني
.
أن أُحرَقَ، هذا لا يُشجي
أو أُنحَرَ تحتَ السكينِ
.
فأنا عاشقةٌ لا أخشى
نحراً أو موتاً في الحينِ
.
وأنا عاشقةٌ لا أنسى
أنّ المعشوقَ سيُفنيني
.
لأكونَ بلا شكٍ يوماً
سيّدةً، من حورٍ عينِ
.
.