قال:يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: (وَفُومِها) .
قال:الفوم: الحنطة.
قال:فهل تعرف العرب ذلك؟
قال:أما سمعت أبا محجن الثقفي وهو يقول:
قد كنت أحسبني كأغنـى واحد قدم المدينة في زراعــــة فوم
قال: يا ابن أم الأزرق ومن قرأها على قراءة عبد الله بن مسعود (الثوم)فهو هذا المنتن، وقال أمية بن أبي الصلت :
كانت منازلهـــــــم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس والفومانُ والبصلُ
وقال أمية:
أنفى الدّياس من القوم الصّحيح كمـا أنفى من الأرض صوب الوابل البرقا
فوم: أصل صحيح مختلف في تفسيره، قال قوم: هو الثوم. وقال آخرون هو الحنطة.
الفوم: الزرع أو الحنطة. وأزد السراة يسمّون السنبل فوما الواحدة فومة. وقال بعضهم: الفوم: الحمّص لغة شاميّة. والفوم: الخبز.
أيضا. يقال: فوّموا لنا، أي اختَبزوا. وقال الفرّاء: هي لغة قديمة.
وقيل الفوم: لغة في الثوم. قال ابن سيده: أراه على البدل. وقال الزجّاج: الفوم: الحنطة. ويقال الحبوب، لا إختلاف بين أهل اللغة أنّ الفوم الحنطة، وسائر الحبوب الّتى تختبز. يلحقها اسم الفوم.
الثوم: ويسمّى ترياق الفقراء. وقد ورد في القرآن باسم فوم بالفاء، وقد ذكر داود في التذكرة أكثر من أربعين مرضا يشفيها الثوم، والواقع انّه نبات ذو قيمة علاجيّة كبرى، ويحتوى على زيت طيار وبعض مركبّات الأليل، والأليل نوع من الكحول ... الخ.
لأبي عبيدة أنه الفوم: الحنطة،وقالوا هو الخبز،وقال الفراء إن الفوم فيما ذُكِرَ لغة قديمة وهي الحنطة والخبز جميعاً قد ذُكروا. قال بعضهم:سمعنا العرب من أهل هذه اللغة يقولون: فَوَّموا لنا بالتشديد لا غير. يريدون: اختبزوا. وهي في قراءة عبد الله: "وثومِها" بالثاء، فكأنه أشبه المعنيين بالصواب لأنه مع ما يشاكله من العدس والبصل. والعرب تبدل الفاء ثاء .ً
وحكاه الطبري عن بعض أهل العلم بلغات العرب، ولم يسمه - كعادته - وابن حجر في فتح الباري(8 / 783)والقرطبي في الجامع، ونقل في الفوم بمعنى الثوم، أنه قول الكسائي والنضر بن شميل،وقيل: الفوم الحنطة، رُوِىَ عن ابن عباس أيَضاً، وأكثر المفسرين،واختاره النحاس وقال: هو أوْلى. . . وإن كان الكسائي والفراء اختارا القول الأول لإبدال العرب الفاء من الثاء، والإبدال لا يقاس عليه.
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 04-28-2020 في 01:36 PM.