الغالية سيّدتي عواطف
بين من لايبصر لما يجري من أزمات وما تعيشه أوطاننا من هزّات وبين من يغمض عينيه ويغضّ الطّرف أرى وطنيتك العالية ترفع بجرأة تصدّيها ورفضها لكلّ مظاهر القهر والظّلم والإستبداد لتهدينا نصوصا خالدة وقصائد صروحا لن يهدم كيانها أيّة قوّة مهما اشتدّت...
فالكتابة في الرّاهن وما يمكن أن تصدع به الكتابة من رؤى وما يمكن أن يسهم به المبدع هي ذلك النّضال الذي يصنع الوعي بالوطن وقضاياه فتتأثّر الطّاقة الروحية للشعوب والأفرادمن حيث الصّمود والذود عن حرمة أوطاننا ويمنحها مفعولا واقعيّا فيكونون صدى لصوت واحد ويتحوّلونالى شخصيّة جماعيّة على تعدّد أفرادهم...فتتوحّد الأهداف والعزائم
فرسالة الأديب سامية وعظيمة في اختزال آلام الشّعوب والتعريف بقضايا وطنه
وعشقُ الترابْ
يجولُ بقلبي ويأبى الفناءْ
وأرضُ الحسيْينِ
تعاني الشقاقْ
ونارَ النفاقْ
وصوتُ المآذنِ راحَ يراودُ سمعي
فيكوي ضلوعي
ويعجنُ يومي
بطينِ أنيني
وماءِ الفراقْ
أذوقُ مَراري
وجدبَ اخضراري
وحرفي يضيعُ بلجِّ احتضاري
فؤادي يئنُ كطيرٍ ذبيحْ
كشوقِ الحمامِ لعشٍّ جميلٍ
بهِ تستريحْ
كطفلٍ يتيمٍ
ينادي عليهِ
وعتمُ الليالي طويلٌ
كظلمِ الحياة
وجمرِِ البعادْ
يعيش بعمقي هوى الانعتاقْ
ويأبى السباتْ
ففي هذا المقطع آليات الوجع والتّحسّر مؤلمة فكلّ المفردات والإنفعالات والتّرديد اللّفظي تسمح على ألمها بمنح قوّة وشجاعة لمتلقيها لرفض المعاناة والأوضاع التي يرزح تحت عبئها الوطن..
فلك كلّ التّقدير يا سيدتي الأبيّةعلى ما توصيلينه من رسائل بوهج محبّة وطنك الشّامخ وعلوّ مقامه...
فكلّ أحلامنا ونحن نمرّ على روائعك أن يسعد عراق الشّموخ بالعزّة والنّصر والإزدهار وسيادة الحقّ والعدل والعيش الكريم
السيدة الرائعة الفاضلة
تحية ود وتقدير واحترام
كل منا يحمل وجع شخصي ..قد يكون
من ارهاصات الحياة
ولكن..الوجع العام الذي يخرج منه وجع شخصي
ليختلط الاثنان في ثنائية الوجع..فذاك الوجع الوجع
اعلم انك بعيدة الجسد..ولكنك بين ثنايا الوجع تهتزين
ترتجفين هلعا..كما نحن في اتون الطحن الذي لا يبقي
ولا يذر..
البعد لا يلغي اللوعة..والوجع..هو هو...بل قد يكون اكثر ايلاما
حين يكون بعيدا عن لظى النار وهي تكوي وتسحق احبة
قد تكون لحظة الالم ظرفية..اما البعيد فهي اكثر نزفا وعمقا من
وجهة التظر الانسانية
صدقت ايها الصادقة الصدوقة ..في وجع التراب والروح..
نزف حروف يجري كما نزف الدماء..والدماء تتيبس او تجف او تغتسل
الا نزف الحروف يبقى جريانه يدمي القلوب ويصبغها بلونه الاحمر القاني
اليك سيدة النبع وابنة الفراتين..ارفع قبعتي اجلالا لنزفك الدائم
دمت..ودمت..وحفظك الله
دوما تلجأ الأقلام للكتابة لتفرغ شحنات من التراكمات تحملها الكثير من الأنين و الحنين و الوجع .. و قلمك أمي الغالية لديه قدرة على حمل دفقاتك الشعرية و الروحية بكل جمال فهو يجيد العزف على إيقاع القلب و التعبير عن معاناته .. لذا فهي تصلنا بكل سلاسة تتربع على عرش ذائقتنا بكل تألق رغم ان وشاحها ألوانه قاتمة .. و يبقى الحزن على الوطن و ما يدور به من أسى عنوانا عريضا لقلمك و الحنين معزوفة سرمدية لا تنقطع .. قصيدة جمعت جمال المعنى و المبنى .. سرني أن أكون من العابرين .. حما الله العراق و أهله وهدأ الله من حزنك باطمئنانك عليه و العودة الى ربوعه .. مودتي مع بيادر من الياسمين