تحت ظل الليل
أخلع ثوب همي
و أرتدي لهفتك
أرمي حقائب الحيرة على عتبات يوم مر
ترسو مشاعري المرتحلة بين أناملك
فأراني عطر حب يسري في أوصال حزن
قبلة تغفو على شفاه الأمنيات
تذوي جراحي و تضمحل آلامي
و نداك يمنحني بريق عشق يعيد إلى روحي نضارتها
و يلبسني رداء بهاء
ما بين شهيق و زفير أذوب في المنى وجدا و تنتشي أحاسيسي
أنفاسك تحييني
تعيد بناء أركاني
تجددني .. تحتوي قلقي و تحميني
تلملني كلما تناثرت نبضاتي
تجمع أجزاء رجل بعثره الأسى و مزقته الغربة
تمنحه كيان أمل
و تصنع من آهاته نغمات
وحدك جديرة بانحناء أمواجي إذا ضاقت بها الشطآن
لا ترمي إلي بطوق عقل
دعيني في جنون لهفتي أغرق
لا تخبري الليل عن دموع الفجر
أعيدي إلى قلبي العبير
و اتركي مدينتنا لتستعيد شذاها
لا تحفلي بأزيز الموت فلهفتنا حياة
لا تنصتي لهدير الطائرات
فنداء الحنين يصم آذان الخوف
قبليني و اتركي نسيم الحب يحمينا
اتكئي على مهجتي
و تمسكي بحبال إحساسي
أعيديني إلى جسدي فالقهر غربني
و طول البعد أضناني
حبيبتي لا تجزعي فأزهارنا تعشق الأحلام
هذي الدماء سوف ترويها
و تمنحها أريج بقاء
كل روح فاضت كوكب
و كل نفس أزهقت أرض
و كل قطرة سالت سماء
لا تلوميني فلست أنسى جراح بلدتنا
و عشقنا هو الذي سيبنيها
حنانك وطن يستحيل أن يفنى
و هوية ستمنحني نبض انتماء
نص جميل فيه مزح بين الحس الوجداني والحس الثوري
الأديب هنا يجعل من المحبوبة واجهة يرتد من خلالها صدى تعلقه في وطن
يسري في عروقه ...نص مليء بالصور وغني بالإشارات ، اعتمد فيه الأديب
بلغة جميلة في صوت شعري رغم تقديمها في ثوب خاطرة على البوح بما يجول في دواخله
ويحرك الصمت النائم ...
نكاد في بعض المقاطع نسمعه يئن ، وفي مقاطع يبكي ويشتد البكاء ليصل لدرجة النحيب
والحبيبة هنا تحمل معنى عميق في رمزية عميقة ...
نبض انتماء نص يحمل الكثير والكثير
يقدمه لنا أديب بحجم الدمشقي ليكون شاهدا على المشهد المعاش ..
يقولون ((لا يصلح العطار ما أفسده الدهر))
لكن الحبيب .. وطن كان، أو بشر .. بإمكانه الترميم وبث الحياة مجددا في عروقنا الذابلة
رواك الله من معين الحبيب جزاءً لإخلاصك وإحسانك