يوما ما... بعد أن تنفض الحرب عباءتها ويعمَّ الهدوء، سأكتشف أنني فقدت يداً /رجلاً /صديقاً. ولن يعرفني سواي حين أتكلم ،فالوجوه النيادرتالية لا تضع الماكياج في ثكنات الجند المكتظة بالخوف والدخان.يوما ما...بعد أن تحزمَ الحربُ حقائبها،سأرجعُ إلى قريتي،فأجدني قد تزوَّجت كما أمروني، وأنجبت حفنة أطفال ،وأجلس منزوياً في مقهى بليد ،أراقب ...كما يراقب عالم الحيوانات غابته . لن اصدق ،سأدلك عينيَّ طويلاً ،لقد تركتني في القرية طفلاً أبول في الشوارع،وأتلصص خلسة على جارتنا فوق السطح،ويعلو بكائي في الأعياد؛ حين تنفد نقودي،وحين يضربني أكثرُ الأولاد قوةً في الحي .سأتعجب كثيراً،لقد تركتني قرب سدرةٍ ظليلة،وساقيةٍ وديعة،في بيت العائلة الكبير،قرب جدَّتي ذاتَ الرائحةِ المألوفة وقصصها الشتائية الطويلة.سأرمي حقيبتي /أركض نحو داري،ليستقبلني أخي الباحث عن عمل بأجر زهيد/أبي المقعد /أمّي الملتصقة بسجّادة الصلاة/زوجتي الشاحبة/أطفالي الباكون من الجوع. سأدقُّ الباب...أدخل،لن يهتموا لدخولي/لن يعانقوني.سأُذهل حين أجدني معلَّقاً على حائط (البراني) ،وقد الصقوا على جبيني، خرقةً سوداء مائلة.
التوقيع
أتزهر في روحي حدائقُ جنةٍ
ثلاثونها المسكينُ كالطفل يقبعُ