إِلَى الصَّدَفَيْنِ الشَّاعِرَيْنِ أُهْدِي نَبْضَ هَيْكَلِنَا الْبَدْئِيِّ.. (((هَيْكَلُ الْأَحْزَان))) إِذَا انْقَدَحَتْ مِنْ مَرْوِ ذَاكِرَتِي الْقَاسِي**سَأُوقِدُ نِيرَانًا تُسَعِّرُ إِحْسَاسِي وَأَوْقَدْتُهَا حَتَّى اسْتَوَى جَمْرُ مِحْنَتِي**لِأُطْوِيَ فِي لَيْلِ النُّبُوءَاتِ قِرْطَاسِي أَبُثُّ إِلَى أَهْدَابِهَا البَدْءَ لَوْعَةً**لِتُوقِظَ أَهْدَابَ الْأَمِيرَةِ أَجْرَاسِي أُعَمِّدُ فِي ثَلْجَيْكِ مِيلَادَ تِيهِنَا**وَأَعْزِفُ فِي صَمْتٍ تَرَانِيمَ قُدَّاسِي أَزُفُّ عَذَابَ الرُّوحِ فِي لَيْلِ مِحْنَةٍ**لِيَصْعَدَ سِيزِيفُ الْمُعَذَّبُ أَوْرَاسِي وَأَنْزِلُ حَتَّى السَّفْحِ مِلْءَ عَذَابِهِ**وَصَخْرَتُهُ الْبَلْوَى تُمَازِجُ أَنْفَاسِي تَعَالَيْ وَبُثِّي مِنْ كِنَانَاتِ فِتْنَةٍ**لِأُوقِظَ فِي تِيهِ الْغِوَايَاتِ أَقْوَاسِي سَأُسْرِجُ مَتْنَ الْغَيْبِ فِي حُلْمِ بَدْئِنَا**لِتُورِيَ قَدْحَ الثَّلْجِ فِي الْعَدْوِ أَفْرَاسِي تَلَمَّسْتُ فِي عَيْنَيْكِ أَفْيَاءَ حِقْبَةٍ**وَمِنْ خِصْبِ أَزْمَانٍ تَدِينُ لِإِينَاسِي أَنَا لَمْ أُرَاوِدْ طُهْرَ ثَلْجَيْكِ شَهْوَةً**وَلَمْ أَكُ شَيْطَانَ الدَّنَاءَةِ فِي النَّاسِ أَنَا يُوسُفِيُّ الْقَلْبِ فِي جُبِّ مِحْنَتِي**وَحَوْلِي ذِئَابٌ إِخْوَةٌ مِنْ ذَوِي الْبَاسِ وَجَاءُوا أَبِي يَبْكُونَ وِسْعَ دُمُوعِهِمْ**قَمِيصِي دَمٌ وَالنُّورُ فِي صَبْرِهِ الرَّاسِي أُسَافِرُ فِي عَيْنَيْكِ حَتَّى يُثِيرَنِي**زُمُرُّدُهَا الثَّلْجِيُّ فِي صَمْتِ إِبْلَاسِي تَزُفِّينَ لِي هَمْسًا أَتَى يَاسَمِينُهُ**يَجُرُّ دَلَالَ الْعِطْرِ فِي مَوْكِبِ الْآسِ أَثَارَ سُكُونَ الْكَهْفِ مَازَالَ فَاتِنًا**يَبُثُّ صَدَى الْأَهْدَابِ فِي غَمْرَةِ الْيَاسِ عَرَائِشُهَا لَمَّا اسْتَوَى الشَّوْقُ شُقْرَةً**دَنَا كَوْثَرِيَّ الرَّشْفِ شَعْشَعَ فِي كَاسِي لَسِحْرُكِ مِنْ لَوْنِ الْوُرُودِ وَسِرِّهَا**يَسُوغُ مَعِينًا طَيِّبَ اللَّثْمِ لِلْحَاسِي يَبُثُّ سِوَارُ الْيَاسَمِينِ رَنِينَهُ**لِيَنْتَفِضَ الْجِيدُ الْمُطَوَّقُ بِالْمَاسِ وَعَيْنَاكِ بِاللِّينِ الْأَمِيرِيِّ قَالَتَا:**"تُرِيدُ عَلَى الْعَرْشِ الْجَلِيدِيِّ إِجْلَاسِي" ضَحِكْتِ وَهَا يَفْتَرُّ ثَغْرٌ مُمَرَّدٌ**وَكُلُّ مَعَانِي الشَّوْقِ طَافَتْ بِأَقْوَاسِي أَنَا هَيْكَلُ الْأَحْزَانِ مِنْ عَهْدِ آدَمٍ**وَهَمْسُكِ يَا أُنْثَايَ يَعْبُرُ أَنْفَاسِي تَجَاوَزَ فِي اللَّيْلِ الْعُيُونَ وَلَمْ يَزَلْ**يُخَالِسُ فِي طُهْرٍ جَسَارَةَ حُرَّاسِي يَزُفُّ إِلَيَّ الْيَاسَمِينَ مَوَدَّةً**وَيُؤْنِسُنِي فِي وَحْشَةِ الْعَدَمِ الْقَاسِي وَمِنْ أَثَرِ الْأَسْلَافِ أَمْسَكْتُ قَبْضَةً**وَمُنْذُ انْتَبَذْتُ الْحُبَّ قَارَفْتُ إِمْسَاسِي أَهِيمُ وَحِيدًا سَافِرَ التِّيهِ أَعْزَلًا**تُسَوِّلُ لِي نَفْسِي مَرَارَةَ إِحْسَاسِي أَنَا الْآنَ لَمْ أُخْرِجْ لَهُمْ عِجْلَ فِتْنَةٍ**وَلَكِنَّنِي عَرَّيْتُ سَوْأَةَ إِلْبَاسِي يَبُوءُ بِذَنْبِي السَّامِرِيُّ وَلَمْ يَزَلْ **يَهِيمُ بِذَنْبٍ حَامِلًا قَلْبَهُ الْمَاسِي أَشُدُّ لِبَدْءِ الرَّاحِلِينَ قَوَافِلِي**وَكُلُّ خِيَامِ الْحُبِّ شُدَّتْ بِأَمْرَاسِي تَطَهَّرْتُ فِي حُزْنِي الْمُقَدَّسِ شَاعِرًا**وَمِلْءَ انْبِجَاسِ الْمَاءِ أَلْقَيْتُ أَدْنَاسِي صَعَدْتُ تِلَالِي الْمُشْرِقَاتِ وَلَمْ أَجِدْ**سِوَى حُلُمٍ أَعْلَى هَوَى بِابْنِ فِرْنَاسِ بِتَغْرِيبَةِ الْفِينِيقِ دِيدُونُ لَمْ تَزَلْ**تَهِيمُ بِمُلْكٍ فِي ضُلُوعِ آيِلْمَاسِ وَمُلْكُ بَنِي حَمَّادَ يَمْتَدُّ نُورُهُ**لِيُشْرِقَ فِي كَفَّيْكَ يَاابْنَ عِلِنَّاسِ أَفُولَايُ لَمْ يَرْوِ تَفَاصِيلَ بَدْئِنَا**وَلَيْتَ فُصُولَ الْبَدْءِ تُرْوَى بِإِحْسَاسِ تَذَكَّرْتُ فِي السَّيْفِ الْمُقَدَّسِ ثَوْرَةً**جَحَافِلُهَا اشْتَاقَتْ لِغَارَاتِ بِيدَاسِ أَضَأْتِ قَنَادِيلَ الْغِوَايَاتِ فِي دَمِي**وَمِلْءَ يَدِي أَطْفَأْتُ شُعْلَةَ نِبْرَاسِي وَجِئْتُ إِلَى عَيْنَيْكِ مِنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ**أَبُثُّ إِلَى ثَلْجَيْكِ أَعْذَبَ إِهْمَاسِ تَطَهَّرْتُ فِي بُعْدَيْكِ وَالْمَاءُ لَمْ يَزَلْ**يُثَرْثِرُ فِي النَّهْرَيْنِ عَذْبًا بِأَقْدَاسِي تَبُثِّينَ لِي الْهَمْسَ الْمُمَرَّدَ فِتْنَةً**تَشِفُّ كَمَا الْبِلَّوْرِ مِنْ ثَغْرِكِ الْمَاسِي نَسِيتُ وَمَا أَنْسَانِيَ التِّيهُ لَذَّةً**وَفِي صَخْرَةِ الْبَحْرَيْنِ يَذْكُرُكِ النَّاسِي وَفِي مَجْمَعِ الضِّلْعَيْنِ آوَيْتُ مُتْعَبًا**لِتَحْضِنَنِي عَيْنَاكِ فِي رِقَّةِ الْآسِي أَعِيدِي لِيَ الطِّفْلَ الَّذِي ذَابَ شَاعِرًا**لِيُشْرِقَ بِالْحُبِّ الْمُقَدَّسِ كُرَّاسِي تَهَجَّأْتُ عَيْنَيْكِ اللَّتَيْنِ أَطَلَّتَا**لِأَلْثَغَ فِي ثَلْجَيْهِمَا بَيْنَ جُلَّاسِي أَبُثُّ لِدُونَا ثَوْرَةَ الْحُبِّ فَارِسًا**وَمِنْ دَمِنَا الْمَغْدُورِ أَقْرَعُ أَجْرَاسِي سَأُوقِظُ يَاقِدِّيسَتِي نَايَ سِرْتِسٍ**لِيَعْزِفِنَا فِي الْبِيدِ أَعْذَبَ إِحْسَاسِ وَمُدِّي بِسَاطَ الْوُدِّ بَيْنَ ضُلُوعِنَا**وَهُزِّي بِشَوْقٍ مِنْ شِفَاهِكِ هَمَّاسِ وَزُفِّي إِلَيَّ الْيَاسَمِينَ نُعُومَةً**تُبَثُّ بِصَوْتٍ خَافِتِ النَّبْرِهَسْهَاسِ وَمِيسِي بِلِينِ الْبَانِ مِلْءَ مَوَاسِمِي**وَتِيهِي بِقَدٍّ فِي مَدَى الْخِصْبِ مَيَّاسِ لِيُبْلِسَنِي حَتَّى الذُّهُولِ أَمِيرَتِي**وَفِي قِمَّةٍ نَشْوَى أَبُوءُ بِإِبْلَاسِ أَعِيدِي صَدَى الْأَسْلَافِ فِي عِزِّ مُلْكِهِمْ**لِيَلْقَى حَفِيدُ الْبِئْرِ دِفْءَ قَطِزْنَاسِ فَلَمْ يَبْقَ فِي الْقَلْبِ التَّمَزْغِيِّ دِفْؤُهُ**وَلَا فِي مَعِينِ الْبِئْرِ هَمْسَةُ إِينَاسِ أَنَا الْآنَ فِي لَيْلِي أَنَرْتُ خِيَامَنَا**لِأَرْحَلَ فِي صَمْتٍ أُذَلِّلُ إِدْمَاسِي تَعَالَيْ لَكَمْ دَقَّتْ عَقَارِبُ غُرْبَتِي**وَفِي سُدْفَةِ الْأَشْوَاقِ أُشْعِلُ وَسْوَاسِي عَقاَرِبُنَا سَالَتْ لِتَنْسَابَ حَيْرَةً**تَبُثُّ سُكُونًا فِي رَتَابَةِ نَوَّاسِ فَلَا صَوْتَ فِي كَهْفِ النُّبُوءَاتِ يَحْتَفِي**بِحُزْنِ حَفِيدٍ ضَاعَ فِي مُقْفِرِ الْيَاسِ أَهِيمُ وَنَحْوِي يَنْزَحُ الْحُزْنُ فِي السُّرَى**لِيُلْقِي بِلَيْلٍ أَسْحَمِ الثَّوْبِ عَسْعَاسِ تَعَالَيْ أَمِيطِي عَنْ عُيُونِي ظَلَامَهَا**وَعَنْ لَحْدِيَ الْمَنْسِيِّ مَحْثُوَّ أَرْمَاسِي أَعِيدِي لِيَ الْأَفْرَاحَ فِي مَوْسِمِ الْهَوَى**وَمُدِّي مَوَاوِيلَ الْمَدَى حَيْثُ أَعْرَاسِي وَبُثِّي مِنَ الْأَهْدَابِ نَاعِسَ شُقْرَةٍ **تَكَاسَلَ فِي هَمْسٍ لِيُحْبِطَ إِيئَاسِي أُمَهِّدُ فِي بِئْرِي الطَّرِيقَ مُمَرَّدًا**لِتَعْبُرَنِي الشَّقْرَاء فِي مَهْدِ إِينَاسِي تَعَالَيْ أَيَا قِدِّيسَةَ الْخِصْبِ هَمْسَةً**لِتُوقِظَ فِي الْعِشْقِ الْمُقَدَّسِ أَجْرَاسِي *** عادل سلطاني بئر العاتر ، يوم الأحد 26 جويلية 2015.